هذه القصيدة لأستاذ الأجيال ( حسن أبو علّه ) وقد عمل معلما أكثر من ثلاثين سنة ، وقد تقاعد قبل أكثر من خمس سنوات ، أقدم قصيدته وهي بعنوان ( دموع معلم ) 00
دعيني وقول الشـعر ان نـابني ضـر = أسل به هـمـي فقد ينـفع الـشـعـر
تـهـون رزايـا الدهر لـولا شماتة = تراها من الـزارين ان عـضــك الدهـر
لو أني حملت النفس يوما على الردى = تذوق زؤام الـمـوت كان لـي الــعذر
ولكن كـأس الموت بغض شربهـا = إلي عصــافير يـعـج بـهـا وكـــر
أيـكشـف عنك الضر من لايرده =ولـيس بغـير الله ينـكـشف الـضـــر؟
أعـاني من التدريس عشرين حجة = طـوارق أحـزان يـضـيـق بـها الصـدر
وأحمل يا سـلـمى نصابا مروعا = تـخـور القـوى مـنه ويـنقطـع الظهـر
نـصـابا لـه عمر مديد كأنمـا = هـو الـدهـر لا يبلى ولا ينقص الـعـمـر
أأحـمله بـضعا وعشرين حصة = عـلى كـاهـلي حتى يغيبني الــقـبــر
لـقـد كنت حمالا لهن وساعدي = قـوي وأيـامي شـبيبتهــــا بـكــر
ومـن قـارب الخمسين أيقن أنه = جـفـاه الـصـبا الـزاهــي وريعانه النضر
فـليـت شبابي كالنصاب دوامه = تـصـد الـبـلى عنـه الـتـعاميم والأمـر
ولـلـه أتـعاب المعـلم نفعها = إلى غـيره يـعـزى ولـيـس له شـكــر
يـؤرقـه الإعداد إن جـن ليله = وتنهـكـه الأعـمـال إن بـزغ الـفـجـر
تـراه وقـد هدت قواه دفاتر = وأوشـك بالـحـوبـاء ينفجر الــنـحـر
يفوق من التصحيح بعد فراغه = إفاقـة مـصـروع تـملـكه ذعـــــر
ويـبلى وما تبلي الليالي نصابه = يـحـمـّل وهـو الــعود مـا يحمل البكر
يلومك في التدريس من لم يعانه = ويغبــط مـن لـم يـدر مـا طعمه المّـر
مظاهر يستهوي النفوس بريقها = ومــن دون مـا تـخـفيه من زيـفها ستر