العيـن بعـد فراقهـا الوطنـا
لا ساكنـاً ألِفَـت ولا سكـنـا
ريَّـانـة بالـدمـع أقلقـهـا
ألا تحـس كـرى ولا وسنـا
كانت ترى فـي كـل سانحـة
حُسناً وباتت لا تـرى حسنـا
والقلـب لـولا أنَّـه صعـدت
أنكرتـه وشككـت فيـه أنـا
يا طائراً غنَّى علـى غصـن
والنيل يسقـي ذلـك الغُصُنـا
زدني وهِجْ ما شئت من شجني
إن كنت تعرف مثلي الشجنـا
أذكرتنـي مـا لسـت ناسيـه
ولرُبَّ ذكـرى جـددت حزنـا
أذكرتنـي بـردى وواديــه
والطيـر آحـاداً بـه وثنـى
وأحبَّة أسـررت مـن كلفـي
وهواي فيهـم لاعجـاً كمنـا
كـم ذا أغالـبـه ويغلبـنـي
دمـع إذا كفكفـتـه هتـنـا
لي ذكريـات فـي ربوعهـم
هـنَّ الحيـاة تألقـاً وسـنـا
إن الغريـب مـعـذب أبــداً
إن حلَّ لـم ينعـم وإن ظعنـا
خير الدين الزركلي