حزمت أمتعتي .. استعدادا للرحيل
لم يضايقني المكان ولا أهل المكان..
ضايقني الزمان ..
عكر صفوي ..
كدر خاطري ..
وقف حائلا بيني وبين ما أشتهي ..
أبيت معه على حال وأصبح على حال ..
***
كنت أتجول في الحديقة ..
أقطف من زهورها الجميلة ..
أكون باقة ورد ، لأهديها إلى من أحب ..
فإذا بالزمن يتدخل ..
ينهرني عن ذلك ..
تعجبت من جرأته علي .. وقلت له :
لماذا أيها الزمن ؟؟
لماذا تتدخل في شؤوني الخاصة ؟؟
لماذا تعكر صفوي ..؟
التزم الصمت ..ولم يفصح عن شيء .
***
جلست لأكتب قصيدة شعرية شوقا إلى المحبوب ..
وما إن وصلت إلى ذكر محاسنها وطيب لقائها وغرامي بها ..
وإذا به كالعادة يتدخل.. وينهرني عن ذلك ..
وقفت مندهشا ..
ماذا عملت بك ايها الزمن ؟؟
لماذا أنت تضايقني بهذه الصورة ؟؟
التزم الصمت ..ولم يفصح عن شيء
***
خرجت لأشبع هوى النفس ..
في زيارة للحبيبة ..على حين غفلة من أهلها ..
فإذا بالزمن يقف أمام دارها..
عاضا على سبابته اليمنى ..
ينظر إلي بدهشة واستغراب..
أومأ لي براسه ..
مشيرا لي بأن أعود من حيث أتيت .
كاد أن يغمى علي ..
يا إلهي !!!! ماذا حصل ؟؟
كيف الخلاص ؟ اصبحت مكتفا لا أستطيع عمل شيء ..
كلما هممت بأمر وقف الزمن حائلا بيني وبينه !!!
***
جلست منفردا ..
أتأمل .. أتصور .. أتمنى .. أتلهف ..
يداعبني الشوق والحنين ..
لقد ارتسمت في خاطري صورة محبوبتي .
أراها أمامي وكانها حقيقة ..
شغلت بها كثيرا ..
سرحت مع طيفها ..
أتأمل جمالها .. أترنم بحبها ..
فإذا بالزمن يتطلع إلي بتعجب واستغراب .
حدَّقَ فِيَّ بُرْهَةً ثم قال : ( يكفيك) ..
تعجبت لهذا الأمر ..
ما سلكت مسلكا أريد أن أعيش مع نفسي فيه لحظات سعادة
إلا وجدت هذا الزمن أمامي ..
أيها الزمن .. قل لي بربك ، لماذا أنت تتابعني هكذا ؟؟
وهل أنت مكلف بي ؟؟
نظر إلي نظرة كدت منها أن اسقط خوفا من عينيه الحمراوين
ثم قال ( نعم )
ارتعت في مكاني ..تعثرت خطاي .. تبعثرت أوراق حياتي ..
تلعثم لساني .. تاه فكري ..
عدت لأحمل متاعي وأرحل ..
وقف الزمان أمامي قائلاليس الآن ) ..
ستبقى .. شئت أم أبيت .. ولكني لك بالمرصاد ..
أنزلت متاعي ..
وضعت عصاي ..
استسلمت للواقع
حتى يأتي الزمن الذي يصرح لي فيه بالرحيل .
أبو حذيفة
هادي محسن مدخلي