علم انسب واهتتمام علماء المسلمين به :
ـــــــــــــــ
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه , أول من دوّن الدواوين فأنشأ ديوان الجند ورتّبه على القبائل مراعيا القرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبدأ من بني هاشم ثم بقريش وهكذا على بطون العرب وهذا الديوان اول كتاب في الأنساب واتبعه على ذلك الخلييفة عثمان رضي الله عنه وكذلك الإمام علي بن ابي طالب أمير المؤمنين ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن نسله بقية آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنسب لغة بمعنى القرابه فيقال للرجل استنسب أي بيّن نسبك وفي الإصطلاح هو علم يعرف منه انساب الناس وقواعد الإنتساب وهو من جملة فنون علم الأثر العلوم المروية شفاهة او كتابة يتضمن معرفة نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن ينتمي اليه والتمييز بين ( بني عبد مناف ) ( هشميها ) ( مطلبيها ) و( عبشميها ) و ( نوفليها ) وبين قريش من كنانه والأوس من الخزرج والعربي من العجمي والمولى من الصريح أي خالص النسب وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم أعلى الناس نسبا وحفظا لأنسابهم فهم الوحيدون على وجه الأرض صرحاء النسب من آدم الى اليوم أعني بذلك ماقاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( انا خيار من خيار من خيار ) مما يثبت انه صريح النسب قبل الإسلام ويدخل معه في هذا النسب من يلتحق به من نسب الأمهات والآباء من بني هاشم علي بن ابي طالب والعباس , اما بعد الإسلام .. واعتنت العرب بأنسابهاىعناية طيبة وحفظوا أنسابهم , اما بني هاشم فيحفظون انسابهم واصولهم الى الفي سنه وهي التاريخ المقدر لعصر عدنان جد الشعب العربي العدناني الموجود في سلسلة نسب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو الظهر الواحد والعشرون لسلسلة نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي يتجاوز الفي عام من اليوم , وهناك الحسب والنسب , والحسب هو الكرم والشرف والشجاعة , متوارث متوارث في الآباء مستمر في الأبناء , فيقال هذا الرجل حسيب أي كريم وشريف وشجاع , أما النسب فهو الإنتساب الى الآباء والأمهات أي رابطة الدم .. ومن فرائض علم النسب ينبغي للمرء ان يعلم ان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم الذي بعثه الله تعالى للإنس والجن بدين الإسلام هو محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي فمن شك في انه صلى الله عليه وآله وسلم قرشي أم يماني أم أعجمي فهو كافر غير عارف بدينه إلا ان يعذر بشدة ظلمة الجهل ويلزمه ان يتعلم ذلك ويلزم من صحبه تعليمه أيضا .. وهناك امور شرعية اخرى تقوم على هذا العلم من اهمها الخلافة الكبرى للأمة وانها في ولد النضر بن كنانه من قريش حتى لايدعي الخلافة من لاتحل له كما اخبر بذلك النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومعرفة من تحرم عليه الصدقه من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن يعرف الإنسان امه وأباه , وكل من يلقاه بنسب في رحم محرمة ليتجنب ماحرم عليه من النكاح , وان يعرف من يتصل به برحم توجب ميراث , ومن يتصل به برحم تلزمه صلة او نفقة , كما يجب معرفة من له حق الخمس , ومن اراد الإستزادة في ذلك الجانب عليه بمراجعة كتب مثل كتاب ( القلقشندي ) وكتاب ( استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف ) للسخاوي وغيرهم من الكتب المختصة وهم كثير