السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي في الله
علي ابو طالب
اولا: اشكر طرحك الجميل....
ثانيا: بداية حديثك كان ...
(نرجسية المثقفين واحدة من أخطر الأمراض التي تفتك بجسم الثقافة العربية ( و الثقافة الإنسانية عموما ) , وأعني بها ما تعنيه عبارة النرجسية :حب الذات المَرَضي . ونعثر في سجل المثقفين العرب على عدد هائل ممن أصابتهم هذه الحالة و تمكنت منهم إلى الحد الذي أضاعت عليهم فيه سبيل وعي ذاتي متوازن , أو طريق الانتماءالايجابي إلى المجتمع الثقافي. بل تكاد لا تجد إلا نسبة قليلة منهم لم تعرف هذه الحالة المرضية طريقها إليهم !)
هنا اختلف معك في ماهية المثقف (مثل ماقال اخوي عبد الله الحلوي)...فانا ارى كل انسان منا سواء المتعلم او الامي هو مثقف بشكل او اخر وبنسبه و تناسب....ولا اعتقد بان الشخص المثقف ...نرجسي ..والسبب.... فالمثقف لا يكتفي بأية معلومة ولا بأي كتاب ينهيه تجده ...باحثاً هنا وهناك ...وتجده متواصل مع الجميع لاكتساب المعلومه...فالراعي الامي مثقف بالنسبة لكل ما يحتاجه من علم بسيط يخص غنمه...وقد تجد عنده المعلومه التي تريدها عن الغنم ...ولا تجدها عند الدكتور البيطري احيانا....
يمكن ان ما تقصده هو المتعلم.......... يعتمد على نصوص .. وقواعد بناها له أستاذه ..تعلمها عن طريق لابد أن يعود إليه وهو ... كتابه ..ويحاول أن يطبق .. ماكتب في هذا الكتاب .. بحزافيره ..ومن المحتمل أيضاً .. أن تجده لايملك من الخبرات إلا .. مجال واحد ..هو الذي تعلمه .. وفي العلم نور .. هو الشخص الذي يبحث عن المتعلمين أمثاله .. ولايحب الإختلاط بطبقات .. المجتمع سواءً الأدنى منه .. أو الأرقى منه .. إنه أسير ذلك الكتاب .. لايستطيع أن يرى العالم إلا من خلاله .....
اما المثقف........هو الذي لايقف عند أخر صفحة من الكتاب .. بل يكمل طريقه ..ليجد كتاباً أخر .. وفي غير مجاله نهائياً ..
هو الشخص الذي يحاول أن يختصر هذا الكتاب .. هو الشخص الذي لايحب أن يكون سجين كتابه ... ولا جامعته ..بل يفك هذا القيد .. ويخرج ..ليرى ماذا يدور حول هذا الكتاب .. ليختلط بجميع الطبقات .. يرى العالم على الحقيقة ... يبحث جاهداً .. على أن يرى مالفرق بين ..عالم هذا الكتاب ... والعالم الحقيقي .. سريع في تكوين العلاقات ..مع الأخرين ... قادر لإقناع أي شخص بما يمتلكه من قدرات .....
ياتي السؤال...هل المثقف دائما يجب ان يكون متعلم.........