عَنْ الْفنّ اَلْمِعْمَارِيّ فِيْ (فَـاسْ).
السَّيِّد طِيراس مُتَحَدِّثَاً عَنْ الفَنِّ فِيْ فَاسٍ: "لَقَدْ كَانَ القَرْنُ الثَّانِيْ عَشْر بِالنِّسْبَةِ لِفَاسٍ فَتْرَة نَشَطَتْ فِيْهَا اَلْبِنَاءَاتْ. فَالْمُرَابِطُوْنَ وَالْمُوَحِّدُوْنَ الَّذِيْنَ كَانُوا قَدْ اِتَّخَذُوْا (مَرَاكشْ) عَاصِمَةً لُهُمْ لَمْ يَنْسُوْا ((اَلْمَدِيْنَة الْكُبْرَى)) فِي الشَّمَالِ.
فَقَدْ كَانَ تَكْوِيْنُ إمْبِرَاطُوْرِيَّةٍ وَاسِعَةٍ، الْمَغْرِبُ مَرْكَزَاً لَهَا، يَفْتَحُ أَمَامَ التِّجَارَةِ الفَاسِيَّةِ آفَاقَاً جَدِيْدَةً. فَتَحَتْ حُكْمَ السَّلاطِيْنِ الَّذِيْنَ كَانُوْا يُسَيْطِرُوْنَ عَلَى هَذَا الْجَانِبِ وَذَلِكَ مِنْ المَضِيْقِ (اَلْعَدُوَّتَانِ)، كَانَتْ فَاسْ تُوْجَدُ، أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ اَلْحَالَ فِيْ عَهْدِ الأَمَوِيِّيْنَ وَالْعَامِرِيِّيْنَ، عَلَى اتِّصَالٍ وَثِيْقٍ وَمُسْتَمِرٍّ بِالْأَنْدَلُسِ. بَيْدَ أَنَّ اَلأثَرَ الأَسَاسِيّ لِهَذِهِ اَلْحِقْبَةِ: اَلْقَرَوِيِّيْنَ لاَزَالَ يُفْلِتُ مِنَّا. فَفِيْ اَلْيَوْمِ اَلَّذِيْ يُصْبِحُ مِنَ الْمُسْتَطَاعِ دِرَاَسَةَ الْقَرَوِيِّيْنَ وَنَشْرُهَا (وَثَائِقَ عَنْهَا) بِكَامِلِهَا، فَسَتُفِيْدنَا بِالْكَثِيْرِ – أَكْثَرُ حَتَّى مِنْ جَامِعِ تِلْمِسَانِ – عَنْ فَنِّ الْمُرَابِطِيْنَ. وَسَنُشَاهِدُ أَنَّ الْمَعْبَدَ الْقَدِيْمَ، الَّذِيْ نَرَاهُ مِنْ خِلاَلِ أَزِقَّةٍ مُظْلِمَةٍ، هُوَ مِنْ أَجْمَلِ الصُّرُوْحِ فِيْ إِفْرِيْقْيَا الشَّمَالِيَّةِ. وَأَنَّ لِلْقَرَوِيِّيْنَ، بِالنِّسْبَةِ إَلَى فَاسٍ، وَفَوْقَ جَمَالِهَا، قِيَمَاً أُخْرَى مُتَعَدِّدَة. فَهِيَ مُنْذُ عِدَّةِ قُرُوْنٍ، جَامِعَةُ الْمَغْرِبِ اَلْوَحِيْدَةِ، وَمَرْكَزُ اَلْحَيَاةُ الإِسْلاَمِيَّةُ وَمُسْتَقَرِّهَا فِيْ هَذِهِ اَلْبِلاَدْ. وَهِيَ ((كَالْمَسْجِدِ اَلْأُمِّ)) فِيْ اَلْمَدِيْنَةِ: فَجَمِيْعُ اَلصَّوَامِعِ فِيْ فَاسٍ مَبْنِيَّةٌ عَلَى شَكْلٍ يُمْكِنُ مَعَهُ أًَنْ يُرَىَ مِنْ أَعْلاَهَا، صُعُوْدُ الشًّعْلَةِ اَلَّتِيْ تُعْطِيْ اَلْإِشَارَةَ بِـ (أَوْقَاتِ) الصَّلاَةِ مِنْ أَعْلَى بُرْجِ اَلْقَرَوِيِّيْنَ اَلْقَدِيمْ".
**
نَقْلاً عَنْ وِزَارَةِ اَلأَوْقَافِ وَاَلشُّؤُوْنِ اَلإِسْلاَمِيَّةِ اَلْمَغْرِبِيَّة.