- الناي الصامت 2007-04-08
في هذه الحياة انا شاعر...في هذه الحياة انا كاتب اكتب واسطّر أيامي على صفحات ذلك الكتاب الشاسع الكبير :كتاب الحياة
كلّما دخلت أعماق ذاتي واقتربت من مصدر كياني أحسست بنفحات الوعي تداعبني واكتشفت أنني في الحقيقة مجرد ناااي ينفخ فيه الوجود فيتردد الصوت وعيا وادراكاً ومحبة تملأ ارجاء الكون الفسيح
لست انا من أكتب...كنت اعتقد ذلك فيما مضى...لكن بعدما امسكت اولى خيوط الوعي عرفت انني القلم والله هو الذي يكتب من خلالي ومن خلال كل انسان ومخلوق في هذا الكون
لكن مهلاً...لا استطيع قراءة ما يكتبه الله بعد...ترى لماذا؟؟؟آآآآآآآآآآه لان الغبار لازال يتطاير فوق صفحات ذلك الكتاب...غبار الافكار والعقل ،المشاعر والمخاوف والهواجس و و و....ما منبعها ومصدرها؟
الرغبة......
الرغبة في اي شيء هي التي تربط الانسان بالمادة...انها مبنية على الطمع والخوف...لكني لا ادينها ،يجب ان أمرّ بها لاتعرف عليها ...سأنتظر في محطّتها...بعدها سأحمل حقيبتي وأرحل عنها بكلّ رضى وتسليم
والان اصبحت جاهزا للرحيل،انا استعد وارى ايضا ما كتبه الله على صفحات ايامي بوضوح على غير العادة
اشعر بروحي ترفرف وترقص فوق الامواج فكل ما في الوجود امواج في محيط هو الله
توحدت مشاعري وافكاري واحلامي واصبح مسارها واحدا ...جمعها ووحدها الوعي والان مستعدة للاتصال بما هو كوني،فقد حان الوقت لاترك قلمي ،فاللغة عاجزة قاصرة...آن الاوان لاكون ذلك الناي الصامت الذي ينفخ فيه الله اعذب الانغام ...انغاما لن يسمعها الا من عرف معنى الصمت والسلام وسمع موسيقاها فقد غربت شمس الكلام واشرقت شمس الحقيقة للابد
منقوول