النضج والبراءة لهما نفس المعنى، مع فارق بسيط: هو أن النضج يعني استعادة البراءة. ويولد كل طفل بريئاً ولكن المجتمع يفسده. وكل الثقافات استغلت براءة الطفل، واستعبدته، وطبّعته لخدمة مصالحها ومآربها الخاصة، السياسية والإجتماعية والعقائدية... وعمل الكهنة ورجال السياسة على تنفيذ هذه المؤامرة
في اللحظة التي يصبح فيها الطفل جزء من المجتمع يبدأ بفقدان شيء في غاية الأهمية، يبدأ بفقدان الإتصال مع الله. يدع الرأس يوجّه سلوكه وينسى وجود القلب كلياً...والقلب هو الجسر الى الكينونة إذ لا يمكنك أن تصل إلى ذاتك من دون القلب، فهذا مستحيل
ولكن المجتمعات كلها تحاول تحطيم القلب. إنها ضد الحب، المشاعر وهي تدين المشاعر لكونها عاطفية. ولقد أدانت العشّاق عبر العصور، لأن الحب لا ينبعث من الرأس بل من القلب. والإنسان الذي يمكنه أن يحب، سيكتشف ذاته عاجلاً أم آجلاً، وعندما يكتشف الإنسان ذاته، سيتحرر من جميع الأنظمة والأنماط... سيتحرر من جميع القيود ويصبح مطلق الحرية.كل طفل يولد بريئاً ولكنه يُزوّد بالمعرفة من قِبل المجتمع. لذلك هناك مدارس ، كليات وجامعات تعمل على إفساده وتدميره .النضج يعني ان تستردّ برائتك الضائعة، أن تستعيد جنّتك، أن تصبح طفلاً من جديد
وهناك فرق بين النضج والطفولة... الطفل لا بد أن يفسده المجتمع في أول مرحلة من حياته، ولكن في مرحلة لاحقة من الحياة عندما تستردّ طفولتك مجدداً لن يتمكن احد من إفسادك. ستصبح ذكياُ وغير قابل للإفساد، فأنت الىن تعرف ما فعل بك المجتمع، وانت في أتم الوعي واليقظة ولن تسمح بتكرار ما حصل
النضج ولادة جديدة، ولادة روحية.... أنت طفل مجدداُ تنظر الى الوجود بعينين صافيتين، وتقارب الحياة بقلب محب