شئ من فيضهم ..

- جمرة من الصبابة - (عبدالرحمن حمندي )


لعلّ في توهّج الخريف‏

تنثر العواطفُ المحلولة الشعر‏

على امرأة من القمرْ‏

غمائماً من وحشةِ السفرْ‏

ينوءُ في أثقالها القدرْ‏

فأصطلي..‏

يا غيرة الجبل‏

من طائرٍ في الريحِ يبني عشّهُ المطرْ‏

***‏

أأنزل في جُبِّ ليلٍ واجم؟‏

لعلّني في الغيبِ أشعل الجليدَ والصدى‏

وأرشفُ من الجوى صبابةً‏

قد تستردّ أخضر الندى‏

أو فرساً تمنحني صهيلها‏

فأخطف البريق والنجوم والسنا‏

وفتنةً تعشقها الكواكبُ العذارى‏

فهل أرى غير انبهارِ مهرةٍ‏

أو احتراق موجةٍ‏

أو شاعراً يستنشق الغبارا‏

وهل أرى النهارا؟‏

طال انتظاري واللظى غيبوبتي‏

أمكث بين راحتيهِ‏

أكثرُ من أسنّة الصحارى‏

هل أحرث البحارا؟‏

***‏

فما أزال كوثراً‏

وما يزال خافقي‏

يضجّ بالحبّ وبالصبابةِ المشتعلةْ‏

أحملُ في سرائري‏

تعويذةَ العشقِ ويقظةَ المفاتنِ‏

وربما أملك ما لا يملك الكُهّان‏

والساحر.. والمجنونْ‏

أُقارع الغيوبَ والظنونْ‏

وأفتح الغياهب المقطوعة الأرحام‏

في شقشقةِ الرعودِ والسكونْ‏

وأصعد الجبال‏

فهل تغار الريح من أجنحةِ اليمام؟‏

يا غيرةَ الجبل‏

يرنو ولا يستطيع أن يطيرْ‏

تسلبهُ فراشةٌ حُريةَ التحليق‏

حريةَ الكّهان‏

هذي شموسي لوّحت قبل انبلاج فجرها‏

وأشرقت نوافذ البحر‏

على مسلّة الزمان‏

وابتهج المكانْ‏

فاشتعلت أيقونة الماضي..‏

وذا الماضي يؤلّب ما تبقى‏

من رؤى سحر وجان‏

فاصطبحت مراكب..‏

واغتبقت مراكب..‏

وما استحال بعد موته الدخان‏

سوى دخان..‏