شكرا اخي محمد القاضي على طرح الموضوع ولكن غالبية المجتمع في الوقت الحاضر تتفق على مقولة ماجدوى التعليم وموضوعات نشرت في كثير من الصحف والمجلات عن جدوى التعليم ويتلخص الموضوع فيما يلي:
"ما جدوى التعليم؟" هذا السؤال هو الذي لا يجوز أن يُسأل؛ لأن التعليم خير لا بد منه! بل إن التعليم ضرورة لا يستقيم فكر الإنسان وسلوكه إلا به وفي ضوئه، وهو رسالة شريفة وهدف نبيل ومشعل يضيء دروب الرقي والنجاح للأمم، إذن فالصيغة المسؤول عنها هي: كيف تثمر حقول المعرفة، وكيف نستقي من نهر التعليم؟ والجواب سيشرق من شمس مُسَلمة ثابتة تقول:إن نجاح العملية التعليمية بأركانها المختلفة وتحصيل ثمرتها مرهون بتوافر عدة عوامل يأخذ بعضها برقاب بعض وصولاً إلى الهدف المنشود، ومن ضمنها العناية بتقنيات التعليم، ولا سيما أن هذا العصر هو عصر الاتصال و"الإنترنت" والاهتمام بالتعليم التقني والفني وما تتطلبه خطط الدول وحاجة المجتمع.
وقبل ذلك فإن أهم تلك العوامل هو: النظرة إلى التعليم والمعلم!!.
وفي العصر الحاضر تغيرت النظرة إلى التعليم والمعلم، فأصبح التعليم في نظر كثير من الناس مهنة شأن أية مهنة مادية كالسباكة أو"المقاولات" وطفق المعلم إلى استدرار الاحترام من الطلاب ومن المجتمع، ويمكن تلخيص أهم أسباب ضعف احترام التعليم والمعلم في العصور المتأخرة فيما يأتي:
- إن طلب العلم تحول عند بعض المعلمين والمتعلمين إلى وسيلة يركضون إليها لتحقيق أهداف دنيوية من مادة أو وظيفة، أو لتلبية شهوات نفسية كعلو الذكر، دون نظر إلى شرف الرسالة.
- الانبهار المُعْمِي بالحضارة المادية من حولنا التي سادت اليوم وهي خالية من الجوانب الروحية والقيم والمعاني الدينية التربوية، وتأثر كثير من الناس بها.
- تقصير الجهات التربوية، ووسائل الإعلام والاتصال ووسائطها في توصيل المفهوم الصحيح إلى الناس وتربيتهم عليه والأخذ بأيديهم إلى نماذج الصالحة التي يجب أن تكون قدوتهم. والسؤال الذي ينبت في مزرعة الأماني هو: كيف نعيد للعلم وللمعلم مكانتهما؟
والجواب الشافي هو في توضيح المبادئ الإسلامية الراقية، وإبراز الاهتمام بالمعلم وبيان واجب احترامه وإجلاله ووضعه من النفوس في المنزلة الرفيعة اللائقة به، ولن يتحقق هذا الهدف النبيل إلا بتعاون وتضافر من عدة طرق هي:
- غرس محبة العلم والمعلم في نفوس النشء، وتكثيف هذا الطرح الواجب بوسائل حيوية ومثمرة؛ تستخدم فيها النصوص والقصص المفيدة التي تمجد العلم والعلماء وتبين فضلهم الذي ميَّزهم القرآن به، وغير ذلك من الوسائل المفيدة.
- استثمار النشاط المدرسي في مراعاة هذه الجوانب المضيئة في المسابقات التي تجري بين المدارس، وتضمينها المسرحيات الهادفة التي يؤديها الطلاب.
- الاستفادة من وسائل الإعلام في تحسين نظرة الطلاب والمجتمع إلى أهمية العلم وفضل المعلّم؛ فالتلفاز والإذاعة والصحافة والمسجد والمسئولون عن المحاضرات والندوات لهم حظ وافر من التأثير في النفوس والقلوب، وهم مطالبون بأن يصبَّ هذا الحظ في نهر الخير والرشاد برفع شأن العلم والمعلم.
" تنشيط واجب المنزل الذي هو موجه خطير، وله أثر كبير في سلامة أو سوء النظرة إلى المعلم والعلم، فالطفل مثلا تتمكن في نفسه هيبة المعلم واحترامه حين يتعوَّد ويتربى على ما يقوله ويفعله أهله من كلمات وأفعال تدّله عن طريق القدوة الحسنة إلى عرفان فضل المعلم وتبجيل المعلم والعكس صحيح.
ضخ الثقة في نفس المعلم وإشعاره بتقدير طلابه ومجتمعه؛ لأن هذه الثقة دافع تقصر دونه كثير من الدوافع، وإن إحساسه بدنو منزلته في نفوس طلابه، أو في نظرة المجتمع إليه آفة خطيرة تصرم سنابل عطائه وتحصد رغباته الخيّرة، وبالتالي يجب علاجها وتدبير السبل الكفيلة برفع خللها.
ولو كنت مسؤولا لجعلتك قاضي في التعليم لمعزة قبيلة القضاة عندي.