عبد المحسن حليت مسلم
مذ غبتِ لم يعد الكلام كلاما
أوراق خربَشَتي غدتْ أكواما
مذ غبت غادرت الكتابة شرفتي
وأنا وشعري في الغرام قدامى
والأبجدية قد توقف قلبها
«فتعطلتْ لغة الكلام» تماما
مذ غبت لم أعبأ لعمري مرة
أيزيد عاما أم سينقص عاما
مذ غبت أصبحتِ الفصول كبعضها
وتشابهتْ كل النساء قواما
حتى الفساتين استوتْ أشكالها
لم تختلف طولاً ولا أكماما
حتى الأنامل وحّدتْ بصماتها
فتماثلت.. وتشابهت ابهاما
لولا غيابك كنت شيئاً آخراً
كنت انطلقت وهمْت معْ من هاما
لكنَّ قلبي لم يعد بي عابئاً
أنهي غراما أو أعيد غراما
****
وقد اعترفتُ بأن حبك نعمة
لكن هجرك لم يكن إنعاما
فتَّشتُ عنك وعن بقاياك التي
قد حولت مدن الكلام رخاما
وسألتُ عنك القهوة الصفراء..
والفنجان والعنوان والأرقاما
وبعثت باسمك للورود فقال لي
إن الورود قد ارتدته حزاما
أنسيت أول مرة أسقيتني
فيها اللقاء.. وقهوة.. وغراما
ونسيت آخر مرة كانت لظىً
كانت رداءً أسوداً.. وهياما
أين أختفيتِ، سألتُ عنك قصائدي
وسألت عنك الوحي والإلهاما
فهواك علَّمني التطرف في الهوى
لولاه كنت لدى الهوى أصناما
لا تتركيني للشتاء.. فأنتهي
وتلوكني الأعوام عاماً ثم عاما
لا تتركيني في قطارات الهوى
ما من قطارٍ يقبل الأيتاما
قولي وقولي.. حددي لي من أنا
لأصير كهلاً أو أعود غلاما
****
كوني - إذا أحببتِ - ضد كتابتي
قصي الحروف وأوقفي الأقلاما
كوني خصاما مرتين.. وقاطعي
شعري.. وكوني مرة إنعاما
****