جاءتني حروفي شاكية
فتحت لها قلبي
وحاولت أن ألملم ضيقها
وأثار ترحالها الطويل
حتى اعرف ما الذي تشكو منه !!
وما الذي تتعب منه ؟!!
وفوجئت بان حروفي تنقسم على نفسها
فالبعض منها يشكو ويطلب الخلاص
والبعض الآخر يشكو ويطلب إحكام
شد الوثاق !!!
فسألت عن الذي تحمله حروفي وكلماتي
من الشكوى أولاً
كنت أحسب أنها تعبت من الترحال
أو أن صهيلها الدائم قد أصابه الإرهاق
أو أن كلماتي تطلب المزيد من الحريق كعادتها !!
وفوجئت بان حروفي وكلماتي
جاءت تشكو مقصلة الحب
لكل الذي أُحب ؟!
قالت كلماتي بشيء من الدهشة
لم يعد هناك شئ في حياتي إلا هذا الشوق
الذي تكّون داخل صدرك ..
مثلما تتجمع الغمامة المسكونة بالمطر
ولم أعد أقدر إلا على الحديث عن هذا الهوى
المزروع على جبهتكِ وساعديكِ ..
وضحكت ... وهان لحظتها
خوفي
وقلقي
وتبددت حيرتي
فسألت كلماتي :
أهذا الذي تشكين منه
أو هذا كل الذي تُعانين ؟!
حينها قالت نعم ..
فقلت لها :
إن الحديث عن نبضي هو كل الذي أطلبه
وكل الذي أعرفه
وكل الذي أهفو إليه ..
أنا أعرف بأن لا شئ أكتبه اليوم
إلا ويأتي مضخماً بهذا الساكن أعماقي
وأن لا شئ أفكر فيه إلا ويزدهي
بلحظة الشوق إليه
وبلحظة الانتظار لقدومه إليّ ...
فإذا اشتعلت جوانحي بهذا الشوق !
إذا تبدلت كريات دمـــي !
وهوية نبضـــي!
وعنوان إقامتي !!
إذا تغير كل شئ في داخلي!
وحولي !
في هذا الزمن الذي يتجدد هواءهـ
تحت جلدي في كل ثانية ملايين المرات ..!!
إذا أصبحت لا أعرف الفجر إلا بقدومه
ولا المساء إلا بهمسه
فما الذي يمنع أن تكون
كل كلماتي
له وعنـــــه ومن أجلــــــــــــــــــــه
ما الذي يمنع
وقد أعطيت عمري كله
دون تردد ولا سؤال
فانسحبت حروفي .. وكلماتي
وقد توحَّد التفافها وأعطت وعداً
وعهداً
بأن تظل معي
ومع نبضي ..
ولو طال الزمان ...!!