أيها الشراحيلي الفذ..
وعدت بعودتي...
وها أنا أعود متوكئا على عذر....
بحجم إغداقك علي كل ذلك المديح..الذي ألجمني...وأخر عودتي..
إن كنت تأخرت عن طابور الصباح ...
فسيل قد جعل لي من الحيرة موقف..ومن جماله دهشة...
وسيول أوديتكم لاتضاها بسيول كرمكم..ودماثة خلقكم..
جئت وفي ثنايا كلماتي حنين..يتلها من قلب توسد الذكريات...
جئت دونما طبشورا تداعبه أصابعي ... ولا وسيلة أتأبطها...
جئت لأخلع عني ثوب الخيلاء وجلباب الغرور..
الذي استشعرتها تتغلغل بداخلي ..
جراء ما خلعت علي من ألقاب...
قد لا أستحقها...
ثمة قاعدة لها أوتاد في فلسة الغالبية من المعلمين..
مفادها..
أن الذاكرة لاتحتفظ إلا بثلاثة طلاب..
طالب مبدع متميز لا يقوى على منافسته أقرانه..
و طالب استجابته قاصرة عن الفهم فاحتل ذيل القائمة..
وطالب ديدنه الشغب والمشاكسة...
تلك القاعدة كسرت أضلاعها بين أحضانكم ...
وتفننتم في ابتكار أكثر من طريقة لحفر أسمائكم في ذاكرة معلميكم...
جعلتم من فطرتكم ديدنا للتعامل مع الكبير قبل الصغير فأحبكم القلب حتى الثمالة...
وزرعكم في ردهاته المظلمة فزادت بكم نورا...
لازلت أحتفظ بالكثير من الود ... ولكنكم تفوقتم علي فاحتفظتم بكامله..
في كل مرفق أجدكم فيغمرني كرمكم...
كبار بأجسامكم ، عظام بعقولكم ، اعتليتم المناصب..
ولكنكم تأبون ... التخلي عن دور طالب العلم في حضرة معلمه...
أجل ياعزيزي...
جميعنا لا يزال طالب علم...
ومن ظن أنه عَلِمَ فقد جهل..
بارك الله فيك وفي زملائك...
فوالله لم أخرج مرة من تلك المدرسة..
ولي منها ما يعكر صفوي...
أشكرك من أعماق القلب..
وأشكر عيناً سهرت على تربيتك..
وأحملك جل احترامي وتحاياي العطرة لك و لكل من تلتقي به من زملائك..
وتأكد أن في القلب الكثير...
مما لا يقوى القلم على رسمه..
وافر التحية