ألقيت دورة بعنوان السعادة الأسرية على مجموعة من المتدربين ومما شرحت نقطة :
(التعامل مع أخطاء الزوجة بلا تشنج)
و مما ذكرت هذا المثال:
تخيل لو أن زوجتك لم تستيقظ لتهيئة طعام الإفطار لك- مع تأكيدك عليها قبل النوم- وأصبحت و أنت جائع و لديك عمل مهم يجب عليك إتمامه ذلك الصباح فماذا أنت فاعل؟
طرحت السؤال على المجموعة فتباينت الردود و كانوا في الغالب يميلون إلى التشدد و التعنت و محاولة التأديب
و بعد أخذ و رد قلت لهم :
لماذا تجعلون التعامل بين الرجل و المرأة أقرب للمواجهة منه إلى التواد و التراحم؟
سكت الجميع
و قلت : ماذا لو أعطيتكم حلا و لكنه بدون إفطار ذلك الصباح و لكنك حتما ستفطر بعدها كل صباح
فقالوا : هات ما عندك
اقترحت عليهم عدة اقتراحات و منها أسلوب الرسالة القصيرة
فقلت ماذا لو أحضرت ورقة و ألصقتها في مكان بارز مناسب و كتبت فيها
(كم كان بودي أن نتناول طعام الإفطار سويا و لكن غلبك النوم فخشيت أن تكوني متعبة فلم أحب أن أوقظكِ)
ثم تخرج لتفطر في أقرب مطعم.
ضحك أحد المتدربين فاستفسرت عن سبب الضحك
فقال:أمجنون أنت ؟
المرأة لا يصلح أن تلين لها في الجواب و بأسلوبك هذا سيفرحن به جميع النساء و يكسلن.
قلت : ماذا لو كنت أنت المخطئ و كتبت لك زوجتك بنفس الأسلوب فهل ستحرج و تندم.
قال : أكيد سأحرج و لكن أسلوبك لا يصلح .
قلت : طيب ما رأيك بفعل الرسول يوم أتى بأبي بكر ليصلح بينه و بين عائشة فلطمها أبو بكر فقال النبي مالهذا أتينا بك يا أبا بكر أو قصة مشابهة.
قال : نعم و لكن أسلوبك لا يصلح لأن لدينا عادات و تقاليد تجبر الرجل على بعض الشدة مع المرأة
قلت: خاتما الحوار بأسلوب مرح: أظن أن هذه الدورة بالنسبة لك متقدمة جدا و أنت بحاجة لدورات تأهيلية حتى تستطيع التعامل مع أفكار هذه الدورة.
بعد هذا الحوار القصير أيقنت أن العادات و التقاليد لا زال الكثير منها المخالف للكتاب و السنة يشكل عبئا على علاقة الرجل مع المرأة في مجتمعاتنا .
و للأسف استغل بعض الانهزاميين المرضى هذه العادات و ربطها بالدين و صار يدندن صباح مساء على هضم الإسلام لحقوق المرأة و تطرفه تجاهها فإن وجد بيئة خصبة تمادى و إن لقي من يجابهه تراجع للعادات و التقاليد.
و قد تجد من تزيد وقاحته لدرجة تجريم بعض العلماء أو التشكيك في أحاديث لم يدرك معناها و لم يقرأ شروحها
تحياتي للجميع
أخوكم الخيراتي