رونالدينيو مع محرر الوطن في برشلونة
لا تختلف بداية رونالدينيو عن أي نجم برازيلي آخر فقد كانت حياته مليئة بالبؤس قبل الوصول إلى القمة، فأكد أنه لن يشذ عن القاعدة البرازيلية التي تقول إن الأحياء القصديرية وأحياء الفقر والتعاسة والحرمان هي التي تقدم النجوم للكرة البرازيلية.
رونالدينيو ذاق مرارة الفقر والحرمان لدرجة أنه لم يكن يجد ما يأكله ويسد جوعه قبل المنام.
والده خوان ديسيلفا موريو لاعب سابق في صفوف كروزيرو في السبعينات، لكنه لم يحترف بسبب التزاماته العائلية.
وكان خوان أول من توقع أن يصبح ابنه نجماً لامعاً حينما كان يداعب الكرة في الـ9 من عمره، لكن هذا الأب لم يتمكن من مشاهدة ابنه وهو نجم كروي كبير جاب العالم بسحره لأنه توفي وهو في الـ42 من العمر بنوبة قلبية، وهي الحادثة التي لا ينساها رونالدينيو، ولن ينس بالتأكيد قصة الأم التي كما قال رونالدينيو إنها تستيقظ من الـ4 صباحاً لتنظيف أحد المطاعم التي كانت تعمل فيه، والتي كان من الطبيعي أن يعفيها رونالدينيو من هذه المهمة بعد احترافه في نادي جريميو.
ويتربع رونالدينيو اليوم على عرش النجومية في العالم، وهو يختزل في ذاته مجموعة من اللاعبين، ففيه تجد شيئاً من روماريو، وشيئاً آخر من رونالدو، ومواصفات من ريفالدو، وأشياء أخرى من كاكا، ولهذا السبب يعده نادي برشلونة الدجاجة التي تبيض ذهباً، والتي لا يجب التفريط فيها لدرجة أن برشلونة رفض عرض الميلان الذي وصل إلى 100 مليون يورو للتنازل عن اللاعب، كما رفض عروضاً أخرى من رئيس نادي تشيلسي الإنجليزي الملياردير الروسي إبراهوموفيتش الذي قال "أنا مستعد لإقامة جسر جوي من الدولارات لكي يأتي رونالدينيو إلى تشيلسي".
ورونالدينيو ليس فناناً على المستطيل الأخضر فقط، بل هو أيضاً "جنتلمان" يغلب عليه الخجل رغم شهرته ونجوميته، ويلبي الدعوة للجلوس والحديث رغم وقته الضيق.
يقول رونالدينيو
أن أداء مارادونا يطربه وأن بيليه وقور في أدائه
وأن كوبا أمريكا أكدت أن البرازيل ممسكة بعرش الكرة عالمياً
وفي نوكامب عرين برشلونة حاورته "الوطن" وخرجت بهذا الحوار المقتضب...
* غيابك عن كوبا أمريكا مع الكتيبة الأساسية للبرازيلي أثار أكثر من تساؤل، لماذا كان الغياب؟
ـ كثيرون ذهبوا إلى تأويلات غير صحيحة، كل ما في الأمر أن دونجا قرر الدخول بفريق شاب لكوبا أمريكا بهدف منحها الفرصة، وكان يعلم جيداً أن نجوم السامبا أصابهم الإرهاق بعد موسم حافل بالمسابقات المحلية والأوروبية، ونحن لم نعترض، وأنا سعيد أن دونجا حقق رهاناً صعباً.
وبالمناسبة فإن اللقب الذي حققته البرازيل أمام الأرجنتين والمكسيك يؤكد من جديد أن مصنع النجوم الذي أنجب روماريو ورونالدو وريفالدو لم يقفل أبوابه.
* كيف تفسر ضياع لقب الدوري الإسباني في الجولة الأخيرة من برشلونة وبطريقة دراماتيكية لمصلحة ريال مدريد؟
ـ ما كنا لنخسر الدوري بهذه الطريقة لولا الظروف التي اعترضتنا، الكل يعرف أن برشلونة لعب نصف الموسم وهو يفتقد ثلث قوته الضاربة نتيجة الإصابات، وعلى سبيل المثال صامويل إيتو غاب نصف الموسم ولم يحقق ما كنا ننتظر منه.. ميسي أيضاً هبط مستواه في بعض المباريات، وأنا لم أقدم مردودي بنسبة 100%.
ويضاف إلى هذا الإفراط في الثقة خاصة عندما كنا نتقدم على ريال مدريد، ولعب الحظ دوره أيضاً في الجولة الأخيرة فخسرنا اللقب.
* ذكرت صامويل إيتو، وقد حدثت مشادات بينك وبينه خلال الموسم هل انعكس هذا على تفاهمكما في الملعب؟
ـ فعلاً اختلفت مع إيتو بسبب تصريحات أدلى بها، ولكن هذا لم يؤثر على علاقتنا في الملعب، لأننا في النهاية لاعبون محترفون ننسى خلافاتنا عندما ندخل الميدان.
* هل أنت سعيد في برشلونة وهل تقبل عرض الميلان أو تشيلسي أو حتى ريال مدريد؟
ـ أنا سعيد في برشلونة، ولا تغريني أموال بيرلسكوني ولا إبراهيموفيتش، ولا أفكر في الذهاب للريال لأن مشجعي البرشا سيعتبرونه جريمة كبيرة، وتذكروا ما حصل لفيجو.
* ترددت أنباء عن قدوم زميلك في المنتخب كاكا هل ستكون سعيداً لو انضم إلى برشلونة؟
ـ أعتقد أن قدوم كاكا لبرشلونة مسألة وقت وسيترك الميلان، وبالمناسبة فإن كاكا هو الأفضل عالمياً الآن، وهو الأجدر بجائزة الكرة الذهبية 2007.
*كيف تقبلت انضمام تييري هنري. ومن هو اللاعب الذي سيدفع ثمن قدوم هنري؟
ـ كنت أتمنى أن ألعب مع هنري، إنه هداف مثالي وسيكمل القوة الهجومية الضاربة لفريقنا، ولا أعتقد أن انضمامه سيكون على حساب لاعب آخر، لدينا مسابقات كثيرة ونحتاج إلى أكثر من بديل.
* هناك أحاديث كثيرة عن نجومية زميلك ميسي، هل يستحق فعلا كل هذه الهالة؟
ـ ميسي ظاهرة كروية غير عادية، ولكن أخشى عليه من كثرة تسليط الأضواء لأنها أحياناًَ تكون حارقة، وأحياناً يعطى ميسي أكثر من حجمه، وهذا مضر لأي لاعب نجم.
* برشلونة يقلد ريال مدريد من حيث تكديس النجوم لدرجة أن الفريق أصبح يشبه المتحف، ألا تخشى أن يتحول برشلونة إلى ريال آخر؟
ـ صحيح أن برشلونة يعج بالنجوم، ولكن الفرق أننا كلنا نلعب بروح واحدة في الملعب، وليس هناك لاعب يلعب ونجم يتفرج.
وأتصور أن تجربة ريال مدريد في السنوات الأخيرة لم تكن موفقة بدليل النتائج، والآن أصبح حال الريال أفضل عندما بدأ يتخلى عن هذه السياسة.
* الآراء انقسمت على لاعب القرن مارادونا أم بيليه، ما هو موقفك؟
ـ شخصياًَ يطربني أداء مارادونا، إنه ساحر، بيليه عظيم ووقور في أدائه، وكلاهما جاء من كوكب آخر، ولكن المقارنة غير جائزة لاختلاف الأزمنة.
* بماذا تفسر تألق البرازيل وتقديمها للنجوم رغم فقر أنديتها ومعاناتها من أزمات مالية؟
ـ البرازيل هي أرض المواهب، ويكفي أن تعرف أن عدد لاعبي البرازيل الذين يحترفون في العالم يفوق الألف، وكما تصدر البرازيل البن والقهوة فهي رائدة أيضاً في تصدير اللاعبين.
والمشاكل المادية التي تتخبط فيها أندية البرازيل لا تمنع المواهب من الظهور.
* هناك لاعبون من طراز رفيع مثل جونينهو وايلتون، لكنهم لم يحصلوا على فرصتهم كاملة مع المنتخب، بماذا تفسر ذلك؟
ـ كثرة المواهب في البرازيل أحياناً تتسبب في حرمان لاعبين آخرين، أنا متأكد أن هناك أكثر من روماريو، وأكثر من رونالدو لكن يجب العمل على اكتشافهم في البرازيل.
* لاعبون برازيليون اختاروا جنسيات أخرى مثل دوس سانتوس وكلايتون، ما هو موقفك من هذه الظاهرة؟
ـ علمت في كأس العالم أن تونس تستعين بلاعبين من البرازيل، وأعتقد أن هذا الاختيار ليس خيانة، فهؤلاء لم تكن لديهم فرصة الدفاع عن ألوان البرازيل، ولما وجدوها للدفاع عن ألوان منتخب آخر في كأس العالم لم يترددوا وهذا من حقهم.
ولا ألوم سانتوس الذي أعرفه منذ كان يلعب في الدوري الفرنسي مع سوشو، وهو لاعب جيد ويمتاز بموهبة التهديف، ولكن لا أعتقد أن له مكاناً في منتخب البرازيل حتى لو انتظر سنوات طويلة.
* ماذا غيرت الثروة في حياة رونالدينيو؟
ـ غيرت الكثير، وأنهت معاناة عائلتي.
* هل تحن إلى باريس سان جرمان الذي بدأت معه مسيرتك الأوروبية؟
ـ نعم كثيراً وهذا النادي يحتل مكانة خاصة في قلبي.
محطات في مشوار رونالدينيو
الانطلاقة من القاهرة
فاز رونالدينيو مع منتخب البرازيل بلاده بكأس العالم للشباب في مصر، وأحرز لقب أفضل لاعب، مما ساعده للصعود للفريق الأول لجريميو، ولم يتأخر مدرب المنتخب البرازيلي آنذاك لوكسمبورجو في استدعائه للمنتخب الأول للتحضيرات لكوبا أمريكا عام 1999 التي لعبها وسجل 7 أهداف، كما شارك في تصفيات أولمبياد سيدني وأحرز فيها 9 أهداف.
أول محطة أوروبية
وقع رونالدينيو مع باريس سان جرمان الفرنسي في ديسمبر 2001 مقابل 5 ملايين دولار، لكن عدم تقيده بمركزه أشعل الخلاف بينه وبين المدرب لويس فرنانديز فلم يظهر بالمستوى المطلوب.
بداية المشوار مع المنتخب
أعطي رونالدينيو الثقة في كأس العالم 2002 حيث حل بديلاً لروماريو، فشكل مثلث رعب مع ريفالدو ورونالدو وقادوا البرازيل للفوز بالكأس، لكنه حينما عاد إلى باريس مع فريقه لم يؤد المنتظر منه، وبات يغيب عن الفريق بمعدل مباراة من أصل مباراتين، ويتألق بواحدة من أصل خمس، ويضيع ركلات الجزاء، فزادت مشاكله مع فرنانديز.
رونالدينيو في سطور
الاسم: رونالدو دي أسيس موريرا.
الجنسية: برازيلي
مكان الولادة : بورتو أليجري
الطول: 182 سم
الوزن: 76 كجم
الأندية التي لعب لها: جريميو البرازيلي، باريس سان جيرمان الفرنسي، برشلونة الإسباني
|
 |
رد مع اقتباس
