لم يدر بخلدي أن يكون أحد أبناء وطني شعراء بهذا الحجم ، فرغم ما في مكتبتي من دواوين وعناوين تفوق الستمائة إلا أني لم فكر دوماً أن أتعب نفسي في الالتفات لشعراء هذا لعصر لما أجده وما أقراءه في الصحف أو ما أسمعه من كلام لا يعدو كونه كلمات جمع بعضها مع بعض لتكون شطرين يحملان شكل القصيدة البعيدة في مضمونها وصورها و تعابير ألفاظها عما تعودنا أن نقراءه لشعراء العصور السابقة ، وإن كنت أحفل بشعر ابن هتميل و عمارة اليمني و بشعر شاعر جازان ا لكبير محمد العلي السنوسي وحين قرأت في هذا المتدى الجميل المبارك بعض قصائد حسن القاضي و خصوصاً رائعة زوجة سجين وجدت فيها سرداً قصصيا تصويرياً لا يكاد يبعد عن قصيدة الحطئة في قصيدتة الجميلة ـ حكاية كريم ـ و كذلك فيها شيء تصوير بديع موثر يكاد يحكي صورة لا يحسن رسمها إلا فنان يحمل في مخيلته عقيلة صافيه و ذهناً يستطيع به أن يجمع أركان المنظر ليستوفيه من جميع جوانبه فلعمري أن الشاعر حسن القاضي بحق يكاد يحيي في وقتنا هذا بعض ما فقدناه عن جملة شعراء هذا الزمن فحيا الله ذلك الشاعر وحيا الأرض التي خرج منها فهي منبت و مرعى الشعراء على مر الزمان .