وبعد فترة ...
كنتُ جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً " المرأة العربية وذكورية الأصالة " لكاتبته المسماة " منى غصوب " وأعجَـبُ لهذا الخلط والسفسطة والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمنهُ هذا الكتاب الصغير , وأصابني – ساعتها – شعورٌ عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم , وفي تلك اللحظة الكالحة جائني أحدهم برسالة , وتسلمتها منهُ بشغف , لعلي كنتُ أود – في تلك اللحظة – أن أهرب من الألم الذي أشعلهُ في قلبي ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تـُـجرد المرأة من أنوثتها تماماً , وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل , فقرأت :
" المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير "
أم محمد ؟! من تكون هذه ؟!
وقرأت الرسالة وكانت المفاجأة بالنسبة إلي إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة , والتي غاصت قصتها في عالم النسيان !
إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها :
لعلك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم , إني أبشرك , لقد عرفت طريقي إلى الخير وأبشرك إن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله وتاب من الكثير من المعاصي التي كان يقع فيها وأقول لك ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم , لقد قرأت قصيدتك " ضدان يا أختاه " وفهمتُ ماتريد !
لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأتُ هذه الرسالة ..... ما أعظمها من بشرى ........ حينها ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنتُ أقرؤه " المرأة العربية وذكورية الأصالة " ألقيت به وأنا أردد قول الله تعالى :
" يريدون أن يُـطفئوا نور الله بأفواهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون "
ثم أمسكت بالقلم ..... وكتبت رسالة إلى أم محمد عبرتُ فيها عن فرحتي برسالتها , وبما حملتهُ من البشرى , وضمنتها أبياتاً من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها , منها :
ضدان يا أختاهُ ما اجتمعا ......... دين الهدى والفسق والصد
واللهِ ما أزرى بأمتــــنا .......... إلا ازدواجٌ مالهُ حــــــــــدُ
وعندما هممتُ بإرسال رسالتي تبين لي أنها لم تكتب عنوانها البريدي , فطويتها بين أوراقي لعلها تصل إليها ذات يوم ,,,,
النهايــــــــــــــــــــــــــــــــــة