السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كل عام والجميع بخير .. ورمضان مبارك عليكم
أحداث حلقة الليلة من المسلسل الرمضاني الشهير طاش ما طاش..
كانت موجهة وهادفة وتشير بالخمسة أصابع تجاه المجتمع متهمة إياه بالسذاجة والغباء بل والدموية..
كان موقفا بريئا تحول فجأة إلى موقف مفتعل ذهب كل إلى تفسيره من واقع خريطته الذهنية كما أملتها عليه التقاليد التي تشبع بالتربية في حياضها...
حقا..
لماذا دائما نفترض السلبيات قبل الإيجابيات رغم أن ديننا يحثنا على حسن الظن بالآخرين!!!؟
ولماذا هذه الخشية لكلام الناس ... التي تغيب لدى البعض تجاه كلام الله تعالى؟
ولماذا دائما ما نصمم على تضخيم الأمور ونخلق من البيضة جملا؟
كنت أتوقع وفي أسوأ الاحتمالات .. أن يجد الرجل نفسه مضطرا للزواج من البنت تحت ضغوط ما...لكن المخرج فاجأني بأشد من ذلك .. فوصل بالحلقة إلى مشهد دموي..وكأن الدم لدى البعض ممحاة لعوالق كبرياء الذات ومنقي للأفكار الساذجة التي يلصقها المجتمع بعائلة ما...تحت ذريعة الشرف... لنعود القهقرة إلى حيث كنا ووأد الإناث .. دون اكتراث بحقهم في العيش .
أغضبتني تلك النهاية المؤلمة...
فقلت لصديقي وحبيبي ذاك...: " مخرج غبي "
فقال على الفور : بل " مجتمع غبي "
كان ما قاله أكثر شمولية فليس المخرج سوى جزء من ذلك المجتمع المصاب بحول في طريقة تفكيره.
شكرا صديقي فلا زلت تثبت انك أطروحة تعلمت منها الكثير..لا عدمتك.
لمن لم يشاهد الحلقة..
باختصار تدور الأحداث حول ذهاب البنت الكبيرة وبعض افراد العائلة الصغار للتسوق برفقة السائق الذي يغير مكان السيارة للتزود بالوقود فتأتي سيارة مشابهة تماما لسيارتهم وتقف في نفس المكان تتعب البنت الكبيرة وتخبر البقية انها ستذهب إلى السيارة لترتاح قليلا فتمتطي تلك السيارة ولأنها تعاني من بعض الأمراض تكورت خلف مقعدة السائق ونامت.. يأتي صاحب السيارة الذي ينوي الذهاب الى نزهة برية ولا يكتشف الامر الا بعد ان غرزت سيارته في الصحراء .. لا شبكة اتصال ولا من بشر هناك.. وتبدأ العائلة رحلة البحث وافتراض الفرضيات الظالمة .. ومشادة بين والد البنت واخوانها تنتهي بوفاة الاب..ثم تحمل البنت وزر ذلك الخطأ رسميا وعرفيا للدرجة التي يصادر معها حقها في البقاء حية..
نحن الآن متعاطفون لأننا بعيدون عن الحدث ونعرف حقيقة الأمر..لكن..
كيف سنتصرف لو عشنا الموقف ونحن جزء من هذا المجتمع الغبي كما وصفه صديقي؟
تحياتي بلا حدود