أنا بالنسبه لي أتبع الأثنان معاً(العقاب والثواب) لأني مؤمنه بأهميتهم
إذا عاقبت لا أبالغ في عقابي وقد أتدرج في العقاب ولكن بعيداً عن الضرب رغم أني من النوع العصبي
وسأضيف رأي الدكتور بدر محمد ملك في ضوابط العقاب
1. التعريف التام بالسلوك المقبول وغير المقبول مع الإنذار المسبق فلا عقاب بلا تحذير كاف وتهيئة تامة.
2. التغافل عن الأخطاء غير المقصودة فالإنسان لا يخلو من العيوب والنقائص وكما قيل:
ومن ذا الذي تُرْضى سجاياه كلها كفى المرءَ نبلاً أن تعدَّ معايبهْ
وفي الحديث الصحيح "إِنّكَ إِنِ اتّبَعْتَ عَوْرَاتِ النّاسِ أَفْسَدتَهُمْ أو كِدتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ" (رواه أبو داود). فالأصل التغاضي والستر وعدم تصيد الأخطاء فالتفتيش عن المشكلة يجر إلى مشكلات أكبر. فإذا زل الطفل في المرة الأولى فينبغي أن نتغافل عن عثراته. قَالَ رسول اللَّهِ صلَّى الَّلهُ عليهِ وسلَّمَ: "تَجَافوا لِذَوِي الهَيْئآتِ عن عَثَراتِهم ". قال الشافعي وذوو الهيآت الذين لا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة.
3. سلامة الطفل وحمايته نفسيا وفكريا واجتماعيا وجسديا محل العناية ومحط الرعاية ولا مجال للتفريط في هذا المبدأ مهما كانت المبررات.
4. التيقن من حصول الزلل المقصود قبل الشروع بالمعالجة.
5. قرارات العقاب لا تصدر في ساعة تسرع وثورة غضب فالانفعال الشديد غير مفيد والسلوك الارتجالي الطائش في العقاب يجعل الفرد الغاضب في الدرك الأسفل من العدوانية في الألفاظ أو الأفعال التي تدمر النفس وتحقرها وتورث المحن وتأججها. العجلة ندامة وفي التروي السلامة، فلا تعجل باللوم والمعاقبة، لعل للطفل عذره الذي نجهله، فنظلمه.
6. اجعل العقاب يوازي الذنب وعلى قدر التقصير فإن تجاوز الحد مذموم فمهما كانت المبررات فلن تشفع لتسويغ القسوة. قال جل ثناؤه " وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" [ الشورى الآية 40]. وقال الصالحون "رحم الله من كافأني على إساءتي من غير أن يزيد ولا يبخس حقاً لي".
7. أن لا يكون العقاب سببا لمشكلات أكبر.
8. تقبل الطفل وأشعره أن الإنسان غير معصوم وليس العيب في الوقوع في الخطأ ولكن المذموم حقا الإصرار عليه والتمادي فيه. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "كلّ ابْنِ آدَمَ خَطّاء، وَخيْرُ الْخَطّائِينَ التّوّابُونَ" (رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه).
9. اقبل الأعذار إن كانت صادقة. قال الإمام الشَّافعيُّ رضي اللّه عنه:
اقْبَلْ مَعَاذِيرَ مَنْ يَأْتِيكَ مُعْتَذِراً إِنْ بَرَّ عِنْدَكَ فِيمَا قَالَ أَو فَجَرَا
لَقَدْ أَطَاعَكَ مَنْ يُرضِيكَ ظَاهِـــــرُهُ وَقَدْ أجَلَّكَ مَنْ يَعْصِيكَ مُسْتَتِـــــــرا
10. لا تبخس حق الطفل وفضله ولا تنس حسناته بمجرد ارتكاب سيئة.
11. توقف عن العقاب وابحث عن أسلوب مختلف إذا زاد العناد والتمرد عند الطفل.
12. الاستهزاء عقاب سلبي يجب الابتعاد عنه. قال الحق سبحانه محذرا من انتشار القول الفاحش الجارح "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ" [الحجرات الآية 11].
13. لا تعاقب مجموعة بمجرد خطأ فردي. قال جل ثناؤه "وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ... [ فاطر الآية 18].
14. شاور وحاور ثم اعزم وتوكل قبل أن تصدر الأحكام الفردية فهذا طريق الرشد في حل المشاكل الأسرية وغيرها. قال تعالى "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ" [ الشورى الآية 38]. وورد في الأثر " ما خاب من استخار، و لا ندم من استشار" و"كان عمر إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي بذلك حدة عقولهم". شاور وحاور كي ينشرح الصدر وتتضح الرؤية ثم اعزم وتوكل بعد بذل كافة الأسباب في تحري الصواب وقديما قالوا فصدقوا " ومن أعطي المشورة لم يُمنع الصواب". ولا تنس أننا قد نرى كل أمر إلا أنفسنا لذلك فإننا نحتاج المرآة لرؤية أنفسنا فيها.
15. لا يعاقب الطفل بالحرمان من احتياجاته الضرورية كوجبات الطعام الأساسية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية المصانة.