moonlights
محمد القاضي
زيارتكما ، وما خطـتهُ أناملكمـا
جعلا مُـتصفحي يبدو أكثرَ إشراقا ..
لكما ما تستحقان مِـنْ شكر ٍ وتقدير
وكل عامـ ٍ وأنتما بخير ٍ وسعادة .
moonlights
محمد القاضي
زيارتكما ، وما خطـتهُ أناملكمـا
جعلا مُـتصفحي يبدو أكثرَ إشراقا ..
لكما ما تستحقان مِـنْ شكر ٍ وتقدير
وكل عامـ ٍ وأنتما بخير ٍ وسعادة .
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
النائمة في الشارع
في الكرّدة , في ليلة أمطار ورياح
والظلمة سقف مدّ وستر ليس يزاح
وسكون رطب يصرخ فيه الإعصار
الشارع مهجور تعول فيه الريح
والحارس يعبر جهما مرتعد الخطوات
يكشفه البرق وتحجب هيكله الظلمات
تنتفض الظلمة فيه ويرتعش الرعد
***
حرست ظلمته شرفة بيت مهجور
كان البرق يمرّ ويكشف جسم صبيه
الإحدى عشرة ناطقة في خدّيها
في رقة هيكلها وبراءة عينيها
رقدت فوق رخام الأرصفة الثلجيّه
ضمّت كفّيها في جزع في إعياء
وتوسّدت الأرض الرطبة دون غطاء
والحمّى تلهب هيكلها ويد السّهد
ظمأى , ظمأى للنوم ولكن لا نوما
ألم يبقى ينهش , لا يرحم مخلبه
السّهد يضاعفه والحمّى تلهبه
أشباح تركض , صيحات شيطانيّـه
عبثا تخفي عينيها وسدى لا تنظر
وتظلّ الطفلة راعشة حتى الفجر
حتى يخبو الإعصار ولا أحد يدري
أيّام طفولتها مرّت في الأحزان
تشريد , جوع , أعوام من حرمان
والطفلة جوع أزلي , تعب , ظمأ
ولمن تشكو ؟ لا أحد ينصت أو يعنى
والناس قناع مصطنع اللون كذوب
خلف وداعته اختبأ الحقد المشبوب
والرحمة تبقى لفظا يقرأ في القاموس
ونيام في الشارع يبقون بلا مأوى
هذا الظلم المتوحّش باسم المدنيّه ,
باسم الإحساس , فواخجل الإنسانيه
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
خرافات
قالوا الحياة
هي لون عيني ميت
هي وقع خطا القاتل المتلفت
أيامها المتجعدات
كالمعطف المسموم ينضح بالممات
أحلامها بسمات سعلات مخدرة العيون
ووراء بسمتها المنون
قالوا الأمل
هو حسرة الظمآن حين يرى الكؤوس
في صورة فوق الجدار
هو ذلك اللون العبوس
في وجه عصفور تحطم عشه فبكى وطار
وأقام ينتظر الصباح لعل معجزة تعيد
أنقاض مأواه المخرب من جديد
قالوا الشباب
وسألت عنه فحدثوني عن سنين
تأتي فينقشع الضباب
وتحدثوا عن جنة خلف السراب
وتحدثوا عن واحة للمتعبين
وبلغتها فوجدت أحلام الغد
مصبوبة عند الرتاج الموصد
قالوا القلوب
ووجدت أبوابا تؤدي في اختناق
لمقابر دفن الشعور بها ومات غد الخيال
جدرانها اللزجات تبتلع الجمال
وتمج قبحا لا يطاق
وهربت شاحبة أتلك إذا قلوب
يا خيبة الأحلام أني لن أؤوب
قالوا العيون
ووجدت أجفانا وليس لها بصر
وعرفت أهدابا شددنا إلى حجر
وخبرت اقباءا ملفعة بأستار الظنون
عمياء عن غير الشرور وان تكن تدعا عيون
وعرفت ألافا وأعينهم صفائح من زجاج
زرقاء في لون السماء وخلف زرقتها دياج
يامن نقلت لنا حروفها
وبث وجدانها عبر
هذا المنتدى
الشكر موصول لك
ورحمها الله رحمة واسعه
أخي العزيز ... دغري
شكرا ً لوجُـودكَ الرائع
في مُــتصفحي ..
تحية وحُـــب .
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
قالت بالـحــب:
الحـــب قال لي: صباح الخير
فقلت للــحـــب: صباحي أغنياتٌ،
ضفتا نهرٍ، سماءٌ، طير
.
وقال لي العذاب محزونا: مساء الخير
فقلت للعذاب: قلبي قُبرات رحلت
وأغنيات هطلت
وغابة يسكنها الطحلب والصبير
قالت بالشوق:
والشوق للموتى سهاد ليس يقربه شفاء
.
والشوق للموتى ظلام ليس يتبعه ضياء
.
أبكى؟ أذوب؟ سدى، فبعض النار يأبى الإنطفاء
.
بعض التعطش مستحيل أن يطوف به إرتواء
قالت في فلسطين:
يافا وحيفا في غد نلتقي
تبقى فلسطين لنا نغمة
ونسرنا الشامخ لن ينثني
غدا فلسطين لنا كلّها
قالت برحيل زوجها:
تائهة والحياة بحر
شاطئه مبعد سحيق
تائهة والظلام داج
والصمت تحت الدجى عميق
يا زورقي آه لو رجعنا
من قبل أن يخبو البريق
أنظر حواليك أي نوء
تجمد من هوله العروق
اخي الفاضل متابعه لك لمقتطفات بستانها الملائكي
ودي وتقديري
مون لايت
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
خمسُ أغان ٍ للألم
1
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوسَ الأرَقْ
نحنُ وجدناهُ على دَرْبنا
ذاتَ صباحٍ مَطِيرْ
ونحنُ أعطيناهُ من حُبّنا
رَبْتَةَ إشفاقٍ وركنًا صغيرْ
ينبِضُ في قلبنا
**
فلم يَعُد يتركُنا أو يغيبْ
عن دَرْبنا مَرّهْ
يتبعُنا ملءَ الوجودِ الرحيبْ
يا ليتَنا لم نَسقِهِ قَطْرهْ
ذاكَ الصَّباحَ الكئيبْ
مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ
ساقي مآقينا كؤوس الأرَقْ
2
مِن أينَ يأتينا الأَلمْ !
من أَينَ يأتينا !
آخَى رؤانا من قِدَمْ
ورَعى قوافينا
**
أمسِ اصْطحبناهُ إلى لُجج المياهْ
وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرهْ
لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرهْ
ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ
ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا
أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا
**
ثم استلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ
أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ
ماذا توقّعناهُ فيها .. غبطةٌ ورِضًا قريرْ
لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ
وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ
إنّا نحبّك يا ألمْ
**
من أينَ يأتينا الألم !
من أين يأتينا !
آخى رؤانا من قِدَمْ
ورَعَى قوافينا
إنّا له عَطَشٌ وفَمْ
يحيا ويَسْقينا
3
أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ !
نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ .. أو أمْسِيهْ
نشغُلُهُ .. نُقْنعهُ بلعبةٍ .. بأغنيهْ !
بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ !
**
ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ !
طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ
تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ
وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ
**
يا أصبعًا أهدى لنا الدموع والنَّدَمْ
مَن غيرهُ أغلقَ في وجه أسانا قلبَهُ
ثم أتانا باكيًا يسألُ أن نُحبّهُ !
ومن سواهُ وزّعَ الجراحَ وابتسَمْ !
**
هذا الصغيرُ... إنّه أبرَأ مَنْ ظَلَمْ
عدوّنا المحبّ أو صديقنا اللدودْ
يا طَعْنةً تريدُ أن نمنحَها خُدودْ
دون اختلاجٍ عاتبٍ ودونما ألمْ
**
يا طفلَنا الصغيرَ سَامحْنا يدًا وفَمْ
تحفِرُ في عُيوننا معابرًا للأدمعِ
وتَسْتَثيرُ جُرْحَنا في موضعٍ وموضعِ
إنّا غَفَرْنا الذنبَ والإيذاء من قِدَمْ
4
كيف ننسىَ الألَمْ
كيف ننساهُ !
من يُضيءُ لنا
ليلَ ذكراهُ !
سوف نشربُهُ سوف نأكلُهُ
وسنقفو شُرودَ خُطَاه
وإذا نِمنا كان هيكلُهُ
هو آخرَ شيءٍ نَرَاهْ
**
وملامحُهُ هي أوّلَ ما
سوف نُبْصرُهُ في الصباحْ
وسنحملُهُ مَعَنا حيثُما
حملتنا المُنى والجراحْ
**
سنُبيحُ له أن يُقيم السُّدودْ
بين أشواقنا والقَمَرْ
بين حُرْقتنا وغديرٍ بَرُودْ
بين أعيننا والنَّظَرْ
**
وسنسمح أن يَنْشُر البَلْوى
والأسَى في مآقينا
وسنُؤْويه في ثِنْيةٍ نَشْوَى
من ضلوع أغانينا
**
وأخيرًا ستجرفُهُ الوديانْ
ويوسّدُهُ الصُّبَّيْر
وسيهبِطُ واديَنَا النسيان
يا أسانا, مساءَ الخَيْرْ!
**
سوف ننسى الألم
سوف ننساهُ
إنّنا بالرضا
قد سقيناهُ
5
أنتَ يا مَنْ كفُّهُ أعطتْ لحونًا وأغاني
يا دموعًا تمنحُ الحكمةَ, يا نبْعَ معانِ
يا ثَرَاءً وخُصوبَهْ
يا حنانًا قاسيًا يا نقمةً تقطُرُ رحْمَه
نحنُ خبّأناكَ في أحلامنا في كلّ نغْمهْ
من أغانينا الكئيبهْ
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
أغنية الهاوية
مججتُ الزوايا التي تلتوي
وراءَ النفوسْ
وراءَ بريقِ العُيُونْ
وأبغضتُ حتى السُّكونْ
وتلكَ المعاني التي تنطوي
عليها الكؤوسْ
معاني الصَّدَى والجُنونْ
معاني الخطايا التي تُبرقُ
بريقَ النجومْ
وفي لمسها اللهبُ المُحرقُ
ولونُ الهمومْ
كرهتُ الجفونَ التي تأسرُ
وخلفَ سماء ابتساماتها
لهيب الحقود
كرهتُ الأكفَّ التي تعصرُ
وخلفَ حرارة رَعْشاتها
جمودٌ كذُلِّ الحياهْ
على جُثةٍ تحت بعض اللحودْ
تعيثُ بها دودةٌ في برودْ
كرهتُ ارتعاشَ الشفاهْ
برَجعِ الصلاهْ
ففي كلِّ لفظٍ خطيئهْ
تجيشُ بها رَغباتٌ دنيئهْ
وعفتُ طُموحي وبحثي الطويلْ
عن الخيرِ, والحبِّ, والمُثلِ العاليهْ
وحقّرتُ سعيي إلى عالمٍ مستحيلْ
فخلفَ انخداعيَ تنتظرُ الهاويهْ
وعفتُ جنوني القديمَ وعفتُ الجديدْ
وأودعتهُ في مكانٍ بعيدْ
دفنتُ به رَغَباتِ البشرْ
وسمّيتهُ جنة الواهمين
ستمضي السنينْ
لماذا أُحسُّ الأسى والضَّجَرْ,
وكفُّ المطَرْ
تلفُّ على عنقي المختنقْ
حبالَ الفِكرْ ؟
وأينَ أسيرُ وقلبي النزقْ
هنالكَ ما زالَ, لا يبرُدُ
ولا يحترقْ
كقلبِ أبي الهولِ. أين الغدُ ؟
أُحسُّ حياتي تذوبْ
قفي لحظةً واحدهْ
ولا تَسحبي يَدكِ الباردهْ
فأغنيةُ الهاويهْ
تُهِيبُ بأقداميَ الشاردهْ
وتَلوي الدروبْ
قفي لحظةً يا حبالَ الحياهْ
ولا تتركيني هنا
معلقةً بالفراغِ الرهيبْ
فأمسي القريبْ
تلاشى على آخرِ المنحنى
وظلُّ غدي
تَلثَّمَ, أُوّاهُ لو أهتدي
قفي لحظةً واحدهْ
ولا تَسحبي يَدَكِ الباردهْ
فأغنيةُ الهاويهْ
تردّدها الأنفسُ الجانيهْ
تكرّرُها في جُنونْ
على سمعيَ المُجهَدِ
تكرّرُها لم يَعُدْ لي سكونْ
أكادُ أسيرُ إلى الهاويهْ
مع السائرينْ
وأدفِنُ آخرَ أحلاميهْ
وأنسى غدي
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
أغنية
اسكني يا أغاني الأمل
فالهوى قد رحل
وانطوى سرّه في مقل
رصفت بالملل
***
أين أين ترى ذاهبين
في سكون السنين
والطريق الذي تسلكين
صامت لا يبين
***
ولمن تخلقين العطور
والليالي تدور ؟
ولمن دفؤك المسحور ؟
للدجى ؟ للقبور ؟
***
ولمن أنت والمنشدون
رحلوا في سكون ؟
والأسى , يا أغاني , ديون
دفعتها عيون
***
كم ملأنا بك الأقداح
وسقينا الرياح
كم منحناك للأشباح
في رضا وسماح
***
فابحثي في شعاب الوجود
عن هوانا الشرود
كفــّـنا نديت بالوعود
وهو ليس يعود
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
ألغــــــــــــــــــــــــــــــــــاز ..
دعني في صمتي في احساسي المكبوت
لا تسأل عن ألغاز غموضي وسكوتي
دعني في لغزي لا تبحث عن اغواري
إقنع من فهم احساسي بالأسرار
لا تسأل اني احيانا لغز مبهم
ابقى في الغيب مع الاسرار ولا افهم
روحي لا تعشق ان تحيا مثل الناس
أنا احيانا انسى بشرية احساسي
حتى حبك.. حتى آفاقك تؤذيني
فأنا روح اسبح كالطيف المفتون
قلبي المجهول يحس شعورا علوياً
إذ ذاك احسك شيئاً بشريا قلقاً
قمة احلامي ترفضه مهما ائتلقا
اذ ذاك يحسك روحي بعض الاموات
ما سمي "انت" هوى، ولم تبق سوى ذاتي
في وجهك انظر لكني لا ابصره
في روحي ابحث عن شيء اتذكره
اتذكر، لا ادري ماذا، ماذا كانا؟
شيء لا شكل يحدده، لا ألوانا
المبهم في روحي يبقى في ابهامه
دعه لاتسألني عنه عن انغامه
دعني في الغازي العليا في اسراري
في صمتي ، في روحي ، في مهمة افكاري
في نفسي جزء ابدي لا تفهمه
في قلبي حلم علوي لا تعلمه
دعه، ماذا يعنيك لتسأل في اصرار؟
الحب يموت اذا لم تحجبه اسرار
اني كالليل: سكون، عمق ، افاق
اني كالنجم: غموض، بعد، إبراق
فافهمني ان فهم الليل ، افهم حسي
والمسني ان لمس النجم، المس نفسي
* *
:
إذا تم العقل نقص الكلام *
الشاعر حسين علوان ... راديو سوا ( العراق - واشنطن )
يرثي نازك الملائكة ويقول :
وداعا ً فاتنة َ الكلماتْ
وداعا ً
فاتنة َ الكلماتْ
وداعا ً
صوبَ الملائكة
صوبَ تخوم ِ النور
حيثُ دوار الكلماتْ
وجذور الحكمة
ودروب الخالدين السالكة
مكثتِ طويلا ً في جسدٍ مثقل ٍ بالعالم
مضى قبلكِ الكثيرونَ
بأرواح ٍ تاقتْ لانعتاقها
وبقيتِ أنتِ
تدعمينَ وهنَ الكلماتْ
تكابرينَ الصمت
هناك بعيدا ً
حيثُ نسيناكِ
حيثُ ذويتِ في وحدة ٍ مريعة
تحركينَ ألمَ الحروفْ
الآن أنتِ تنسينا جميعا ً
نحنُ الذين نسيناكِ
تذهبينَ هناكَ
صوبَ الملائكة
تلتحفينَ نورَ الله
وتضعينَ عقدا ً من حروفٍ ناصعة
سيبقى يلمعُ منذ أول ِ النور ِ
حتى آخر ِ الضياء .
وداعا ً نازك !
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
من قال أن المبدع يموت؟
من قال ان ا لكاتب الحقيقي يفنى؟
هو باق بكلماته00 وحروفه 00ومشاعره00 وآلامه00 وأحزانه00 وبسماته00 وان رحل بجسده
سطر حياته كلها في قصائد00 وكلمات صادقة شفافه00
هي ليست مجرد حروف تكتب في قصيدة
هي آهة
أو دمعة
أوغصة ألم
هي وجع يحيل القلب الى بركان 00 لايهدأ الاعندما يخرج المبدع أحاسيسه على شكل عمل أدبي ما00 سواء كان قصيده 00أوقصه 00أومقال00رحم الله شاعرتنا نازك الملائكة
ودمت متألقآ أخي gregorian فلحروفك واختياراتك جاذبية من نوع خاص لا أملك الا أن أنحني اعجابآبها
تقبل مروري واعجابي
خالد
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
النائمة في الشارع
في الكرّدة , في ليلة أمطار ورياح
والظلمة سقف مدّ وستر ليس يزاح
وسكون رطب يصرخ فيه الإعصار
الشارع مهجور تعول فيه الريح
والحارس يعبر جهما مرتعد الخطوات
يكشفه البرق وتحجب هيكله الظلمات
تنتفض الظلمة فيه ويرتعش الرعد
***
حرست ظلمته شرفة بيت مهجور
كان البرق يمرّ ويكشف جسم صبيه
الإحدى عشرة ناطقة في خدّيها
في رقة هيكلها وبراءة عينيها
رقدت فوق رخام الأرصفة الثلجيّه
ضمّت كفّيها في جزع في إعياء
وتوسّدت الأرض الرطبة دون غطاء
والحمّى تلهب هيكلها ويد السّهد
ظمأى , ظمأى للنوم ولكن لا نوما
ألم يبقى ينهش , لا يرحم مخلبه
السّهد يضاعفه والحمّى تلهبه
أشباح تركض , صيحات شيطانيه
عبثا ً تخفي عينيها وسدى لا تنظر
وتظلّ الطفلة راعشة حتى الفجر
حتى يخبو الإعصار ولا أحد يدري
أيّام طفولتها مرّت في الأحزان
تشريد , جوع , أعوام من حرمان
والطفلة جوع أزلي , تعب , ظمأ
ولمن تشكو ؟ لا أحد ينصت أو يعنى
والناس قناع مصطنع اللون كذوب
خلف وداعته اختبأ الحقد المشبوب
والرحمة تبقى لفظا يقرأ في القاموس
ونيام في الشارع يبقون بلا مأوى
هذا الظلم المتوحّـش باسم المدنيّه ,
باسم الإحساس , فوا خجل الإنسانيه
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
مرثية امرأة لا قيمـة لها
( صور من زقاق بغدادي )
ذهبتْ ولم يَشْحَبْ لها خَدٌّ ولم ترجفْ شفاهُ
لم تسْمعِ الأبوابُ قصَّةَ موتِها تُرْوَى وتُرْوَى
لم ترتفعْ أستارُ نافذةٍ تسيلُ أسىً وشَجْوَا
لتتابعَ التابوتَ بالتحديـقِ حتى لا تـراه
إلا بقيَّـةَ هيكلٍ في الدربِ تُرْعِشُه الذِّكَرْ
نبأٌ تعثَّرَ في الدروبِ فلم يَجد مأوىً صـداهُ
فأوى إلى النسيانِ في بعضِ الحُفَـرْ
يَرثي كآبَتَهُ القَمَرْ .
* * * * * * *
والليلُ أسلمَ نفسَهُ دونَ اهتمـامٍ ، للصَّباحْ
وأتى الضياءُ بصوتِ بائعةِ الحليبِ وبالصيامْ
بِمُواءِ قِطٍّ جائعٍ لم تَبْقَ منه سوى عظـامْ
بِمُشاجراتِ البائعين ، وبالمـرارةِ والكفاحْ
بتراشُقِ الصبيان بالأحجارِ في عُرْضِ الطريقْ
بِمَساربِ الماءِ المُلَوَّثِ في الأزِقَّـةِ ، بالرياحْ
تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْ
في شبهِ نسيانٍ عميقْ
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
دوما لك نكهة ألقة
ما زلت أقرأ ذائقتك
كلما ضاقت بى الدروب
باقة ود وتقدير تليق بك
مون لايت
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi
قـلب مـيـت
نعمْ , ماتَ قلبي , أينَ أحزانُ حُـبّه ِ
وأينَ أمَـانيه ؟ وأينَ أغانيه ؟
حرارتهُ أضحتْ رمَادا ً مهـشـّـما
وأحلامُـهُ ذابتْ على صدر ِ مَاضـيه !
هوَ الآنَ ثـلجيّ العواصف ِ , بَـاردٌ
يُـقـضـّـي معَ الأشباح ِ غـرّ لياليه !
ويُـرعـبُـهُ ذكـرُ المَمَـات ِ ولـيـلـُهُ
فيدفنُ نيرانَ الأسى في قوافيه !
وكان له من قبل هيكل معبد
يغـنـيه في أحلامه وصَــلاته
من الحبّ والأحلام صاغ رواءه
وألقى عليه أمنيات حياته
على صدره الشعريّ تمثال شاعر
تذوب معاني الروح في نظراته
وكانَ صباحٌ .. واستفقت فلمْ أجدْ
من المعبد الشعـريّ إلا رسومَـهُ
تحطّم تمثالي الجميلُ على الثرى
وألقى على قلبي النقيّ همومَهُ
ورحتُ إلى حبّي أ ُمَـزقُ زهـرهُ
وانـثـرُ أحلامَ الصبا ونجومَهُ !
وينضب في قـلـبي جمال شبابه
وينفث ليل الحزن فيه سمومَـهُ
وها أنا ذي عمري احتقارٌ وأدمعٌ
وفي نفسيَ الولهى لـظى وتمرّدُ
أحنّ إلى حبّي الجميل وإن يكن
أشاحَ عن التمثال جفني المسهّـدُ
وماذا تبقّى الآنَ ؟ شلو حجارة
تضيقُ بها نفسي , وصخرٌ مُـمّـددُ
تعـلق قـلبي بالنجوم وقلبه
تمرّغ في الأوحال , والطينُ يَـشـهـدُ !
هنالك , في الأمس البعيد , وليله
سأدفن تمثالي وحبّي وأدمعي
أ ُشـيـّـد قبرا ً مِـنْ تمرّد خافقي
وأسقيه من بُغـضي له وترفــّـعي
أغـنـيـه ِ ألحانَ احتقاري وثورتي
وتهزأ ُ أضواءُ النجوم ِ به ِ مَـعِــي
وأزرعُ فيه ِ الشوكَ والسمّ واللظى
وأتركــُـهُ شـلوا ً كـقـلبي المروّع ِ
أرى أمـلي بعيدا ً
خلفَ غيمة ..
وأسمع ُ صوت َ
أحلامي
يُـناديني لأرحل !
Dr. M. Al-Haddadi