قـلب مـيـت
نعمْ , ماتَ قلبي , أينَ أحزانُ حُـبّه ِ
وأينَ أمَـانيه ؟ وأينَ أغانيه ؟
حرارتهُ أضحتْ رمَادا ً مهـشـّـما
وأحلامُـهُ ذابتْ على صدر ِ مَاضـيه !
هوَ الآنَ ثـلجيّ العواصف ِ , بَـاردٌ
يُـقـضـّـي معَ الأشباح ِ غـرّ لياليه !
ويُـرعـبُـهُ ذكـرُ المَمَـات ِ ولـيـلـُهُ
فيدفنُ نيرانَ الأسى في قوافيه !
وكان له من قبل هيكل معبد
يغـنـيه في أحلامه وصَــلاته
من الحبّ والأحلام صاغ رواءه
وألقى عليه أمنيات حياته
على صدره الشعريّ تمثال شاعر
تذوب معاني الروح في نظراته
وكانَ صباحٌ .. واستفقت فلمْ أجدْ
من المعبد الشعـريّ إلا رسومَـهُ
تحطّم تمثالي الجميلُ على الثرى
وألقى على قلبي النقيّ همومَهُ
ورحتُ إلى حبّي أ ُمَـزقُ زهـرهُ
وانـثـرُ أحلامَ الصبا ونجومَهُ !
وينضب في قـلـبي جمال شبابه
وينفث ليل الحزن فيه سمومَـهُ
وها أنا ذي عمري احتقارٌ وأدمعٌ
وفي نفسيَ الولهى لـظى وتمرّدُ
أحنّ إلى حبّي الجميل وإن يكن
أشاحَ عن التمثال جفني المسهّـدُ
وماذا تبقّى الآنَ ؟ شلو حجارة
تضيقُ بها نفسي , وصخرٌ مُـمّـددُ
تعـلق قـلبي بالنجوم وقلبه
تمرّغ في الأوحال , والطينُ يَـشـهـدُ !
هنالك , في الأمس البعيد , وليله
سأدفن تمثالي وحبّي وأدمعي
أ ُشـيـّـد قبرا ً مِـنْ تمرّد خافقي
وأسقيه من بُغـضي له وترفــّـعي
أغـنـيـه ِ ألحانَ احتقاري وثورتي
وتهزأ ُ أضواءُ النجوم ِ به ِ مَـعِــي
وأزرعُ فيه ِ الشوكَ والسمّ واللظى
وأتركــُـهُ شـلوا ً كـقـلبي المروّع ِ