تابعت مجموعه من الاطفال تلهو في الحديقه
وشاهدت علامات المرح علي وجوههم البريئه
اطفال تتفنن في اللعب وابتكار المرح
كانوا يلهون في فقاعات الصابون ينفخوها ويمرحوا
وقفت كثيرا عند هذا المشهد الجميل مما جعلني افكر واسرح
وخاصة عند بعض المواقف .. سرحت في هذه اللعبة
كانت تلك الفقاقيع تنتشر في الهواء بعضها ما يلبث إلا لحظات
حتى ينفجر وينتهي وبعضها يمكث لحظات
وبعض آخر يقاوم كل المؤثرات ويصمد عدة أمتار
يكاد المشاهد لهذا المنظر أن ينخدع ويقتنع بقوة هذه الفقاعة
وربما بنى على ذلك آمالاً
وعندما تتأمل تجد صوراً كثيرة وكبيرة لهذا المشهد
تتكرر في الحياة ومن ذلك مثلاً ما يحصل من علاقات وصداقات
يظهر لمتابعها في بداية الأمر وربما إلى أوقات طويلة
أنها علاقات قوية ووطيدة وأنها سيكتب لها نجاح باهر
وسيكون لها ثمرات عظيمة
بينما هي في الحقيقة
أشبه ما تكون بفقاعة قوية نوعاً ما
خالية من الداخل لا تحتوي على أي عامل من العوامل المساعدة
على البقاء وكل ما فيها هباء وهواء
إلا أنها حالفها الحظ لتقاوم نسمات رقيقة
وهزات بسيطة قد تصيبها على استحياء
ولكنها عندما واجهت عاصفة حقيقية بان ضعفها
فاستحالت فراغاً وانفجرت فاتضحت حقيقتها
وأنها إنما بنيت على مجاملات وربما مصالح
فلم يبق للتسامح مكان ولم يعد للوفاء مجال
ونسيت كل عبارات الود والإخاء
ولا غرابة فإنها لم تكن سوى فقاعة كبيرة
آن لها أن تنفجر فانفجرت وانتهى الأمر
جميله وحالمه عندما حلقت عاليا
وبشعه بمراره عند انفجارها واختفائها
مون لايت