لمن نكتب أيها السادة ؟؟!!

في دوامة حزن ساعة فراغ .. يلذ لكاتب ما أن يسرح بعيدا في عوالم متناقضة كحياته تماما ..
يتقلب في أحلام اليقظة يتمنى لو تدوم مدة حياته ، عندها يتشاكس مع نفسه في سؤال أوصلته
إليه حالته النفسية .. لمن نكتب يا ترى ؟؟

ثمة إجابات تعتلج داخلي أيها السادة ربما كانت كبيرة .. وربما مثالية أيضا ..


إننا نكتب عن أولئك الحائرين الذين امتطوا صهوات الآمال البيضاء غير موقنين بحتمية الوصول
أو وضوح الطريق إليه .. ذلك الجيل القادم الذي الذي تتضح بعض ملامحه الكالحة وقد أضحى
يتخبط في ظلمات من الجهل و اللاأخلاقية يحدوه شيء من الفوضوية وانعدام الرؤيا
حيال مستقبل واعد يحلم به ..
إزاء ذلك نطرح كثيرا من الأسئلة المبصرة غير أنها تصطدم بعمى الأجوبة !!


نكتب أيها السادة لمن عضهم ناب الزمان بمكره وكفره واستوحشتهم وعود صفراء تبرق
كالسراب .. فإذا طلبته لم تجده شيئا ووجدت الموت عنده ... عندها تصرخ ألف وامعتصماه ..
وليس ثمة معتصم هناك ...


نكتب عن الذين تغطيهم الثروات من أخمص أقدامهم إلى مفارق رؤوسهم والمزايدين على صلاح
المكاتب الإدارية والدوائر الحكومية ، والذين يسترون وراء دهنهم السير لمن فوقهم ألف قبيح وقبيح ..
لأولئك الطفيليات المرتزقة نكتب كي نعري عوارها ونفضح أوطارها ..
( وفوق كل ذي علم عليم )



نكتب أيضا لأولئك الذين لفح الشوق قلوبهم وأعمى الحب أبصارهم .. فهم مهج تسيل وجدا وهما
لا تكاد تسير من تعثر خطواتها ولا تكاد تسمع نبرات صوتها .. تتوارى عن أعين فضولية خشية
أن تنفضح لحاسد أو حاقد .. تنتظر الليل لتلملم به شتاتها وتبثه ذات نفسها ...


إلى كل أولئك وغيرهم نستل حروفنا لنحرق بها أنفسنا ، ونصنع منها تماثيل تجسد
آلام الآخرين وآمالهم .. تظل شاهدة على وجودهم ووجودنا أحياء وإن وارانا التراب ....

إلى كل أولئك سنكتب ونكتب ، ونكتب ...


مع تحياتي لكم / حسين محمد صميلي