--------------------------------------------------------------------------------
أفسدت علية فرحة العيد
في صبيحة يوم العيد وعند تبادل التهاني والصبية يلعبون ويلهون في أجمل حلة وكأنهم عصافير يحومون حولنا وكانت السماء صافية والأشجار تتمايل طربا من إيقاعات النسيم كل شئ جميل في ذلك اليوم حتى إنني كنت أتلمس الجمال في المنازل وفي الحجار المترامية على قارعة الطريق والتي قد غار نصفها أو يزيد في التراب وفي تلك الأعشاب التي نمت على قطرات أجهزة التبريد وفي وفي وفي ......
شعرت بأنه من أجمل أيام حياتي بل هو أجمل الأعياد التي مرت بي , وبينما أنا واقف بجوار الباب أمام بيتي مباشرة أشاهد واستمتع بالأطفال وهم يلهون بالألعاب النارية واضعا قدمي اليمين على مقدمة سيارتي وكفي على ركبتي مرسلا يدي الأخرى في قمة السعادة راميا بكل مخلفات العصر وراء ظهري . عندها ظهرت في أول الشارع فتاة لم أكن اعرفها قد توارت في حجابها الأسود لم يظهر منها ألا كفيها وقدميها ذات الحذاء الأخضر وعينيها من فتحة النقاب والتي لم تكن واضحة بعد لبعد المسافة تمسك بيدها طفلة صغيرة تمشي معها بدأت كعادتي استرق النظر إليها وأقيس تفاصيل جسمها وكأني مصمم أزياء أريد أن أحيك لها ثوبا فعرفت المناطق العريضة من الضيقة والبارزة والغائرة وبدأت ارسم جسمها في مخيلتي انه ذلك الجسم المميز الغير غريب علية ولكن لمن هو وما إن اقتربت حتى شعرت باني اعرفا .... لا ليست هي بل هي نعم إنها هي .
عندها أطرقت للأسفل ولم أجراء على رفع راسي وما إن اقتربت مني حتى رخت يدها الممسكة بأختها وتركتها تذهب لتلعب مع الصبية بالألعاب النارية وقفة أمامي برهة تنظر إلية وأنا مطرقا براسي للأسفل لا أكاد أرفعه قيد أنملة وبعدما تجلى عني شعور الرهبة رفعت راسي ببطء شديد وقد سبقتني عيناي بالنظر إليها وما إن وقعت عيناي على عيناها واستوي راسي حتى أدخلت يدها في حقيبتا الخضراء وأخرجت جهازها النقال (الجوال) وأشارت به إليه والتقت صورة واحدة فقط وأعادته لحقيبتها وذهبت إلى أختها الصغيرة وأمسكتها بيدها وانصرفت وعيناي تلاحقها حتى منعطف المغيب .
وبعدما غاب أخذت شهيقا عميقا اتبعته بزفير أعمق ياله من موقف وكأنها أغمست بيدها في أعماق قلبي في ذلك الجزء المظلم منه والذي أقسمت بالا اخرج شئ من ذكرياته قط وانتزعت منها المؤلم المبكي وأخرجته بالقوة ورمت بكل ما فيه من آلام في وجهي آه .
دخلت للبيت فإذا بزوجتي الحبيبة وهى خارجة لمعايدة تحيني كعادتها بأعذب الكلمات تلك الفراشة الرقيقة الزهرة المتفتحة أجمل وأعظم مخلوق عرفته وشاهدته عيني فابتسمت لها ابتسامة ميتة خالية من كل المشاعر تمديدا وتمطيطا لفمي فقط وكذبتني على الفور عيناي وأخذت ترمش بسرعة لتخبرها بأنها ابتسامة كاذبة وبعد خروجها وعلى الفور وأنا اتنقل بين القنوات وإذا بالمطربة أصالة تنشد أغنيتها " مخادع " ورغم أني لا أحب الاستماع للاغاني إلا أني وجدت نفسي المقصود فيها وكأن تلك المرأة التي شاهدتها قبل قليل تنشدها لي وكم أتعبتني كلماتها وخاصة (مخادع بايع وقلبك حجر ولا شفت زيك مابين البشر) وأيضا (ماشكيتشي لحظه بأنك تكون بتجرح وتخدع وتكذب كمان) وأيضا (صحيح قلبي حبك واخلصت ليك وشفت الخيانة معاك وبديك) آه يا لها من كلمات وكأنها سكاكين في قلبي عندها لم احرم شفتي السفلى من العض ورأسي يهتز مع كل عضة يمينا ويسارا .
لماذا خنتها الم تعشقني لثلاث سنوات الم تحبني بكل معاني الحب الم تضحي بكل غلي ونفيس من اجل استمرار حبنا وها هي لم تتزوج بعدما رميت بها وحذائها الأخضر وشنطتها الخضراء كما كنت أقول لها واعدها باني كل عيد سأشتري لها لبسا اخضرا والصورة التي التقطتها لي نعم خنتها وأنا أحبها وبعد كل تضحياتها خنتها واعتقدت أني سأنساها حتى وقفت أمامي آه ثم آ ثم آه
كيف تركتها وأنا الذي طلب أغلى ما تملك وأنا الذي الحيت ومارست كل الضغوط عليها و أصريت إثباتا للحب تلك الإثباتات الكاذبة وما إن أثبتت حتى تنكرت لها .
ها أنا كاذب حقير مخادع غشاش سلبتها سعادتها وعزتها وكرامتها وكرامة اهلها لم أتزوجتها ولا حتى منحتها فرصة الزواج أناني ظالم سأظل ألوم نفسي ولكن هل ينفع الملام .
نعم لقد أفسدت علية يوم عيدي ولكني أفسدت عليها كل حياتها .
( قصة تخيلية من قلم الشاطر نت )