غوايات الهوى تروي فضولي
و يغري دربها النائي خيولي
و يحدو ركب آمالي إليها
خيال من سحائبه هطولي
أسير على خطى العشاق قبلي
و لا أصغي إلى قول العذولِ
و أمضي ليس يثنيني رفات
أراه و قد ثوى بين الطلولِ
قضى أصحابه في التيه جوعا
و ما لاكوا سوى حلم الوصولِ
[ أمر على الديار ديار ليلى ]
و أمسي بين حومل فالدخولِ
و أقفو كل شاردة و أدعو
على الآفاق أنْ هذي سبيلي
أنا المفتون ما أبصرت حسنا
جرى مثل الفرات السلسبيلِ
فأعشبت المشاعر منه حبا
و أثمرت السنابل في حقولي
و غرد للهوى طير و غنى
على قمم التلال و في السهولِ
فهيج خاطر المشتاق إلا
وردت إليه كي أشفي غليلي
أسافر و القصائد لي مطايا
نجوب مفاوز الدرب الطويلِ
وراء مفاتنٍ قد رُقْنَ مثلي
لقيس بن الملوّح أو جميلِ
مغامرة الهوى لا حظ فيها
لمن يخشى من الطرف الكحيلِ
و لا للباخلين ببذل قلبٍ
و سفح مدامع عند الرحيلِ
و يبقى الوصل بعد البين حلما
يراه الصب عينَ المستحيلِ
و إنْ ما خانه خل و ولى
فكم في الغيب من بشرى خليلِ
سلكت إلى الغواية كل فجٍ
و طيف الحسن إذْ أمضي دليلي
أسامره إذا ما جن ليل
و أسكب في مسامعه صهيلي
و أشربه قبيل الفجر نخبا
فتسكر كل أوزان الخليلِ
و يشرق من سلافتها قريض
كأن نظامه طلع النخيلِ
فلا والله لا أسلو افتتاني
بهذا العالم الزاهي الجميلِ
و لا أسلو غوايته و حسبي
به للروح من ظل ظليلِ
شعر : عميد القوافي ( عبدالمطلب النجمي )