أخي جبران..
النصيحة فن يحتاج الى لباقة و صبر..
وعلى الناصح أن لا يثخن في العتاب..
أو يتعمد النصيحة في العلن..
بالجوار موضوع لزميلنا نايف يبين كيف اننا مجتمع يحب المظاهر..
وقد يصل المظهر لدى البعض حد الهوية..وكلنا نحب أن تكون صورتنا لدى الآخر مثالية..
الآن دعنا نبحث عن الخطأ في النصيحة والذي جعل صديق صديقك يبدو مستفزا ويرفض النصح..
انظر هذا الاقتباس..الذي لم يبق على الرجل رقعة تحفظ له منجز.. هل تدري كيف وصلت الرسالة للرجل؟وقال قلت له خاف الله في اولادك تراهم يشربون الدخان ويتأخرون عن الصلاة ويمشون مع رفاق سو
شعر بالتشكيك في قدراته .. فكأنه قال له:
أنت مهمل ولا تخاف الله .. لم تنجح في تربية اولادك كما يجب .. فضيعتهم... ولم تسطع السيطرة عليهم فذهبوا الى رفاق السوء
وأنك قد خسرت كل تلك السنوات التي ربيتهم فيها وذهب تعبك ادراج الريح ...
هنا ... الرجل سيهب مدافعا عن منجزاته...وهذا طبيعي..
النصيحة يا صديقي تبدأ بتكوين الفة..ثم لا يجب ان يكون الحديث مباشرة بالتجريح..
كان يجب ان يبقي للرجل شيئا..
لاحظ لو أنه امتدح الرجل في البداية .. كأن يذكره بالخير وأنه لم يقصر في تربية اولاده وان الله رزقه اياهم وان حملهم ثقيل ويسال الله له العون ... في ظل المغريات .. حيث ينجرف الكثير من الشباب خلف التقليد يدخنون ويصحبون رفاق السوء وهذا ما يصعب المهمة ويتطلب من الاب ان يكون اكثر متابعة وحرص حتى لا يخسر اعز ما منح له من رب العالمين وحتى يؤسس له عمل جار بعد موته ولد صالح يدعو له...وهكذا..
ستصل الرسالة حتما مع الحفاظ على كرامة الرجل...ودون التعريض بما يتظاهر به ..
وتبقى النصيحة فن لا يجيده الا قلّة..
تقبل جل التحية