(((قصص من كتب الأدب)))
(1)
كان عبد الملك الملقب بالقس عند أهل مكة بمنزلة عطاء بن أبي رباح
في العبادة قيل إنه مر يوما بسلامة وهي تغني فأقام يسمع غناءها فرآه مولاها
فقال له هل لك أن تدخل وتسمع فأبى فلم يزل به حتى دخل فغنته فأعجبته
ولم يزل يسمعها ويلاحظ النظر حتى شغف بها فلما شعرت بلحظه إياها غنته
رب رسولين لنا بلغا ***رسالة من قبل أن نبرحا
الطرف للطرف بعثناهما*** فقضيا حاجا وما صرحا
قال فأغمي عليه وكاد يهلك فقالت له إني والله أحبك قال وأنا والله أحبك
قالت وأحب أن أضع فمي على فمك قال وأنا والله كذلك قالت فما يمنعك من ذلك
قال أخشى أن تكون صداقة ما بيني وبينك عداوة يوم القيامة
أما سمعت قوله تعالى(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)
ثم نهض وعاد إلى طريقته التي كان عليها وأنشأ يقول
قد كنت أعذل في السفاهة أهلها*** فأعجب لما تأتي به الأيام
فاليوم أعذرهم وأعلم إنما*** سبل الضلالة والهدى أقسام
تحياتي