من مذكرات محب
الحلقه رقم (1)
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان شاب من مروضي الحمام الزاجل
أحب ابنة احد التجار وهو لا يدري أنها ابنة تاجر عن طريق الحمام
كتب مشاعره أعطاها للحماه رجعت إليه برسالة أخرى بدأ الغرام واشتد الهيام ووصل شغاف القلب
وكل هذا عن طريق الكلام المكتوب والمر سول بواسطة الحمام ، واستمر يراسلها وتراسله عن طريق هذا الحمام
وبدأ قلبه يزداد تعلقا بها، وهو لا يعرف من هي وكذلك هي بادلته هذه المراسلة ولا تعرف من هو ولكن أسلوبه وحروفه شدته إليها وجعلت قلبها يزداد نبضه عند رؤية حروفه وكذلك هو0
يوما بعد يوم تزداد المشاعر سخونة وتزداد اللهفة والرغبة إلى اللقاء جموحا 0
طلب المحب من المحبوبة أن يراها وألحّ في الطلب فوافقت بعد أن أضنت قلبه0
وعندها بدأ يرتب للقاء كيف سيكون اللقاء ؟
ما هي الأشياء التي يريد أن يراها فيها ؟
وما هي العبارات التي يريد أن يقولها لها؟
ماذا ستقول هي؟
كيف سيكون الموقف ؟
كل هذه التساؤلات دارت في خاطر المحب الولهان العاشق لابنة التاجر 0
ترك الأمر للموقف وجمع قواه واستعد للقاء 0
لابد من هدية ماذا تتخيلون هديته ؟؟؟؟؟
وخير صديق في الزمان كتاب
لمعرفته بحبها للقراءة والاطلاع ولإبعاد الشبهة عنها وعنه في هذا اللقاء
لان اللقاء في قصرها وحتى يبعد عيون حراسها عنه وعنها ويطرد الشك والريبة من عقول الحراس 0
وصل المكان أوقفه الحراس ماذا تريد كاد المريب أن يقول خذوني
وكاد أن يبوح بسره ويقول للحراس أريد أن أقابل صاحبة الدار لأنني أحبها وهي تحبني
وكاد أن يبدي بما في داخله ويبين لهم أنه أراد التأمل في عينا محبو بته التي أحبها0
جمع المحب قواه واستحضر شجاعته وبكل أنفة قال لهم : -
معي طرد من الكتب المهمة ولا يسلم إلا لصاحبة الدار شخصيا أو من تنيبه هي بأمر منها
وإذا بإحدى العاملات تقول له هات ما عندك لصاحبة الدار فقد كلمتني عن ما طلبته منك
وأمرتني إن أنت حضرت قبل تواجدها أن استلمها منك 0
تلعثم المحب وتداخلت حروفه التي رتبها للقاء مع بعضها وتشابكت مشاعره ولم يعد يميز ماذا يقول ولا ماذا يريد
سلمها الطرد وقلبه يعصره من الألم ويقول له لا تسلمها تريث يمكن أن تأتي محبو بتك وأصبح بين مد وجزر بين قلبه وطلب العاملة تسليمها ما بيده من كتب والحراس يطلبون منه أن اسلم 0
وسلم واستدر استعدادا للانصراف وبينما هو يهم بالانصراف من أمام البوابة ومن غضب الحراس
وإذا بشهاب يخترق الظلمة يطل عليه وصوت ناعم مبحوح الحروف انعم من صوت البلبل
يقول له أمام الجميع من حراس وحارسات : -هل أحضرت كل الكتب التي طلبتها ؟
تناثرت حروفه وفقد بلاغته وفصاحته وفقد كلماته التي أعدها لهذا اللقاء المرتقب والذي طالما حلم به ومنى نفسه فيه0
ولم يجد من كل ما يملك من الكلمات غير كلمة – نعم يا سيدتي–
أخرجها بصوت مرتبك وبنظرة خجولة منكسرة نظرتها إليها عيناه ثم اختفت حياء وخجلا مما رأت من جمال فاق الوصف والخيال– شهاب مر أمام عينيه لم تستطع عيناه أن تلمح منه إلا بريقه ولم ير منها شيء غير بريق لم يحدد معالمه0
وعادت إلى قصرها وأغلق الحراس والحارسات الباب عليها وعلى قلبه معها0
استدار المحب عائدا إلى ولم يدر كيف سيهتدي إلى داره بعد أن سلبت منه لبه وعقله وقلبه وكيف يستطيع أن يصل منزله لما أحسه بداخله من لوعة ولهفة زائدة إليها وعاد وهو يردد لولا الرقيب وخشية أن اكشف ستري وسري لا اخترقت صفوف الحراس وأوقفتها وأطلت النظر إليها وتأملت جمال عينيها واستزدت من تغريدها بحروفها المبحوحة 0
ولما أفاق مما سببته له من إرباك وعدم إدراك أرسل رسالته غبر الحمام الزاجل يستوضحا عن سبب تغير ما اتفقا عليه
وكعادتها أقنعتنه بالسبب اقتنع قلبه الضعيف لها القوي على غيرها وأسعدنه اعتذارها ومنيه نفسه علنه مستقبلا يحظى بنظرة متأنية إليها
ودخلت حوريته عالمها ---وهو يتحصر ويلوم عينيه كيف لم تركز في النظر إليها حتى إن لقيها مرة أخرى أو زاره طيفها في غفوته يتعرف عليها وهكذا دائما وهكذا دائما الأوقات السعيدة قصيرة ومؤثرة 0
وسنتابع مذكرات المحب ونوافيكم بكل جديد فيها0
تحياتي