من أين تأتي تلك الصرخات
مدوية موجعة حارقة
اختلست النظر لبرهة
احتبست الانفاس وتوقف النبض

يا الاهي ما هذا ?

قيود منصهرة .. دخان حروف محترقة
جدران حائرة .. بحور دموع هائجة
في غرف متراصة بزنزانة قبو نائي

سجنت عملاقان .. أحكمت قيودهم
وحبست حروفهم بقوارير مدفونة
تمردت صرخات حروفهم
احتلت حرية المكان

فاحت عطور الروح بكل الاركان
رسمت لوحات علي الجدران
قصص مدثورة عفا عنها الزمان
دموع ودماء تناثرت هنا وهناك
لونها نقاء ثلج وتضحية واباء

هنالك حروف لملائكة اخرين
سكنوا الغرف .. حفروا نسائم ذكري
اشواقها تجول وتحوم
تتنادي بانصاف المظلوم

هنالك أمنيات وأحلام سجنها القدر الملعون
حاول وقف زحفها لشواطي الواقع المغرور
كبرت وتررعت أحلاما اكبر منها وتغنت
بحرية من الاغلال والقيود

رسمت لوحة قدر هو القاتل والقاضي
بكل القضايا والظروف

جسدت روحا ملائكية تتغني بسجن
ذكري وحرية روح

بين الجدران والقيود
ذات تعانق ذات ..
همسات تحتضن همسات
بنقاء وصفاء بالصدق
والوفاء معجون

صدي وجدان
زلزل اعماق البحور
أثار زوبعة ذكري
أيقظ الاحساس المدفون

كيف لي أن أكون
السجان والسجين هنا بين الحروف
كيف لصرخاتكم أن
تعتقلني برغم احكام القيود

لا تسجنوا ذاتي بزاوية
شفقة مسترحمة ..

لا توقظوا الضمير
فوخزه أشد من طعنات السيوف

لا تلصقوا بروحي
نفحات ذكري اصمتها منذ سنين


ساخرج ...

قبل أن أوقظ الالام ..
وأحيي الضمير ..

خففوا من حدة الصرخات
اخشي ان تتمرد الاشواق
يستيقظ مارد الذكري
من عمق البحور

لن استطيع مقاومة
امواجه الجارفة
تسحبني لمحراب
ممتليء بالالم المنحور
مغلف بنسائم من العطور

ساخرج ...



ما زلت متابعة لكم استاذتي

بانبهار وذهول ماسور