القصيدة للشاعر محمد بن عائض القرني بعنوان ( لصوص النفط )
حمامَ الدوح كُفَ عن النشيدِ
ألا تبكي لعاصمةِ الرشيدِ
أما أبصرتَ دجلةَ سالَ قهراً
تَخَضّبَ وجهـُه بدم الوريدِ
وما عادَ الفُراتُ يسيلُ ماءً
ولكن بالجماجم والحديدِ
ضفاف الرافدين غدت ملاذا
ومأوى للثعالبِ والقرودِ
أبيحت للغزاةِ وكان يوماً
يُشيب لظاه ناصية الوليد
صليبيون هجّنهم يهود
فماذا بعد تهجين اليهود
لصوصُ النفط ما عُرفوا بعدل
عبيد المال ناقضةُ الهودِ
فيا للهِ كم ذبحوا رجالاً
وأحراراً تجرجرُ كالعبيدِ
ويا لله كم فتكوا بطفل
وكم شيخ يمرّغُ في الصعيدِ
وكم من حُرة هتكوا حماها
وكم بين العشائرِ من طريدِ
جراحُ المسلمين بكل أرضٍ
وما لجراحِ قومي من نديدِ
تُسامُ اليومَ ( إرهاباً ) وظلماً
وتُسقى ناقعَ السمّ المبيدِ
مآسي الرافدّين لها جُذور
بعمق الدهرِ من زمنِ الجدودِ
وما أعداؤها إلا بنوها !
كحزبِ ( البعثِ قاعدةِ الصمودِ )
وكابنِ ( العلقميّ ) وكان خِدنا
لأهل عمائمٍ بيضٍ وسودِ
فقل للمستجير ( بعمّ سامٍ )
كلابِ الحي ساحبة الجلودِ
مددتم للعدوّ حبالَ وصلٍ
فشَد الحبلَ في غضُدٍ وجيدِ
ولّغتم في موائدهم زماناً
فما ذقتُم بها غيرَ الصديدِ
أتحريرُ البلادِ بقتل شعبٍ
وإفساد الطريفِ مع التليدِ ؟!
أيُرجى من طغاة العصر نصرُ
سَلوُا ـ إن تجهلوا جُثثَ الهنودِ
وأرضُ الرافدّين لكم سدود
وقد جئتم لبعثرة السدودِ
وظلمُ الأٌقربين أشدُّ فتكاً
على الأحرار من فتك الأسودِ
فلا عاشت فلولُ ( أبي رِغالٍ )
ذيولُ الخصمٍ فاتحة الحدودِ