الاطاحة بـ«7 » آلاف يمارسون السرقة ويتاجرون بالاسلحة


عبدالرحمن القرني - أبها....جريدة عكاظ الخميس 29/6/1429هـ
تحولت مساحات واسعة من منتزهات السودة وجبل نهران والشعف بأبها لأوكار لمجموعات كبيرة من العمالة الافريقية المخالفة والمتسللة عبر الحدود والذين يعرضون خدماتهم كعمال في المزارع ورعاة وعمال نظافة ودهانون ومليسون.
مشهد يتكرر يوميا لهذه العمالة وهي تقف على الطرقات المطلة على المنتزهات والمواقع الاخرى وهم يحملون المطارق والشواكيش وأدوات النجارة والكهرباء وغيرها.. وهم يعرضون خدماتهم مقابل مبالغ زهيدة.. ويشكل هؤلاء نسبة عالية من أسباب الجريمة بأنواعها المختلفة والتي قد تصل في أقصاها الى القتل. في طريقنا الى مرتفعات السودة عبر الشوارع الرئيسية والفرعية والطرق الزراعية بأبها كانوا يقفون على الارصفة ويلوحون بأيديهم للمارة للوقوف عارضين خدماتهم الرخيصة والرديئة. واستغل هؤلاء تستر بعض المواطنين عليهم ليرتكبوا العديد من الجرائم دون وازع أو رادع.. اذا شهدت منتزهات السودة جريمتي قتل لمجهولي الهوية راح ضحيتها افريقي واصابة أربعة آخرين نتيجة خلافات بينهم.
بث الجرائم
في باحة ربيعة بالقرب من السودة ومنتزهاتها انتشرت اعداد كبيرة من جنسيات عربية وافريقية وافغانية بعائلاتها يتخذون من الكهوف وبين الاشجار والبيوت المهجورة سكنا لهم بعد ان تسللوا الى البلاد عبر سلسلة جبال في غاية الصعوبة وسط متاعب الرحلة الطويلة ليبثوا جرائمهم المتزايدة والتي تتراوح ما بين السحر والشعوذة والقتل والنهب والخطف والسرقة.
واعترف احد المواطنين قائلا انه يستخدمهم في بناء وتحويط مزرعة له بالحصى بمبلغ زهيد بشرط عدم اعتراضهم للشرطة حين القبض عليهم بمعرفتهم به.
ولم ينكر المواطن في "باحة ربيعة" تخوفه من الافارقة المنتشرين بينهم" مشيرا الى ان هناك جهودا أمنية مكثفة الا ان المجهولين يلجأون الى الجبال للتخفي عن الانظار.
وعانى المواطن يحيى من تورط احد العمالة الذي يقوم برعي اغنامه في ضرب زميل له آخر حتى سالت دماءه.. ثم هرب الى مكان مجهول.
مشيرا الى انه اضطر الى نقله للمستشفى لتلقي العلاج الا ان اصابع الاتهام وجهت اليه وتحميله مسؤولية ما جرى.
وفي باحة ربيعة ذكر احد المتسللين انه مارس رعي الاغنام والعمل في المزارع بالقرى المختلفة بعيدا عن المدن حتى لا يتم القاء القبض عليه.
استنفار أمني
جهود الجهات الامنية لم تتوقف لملاحقة هؤلاء المتخلفين والمتسللين اذ استنفرت اجهزتها لتضييق الخناق عليهم وتمكنت بعد عمليات تمشيط ومداهمات في أبها ومحافظة خميس مشيط ووسط الاودية والاحياء من القبض على مجموعة من الوافدين تقدر بنحو "7000" وافد باقامة غير مشروعة يديرون شبكات لبيع المخدرات والاسلحة ويمارسون السرقة والنهب بجانب تورطهم في عدد من القضايا الجنائية الاخرى.
وقال الناطق الاعلامي بشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله عائض القرني ان عدة جهات أمنية بدأت بمداهمة أوكارهم والقبض عليهم وتمشيط المنطقة ومنهم وقد وجد البعض منهم أسلحة.. بجانب سقوط عدد من الوافدين من جنسيات مختلفة ممن لهم قضايا أمنية بعد مداهمة أوكار المخالفين ومرتكبي الجرائم وعثر بداخلها على كميات من المسروقات والمخدرات وحصاد عمليات السطو والنهب التي يقومون بها وخاصة الافارقة منهم كما تم الاطاحة بعدد من المشعوذين والسحرة الذين كانوا يوفورون متطلبات السحر والشعوذة داخل مساكنهم.
واضاف انه تم تنفيذ الحملة الامنية بعد عمليات رصد محكم للأوكار المشبوهة من قبل رجال الامن بشرطة المنطقة قبل عدة أشهر.. مؤكدا ثبوت تورط الكثير من هؤلاء المجهولين في قضايا وشروع في القتل والاختطاف وقضايا متنوعة اخرى تمس الامن والمواطنين بصفة عامة.
خطورة التستر
مدير شرطة المنطقة اللواء على بن خليل الحازمي يناشد كل المواطنين بالتعاون مع رجال الامن لتطهير المنطقة من هذه العمالة التي لها سلبيات كبيرة جدا وضرر على أمننا..
وكان اللواء الحازمي قد عقد اجتماعا بمشايخ عسير حثهم خلاله على التعاون مع الجهات الامنية في التبليغ عن المجهولين وتوعية المواطنين بخطورة تواجدهم وعدم استغلالهم في الاعمال الزراعية ورعي الاغنام.
تعاون المواطنين والامن
واكد مدير جوازات منطقة عسير العميد سعد بن أحمد زياد ان الدوريات الامنية تقوم بمطاردة هذه العمالة في منتزهات السودة وغيرها على مدار الاربع والعشرين ساعة مشيرا الى انه سيتم القضاء على وجودهم بالتعاون مع المواطنين والجهات الامنية الاخرى.