رحلة العمر تبدأ من مقديشو وتنتهي في جازان
أحمد الجبيلي - صامطة ... جريدة عكاظ الخميس 29/6/1429هـ
استيقظ أهالي قرية أبو حجر التابعة لمحافظة صامطة فجرا على صوت ونانات الدوريات الامنية وسيارة الاسعاف.. وفيما كان البعض يفركون عيونهم مسرعين الى موقعها لاستطلاع الامر اكتفى آخرون باتصالات هاتفية مع اصدقائهم للاستفسار عن ما يجري بينما هرع آخرون الى حيث تجمع رجال الامن والادلة الجنائية حول جثة ممدة وبجوارها فأس ملطخة بالدماء قرب حظيرة للمواشي. شكل المشهد صدمة لاهالي تلك القرية الوادعة شرق المحافظة والتي تعود أهلها الاستيقاظ على شقشقة العصافير.
أداة الجريمة
الفأس الملطخة بالدماء بينت ان الجثة قضت قتلا.. وتطايرت الاسئلة في الفضاء حول هوية القاتل والذي تبين لاحقا انه رفيقه الذي يلازمه كظله منذ ان وطئت اقدامهما أرض القرية حيث يعملان في الرعي سويا.
وكشفت التحقيقات أنهما قدما تسللا واستقرا في تلك القرية النائية بعيدا عن الزحام بحثا عن لقمة عيش.. وان القاتل كان يتحين فرصة مواتية للانتقام من غريمه اثر خلاف قديم وقع بينهما في بلادهما.
ومع بزوغ فجر ذلك اليوم الجمعة انقض الجاني على المجني عليه حاسما الخصام بينهما بضربة فأس هشم بها جمجمة رفيق دربه وتركه جثة هامدة غارقة في الدماء ثم لاذ بالفرار تاركا القتيل بجانب حظيرة للأغنام.
سقوط القاتل
هنا بدأت الجهات الامنية التي انتقلت الى الموقع بقيادة مدير شرطة محافظة صامطة الرائد عثمان مباركي رفع البصمات ومعاينة الجثة وتحريز أداة الجريمة كما جمعت المعلومات اللازمة ووضعت على اثرها خطة محكمة للقبض على القاتل تمثلت الخطة في نشر عدد من افراد البحث والتحري في انحاء القرية والقرى المجاورة وبعد مرور 72 ساعة من وقوع الجريمة أطاح رجال الامن بالجاني الذي وجد مع مجموعة من رفاقه تضم 19 فردا توهم الجاني انه بمرافقته لهم لن يشك احد فيه لاسيما انهم من مجهولي الهوية غير ان رجال الامن اشتبهوا في المجموعة حيث قبض عليهم جميعا قرب مصنع للاسمنت وبين الجبال.
ساورت الشكوك رئيس قسم التحقيقات بشرطة صامطة النقيب خالد أبو طالب حول احدهم وهو صومالي الجنسية أي نفس جنسية القتيل وتم عزله ومواجهته ومن ثم عرضه على شهود اكدوا بانه المرافق الوحيد للقتيل عندها انهار معترفا بقتل زميله مشيرا الى أن خلافا قديما نشب بينهما في احدى القرى الصومالية قبل قدومهما الى المملكة.
وفي تعليقه على الحادثة قال الناطق الاعلامي بشرطة منطقة جازان النقيب احمد الودعاني ان مدير شرطة المنطقة تابع الحادثة منذ وقوعها ووجه بسرعة القبض على القاتل مشيدا بالجهود الميدانية التي بذلها مدير شرطة صامطة الرائد عثمان مباركي ومساعده النقيب خالد أبو طالب والتي اثمرت عن القبض على الجاني وتقديمه للعدالة في وقت قياسي.
اعترافات الجاني
واضاف ان الجاني صادق على اعترافاته.. من جهته اعتبر احد الاخصائيين النفسيين ان السبب الرئيسي لهذه الجريمة يعود الى المال حيث ان هؤلاء يحضرون من أجل الحصول عليه وهم يتقاتلون بسببه اضافه الى السبب الجوهري الاخير وهو الانتقام حيث اضمر الجاني حقدا دفينا على زميله وعندما سنحت له الفرصة اجهز عليه في عملية انتقامية بشعة معتبرا الانتقام دافعا نفسيا حيث يفكر المنتقم في التنفيس عن حقده بلا مبالاة لما يترتب على ذلك من ازهاق لنفس حرم الله قتلها.