السلام عليكم

نرى كثير من الناس مسرف على نفسه بالمعاصي مع تعددها ومع ضعف أرادته وإنسياقه خلف شهواته . ولعل أعظم شيء يتهاون فيه :

علاقة وحبل تربط بين العبد وخالقه

بدونها يكون المرء كافر

هي مفتاح كل خير


هل عرفتم ما أقصد ؟

أنني أقصد عبادة الصلاة ...

نعم صلي حتى لو كنت مسرف على نفسك بالمعاصي والذنوب ولا تتركها وتجعل الشيطان يحبطك ويقول لك ما الفائدة من الصلاة فأنا أذنب ولن تقبل صلاتي ..

احذر ...

الشيطان يود أن يظفر منك بهذا الشيء حتى تكون رفيقه في جهنم .

الصلاة .. الصلاة ... أنها حبل وصلة بينك وبين الله فلا تقطعه مهما بدر منك من ذنوب وحتى لو قدر الله أن دخلت النار فأعلم أن النار لا تحرق مواضع السجود .

الصلاة ... الصلاة ...تاركها يدخل في دائرة الكفر فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم

وقال ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح


الصلاة مفتاح كل خير . فإذا حرصت على الصلاة ستترك الذنوب المعاصي وتقلل منها وبإذن الله يعينك الله على التوبة النصوحة .


وسأذكر لكم أهم الأحاديث عن أهمية الصلاة الصلاة :

قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ ) قالوا : لا يبقى من درنه شيء. قال ( فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ) متفق عليه.


قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تُغش الكبائر ) رواه مسلم ... فالصلاة كفارة للذنوب والمعاصي

قال الرسول (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن، ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة... الحديث ) رواه أبو داود والنسائي ... فالصلاة عهد من الله بدخول الجنة في الآخرة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله ) رواه الطبراني في الأوسط وهو حسن .
فالصلاة أول ما يُحاسب عنه العبد يوم القيامة .

وسأذكر قصة لعل بعضكم سمعها ولعله لم يسمعها ولكن سوف أذكرها للفائدة ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )

كان هناك شاب يصلي في مسجد وكان مفرط على نفسه بالمعاصي . فوجد بداخل المسجد مكتوب ( من لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ) "" وللعلم هذا حديث ضعيف ولا يصح "" المهم فقال إذن لا فائدة من صلاتي فترك الصلاة لزمن طويل . وبعد فترة كانة مسافر لأحد الدول الأجنبية وكان في سهرة في مكان مليء بالمعاصي فيه شباب يشربون الخمر وشباب يرافقون نساء . المهم وكان يجلس وحيداً يدخن فأتاه شخص سكران فقال له
: ما الذي أجلسك وأنا لا أراك تشرب الخمر ولا لديك رفيقة .
فقال الشاب : لا أنا لا أحب مثل هذه الأمور .
فسأله السكران : هل تصلي .
فرد الشاب لا وما الفائدة من صلاتي .
فرد عليه السكران : شوف يا أخي هناك حبال تربط بينك وبين الله حبل صلة الرحم حبل الصيام حبل الزكاة حبل الصلاة . فإذا قطعت كل الحبال بينك وبين ربك فلا تقطع حبل الصلاة فتشبث فيه لعلك تنجو .
فسكت الشاب برهة يتفكر بكلام السكران . ثم خرج من المكان وفوراً ذهب وأغتسل وصلى ومن يومها لم يترك الصلاة .


** وهذه بعض المواقف والقصص للعبرة

ذكر ابن القيم

: أن أحد المحتضرين .. كان صاحب معاص وتفريط .. فلم يلبث أن نزل به الموت .. ففزع من حوله إليه .. وانطرحوا بين يديه .. وأخذوا يذكرونه بالله .. ويلقنونه لا إله إلا الله ..
وهو يدافع عبراته .. فلما بدأت روحه تنزع .. صاح بأعلى صوته ..
وقال : أقول : لا إله إلا الله !!
وما تنفعني لا إله إلا الله ؟!!
وما أعلم أني صليت لله صلاة !!
ثمّ أخذ يشهق حتى مات ..


أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير .. فلقد كان على فراش الموت .. يعد أنفاس الحياة .. وأهله حوله يبكون ..
فبينما هو يصارع الموت .. سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب .. ونفسه تحشرج في حلقه .. وقد أشتدّ نزعه .. وعظم كربه ..
فلما سمع النداء قال لمن حوله : خذوا بيدي ..!!
قالوا : إلى أين ؟ ..
قال : إلى المسجد ..
قالوا : وأنت على هذه الحال !!
قال : سبحان الله .. !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه .. خذوا بيدي ..
فحملوه بين رجلين .. فصلى ركعة مع الإمام ..
ثمّ مات في سجوده ..
نعم .. مات وهو ساجد ..

وكان الربيع بن خثيم بعدما شُلَّ جسده وأصابه الفالج .. يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه .. وكان أصحابه يقولون : يا أبا يزيد .. لقد رخص الله لك لو صليت في بيتك ..
فيقول : إنه كما تقولون .. ولكني سمعته ينادي : حي على الفلاح .. فمن سمع منكم ينادي حي على الفلاح .. فليجبه ولو زحفاً ولو حبواً ..

لله درهم من مرضى.. بل والله نحن المرضى

__________________



م.ن