( 1 من 8 )
ولدت في أفقر أحياء دكا وتربيت أسوأ تربية كبقية أترابي , تعلمت منذ الصغر أن آخذ كل ما أستطيع أخذه , وأن أفعل كل ما أستطيع فعله , ما دامت مصلحتي تقتضي ذلك , دون النظر لأي اعتبار آخر وللمعلومية كان من المفترض أن يستبدل مصطلح الميكافيلية بالبنقالية !! المهم أنني أكملت المرحلة الابتدائية , ثم تركت الدراسة نظرا لعدم قناعتي بفائدتها , فراتب الوزير لدينا في سنة أستطيع الحصول عليه في شهر لو ذهبت للخليج !!
ولذا كنت أنظر إلى خالي مجيب شفيع الرحمن نظرة إعجاب ممزوجة بغيرة وحسد وذلك لأنه يمتلك الكثير من الأموال والعقار والتي كونها بعد أن عمل في بلد يسمى السعودية لمدة عشرين عاما , وكنت حينها لا أعرف عن السعودية شيئا إلا أنها تضم مقدسات المسلمين الذين أنتمي لهم بالاسم فقط لأني لم أصل سوى مرة واحدة وذلك عندما صلينا على عمي حبيب الرحمن حنيفة ( وكنت حينها بلا وضوء ) , ولا أعرف عن شعبها شيئا سوى أنه شعب طيب , وعندهم ( فلوس كثير ) فعزمت على الرحيل إلى هذه البلدة الحلم وعملت كل ما أستطيع عمله من كذب تزوير وغش ورشوة حتى تهيأت لي فرصة العمل , بصفتي مهندس سيارات وأنا لا أفرق بين ( القير والكرتير ) ولكن المهم أن شهادة الهندسة في حقيبتي !!