الحلقة 9 - الفصل الثالث - العاطفة 2

فيرو أجبرنا على اللعب أمام مرمانا

أضعت ضربة جزاء لا أستطيع أن أسامح نفسي عليها حتى اليوم


في أغسطس 1981م، أجبرنا فريق (فيرو) أن نلعب على باب مرمانا، كان عدد الأهداف التي أنقذها حارسنا "إل لوكو جاتي" لا يصدق. كان رجل المباراة. انتصرنا على فريق "تيموتيو جريجول" العجوز وحصلنا على التقدم الذي كنا نحتاج إليه. كنا على وشك الدوران حول الملعب دورة الشرف. لا شيء ولا أحد كان بإمكانه أن يوقفنا.
على الأقل ذلك ما أحسست به عندما سافرنا إلى (روساريو) مقتنعين أننا سنحصل على اللقب تحت أحزمتنا قبل نهاية البطولة. كنا سنلعب مع فريق (سنترال) في ملعب (جيجانتي دي أرويتو) وكنا نحتاج إلى التعادل لنحصل على اللقب. كان ذلك يوم الأحد 9 أغسطس المقيت (المثير للاشمئزاز)، كان اللقب على قدمي ولكني تركته يفلت مني، أضعت ضربة الجزاء التي كانت ستجعلنا أبطالاً ولا أستطيع أن أسامح نفسي حتى اليوم... كان الحزن بادياً على وجوه مشجعي (بوكا) في طريق العودة إلى (بونيس آيريس).
خسرنا (صفر/1) ولكن كنا لا نزال في القمة وكانت لا تزال لدينا الفرصة لندور دورة الشرف ضد فريق (ويسينج) في ملعب (بومبونيرا).
بعد أسبوع تعادلنا (1/1) وانتقمت لنفسي لضربة الجزاء المخجلة تلك. كان العنوان الرئيسي في صحيفة (إل جرافيكو) بقلم العجوز (فيوليتا بارا) يقول: "شكراً أيتها الحياة لأنك أعطيتني كل هذا"

البطولة مع فريق (بوكا)
تنهدنا الصعداء مرتاحين. هل تعرفون بمن كنت أفكر عندما فزنا؟ قبل شهر من ذلك كانت جدتي في منتجع (جيميس) للاستشفاء لعدة أيام. ذهبنا أنا وكلوديا لزيارتها وعندما لاحظ مراقب موقف السيارات العجوز أن "ماردونا" كان في السيارة بدأ يهتز... كان يبكي... شكرني على السعادة التي جلبناها له نحن لاعبي فريق (بوكا) وقال لي إنه لم يفوت مباراة واحدة على الراديو... كان عاطفياً ومنفعلاً وجعلني أفكر في عدة أشياء. ذلك هو الوجه الذي تذكرته عندما فزنا. وجه "أنتونيو لابات". لم أره بعدها مطلقاً... كان وجهه يلخص مشجعي (بوكا) بالنسبة لي.
كنت مديناً لهم بواحدة حتى ولو قالوا لي إن إضاعة ضربة جزاء قد تحدث لأي شخص... أشكر الرب أنني تمكنت من رد ديني لهم.
في تلك الأثناء كان نادي (ريفر)، الذين كانوا متضايقين قليلاً بسبب مسألة انتقالي، يبحثون عن لاعب يشترونه ليحافظوا على الجمهور سعيداً. كان اختيارهم جيداً واشتروا صديقي القديم "ماريو كيمبيس" وأعادوه إلى الأرجنتين. في الحقيقة، كان ذلك سبباً آخر لأحس بالفخر. كنت دائماً معجباً بـ"كيمبيس" وجعلني سعيهم الحثيث لشرائه وإحضاره إلى الأرجنتين لمنافستي أحس بأنني شخص مهم.
كم كان "كيمبيس" عبقرياً. كنت دائماً آخذه مثلاً كلما كان مدرب الأرجنتين "باسريلا" يقول لي إنني لا أستطيع اللعب وشعري طويل.. فكر بذلك. كان ذلك سيجعلنا نلعب في بطولة كأس العالم 1978م بدون "كيمبيس".
وعلى أية حال، لم يكن بإمكان تلك البطولة القومية أن تكون أسوأ بالنسبة لي. أعتقد أن الأمر كان مسألة إرهاق بحتة. كنا نلعب ألف مباراة في الأسبوع! منذ نهاية بطولة الـ(ميتروبوليتان) لم يكن الناس يتحدثون عن أي شيء سوى عن بيعي لنادي (برشلونة) وصراع فريق (بوكا) للاحتفاظ بي في الأرجنتين.
كان لدى النادي طريقة واحدة ليجمع المال اللازم لذلك، وكان ذلك يقضي تنظيم مباريات ودية ألعب فيها أنا. وهكذا، وبعد أقل من أسبوعين على فوزنا بالبطولة كنا في طريقنا إلى المكسيك لنلعب مع فريق (نيتزا). (إجازات؟ لا تجعلني أضحك)، من المكسيك ذهبنا إلى إسبانيا لنلعب مع فريق (رزاجوزا) ومن هناك مباشرة طرنا إلى باريس... وعلى الرغم من ذلك تعرفت إلى مدينة باريس. كانت أول مرة أذهب فيها إلى المدينة التي طالما سمعت عنها الكثير. عشقت المكان! خاصة إحدى الليالي التي قضيناها في نادي "الليدو" الليلي. أعطوني طاولة على طرف المسرح مباشرة. حتى إنهم سمحوا لي بالدخول دون ارتداء ربطة عنق... لم أكن أعلم أنه كان من غير المسموح به الدخول إلى نادي ليلي دون ربطة عنق! في باريس فزنا على فريق (باريس سان جيرمان) (3-1) في ملعب (بارك دي برينيس). ولكن لم يكن أحد يناقش كرة القدم. كان موضوع الحديث الوحيد هو موضوع انتقالي.
بعد خسارة (1- 0) أمام فريق (إنستيتوتو) في ملعب (بومبونيرا) بسبب الهدف الذي أحرزه "توكو ميتزا"، حضر "بابلو أباتانجيلو" بنفسه إلى غرفة الملابس. كان مديراً من الوزن الثقيل حقاً وأعتقد أنه سيعطي بعض الملاحظات حول كون اللاعبين لم يلعبوا بشكل جيد وجدي... وقد أثار ذلك غضبي فعلاً! لم أكن لأتحملها، وخلال برنامج (60 دقيقة) للمذيعة "مونيكا كاهين دانفيرز" قلت إن ذلك لا يصدر إلا عن غبي... وتلا ذلك صمت عميق. في تلك الأثناء كنت أسافر رحلة بعد الأخرى، تعرفت إلى العالم في تلك الأيام. ولاحظت أن العالم كان عليه أن يتعرف إلي أيضاً.
في منتصف تشرين الأول عام 1981م هبطت طائرتنا في (أبيدجان) عاصمة ساحل العاج بعد توقف في (داكار). لم أر شيئاً يماثل ما شاهدته من قبل، ولا أعتقد أنني شاهدت مثله طوال حياتي المهنية بعد ذلك. كل أولئك الأشخاص السود الصغار يندفعون من بين الشرطة وأسلحتهم ويمسكون بي قائلين: "ديغو! ديغو!". لقد أثروا بي فعلاً.. وبعدها عندما ذهبنا لتناول طعام الغداء في الفندق جاء حوالي عشرون منهم إلي وقال واحد منهم "مرحباً" وخاطبني باسم "بيلوسا.." .. هل قال "بيلوسا!." ! شاب أسود صغير من ساحل العاج يعرف هذا اللقب الشخصي لي!.
هنا كان النقاش قد وصل إلى نقطة هل سأبقى في نادي (بوكا) أم لا. كان الوضع الاقتصادي في الأرجنتين كارثة وكانت العروض التي تأتي من الخارج تشكل ضغطا حقيقيا. أكوام من العروض، أكوام منها، ولكن ليس بالقدر الذي كانت عليه في التسعينيات. فكر بذلك: كانوا يدفعون ستة ملايين من أجلي، والذي كان يشكل ثروة حقيقية أيامها، ذلك النوع من المال الذي لا تستطيع أن ترفضة ... في عام 2000م أصبحت تلك الأرقام تدفع لشراء مدافعين عاديين! النقود التي أضعتها كانت كثيرة! حسناً، أعترف بذلك. في مؤتمر صحفي خلال الرحلة قال "دمينغو كوريجليانو" في رده على سؤال عما كان سيحدث لي: "سنفعل ما باستطاعتنا لكي نبقيه في الأرجنتين." وهكذا وقفت على كرسيي وبدأت أصيح "كوريجليانو" ولكنني عرفت أن الأمر سيكون شاقاً، شاقاً بالفعل، وكان ذلك يزعجني فعلاً. كنت أريد أن ألعب في بطولة "كأس ليبرتادوريس" ديني الأكبر في كرة القدم في بلدي. أردت أن أفوز بلقب لا يكون من النوع الذي تلبسه في البيت فقط.... لذلك قلت شيئاً حينها ما أزال أؤمن به حتى اليوم. فقط اختلفت الأسماء التي لها علاقة بالموضوع. قلت "إن ما يدور حول كرة القدم يضايقني. يغضبني أن الأمور ليست أكثر بساطة. إن هناك مديرين يعيرون فرصة التقاط الصور أهمية أكبر من اهتمامهم بناديهم. يزعجني عدم وجود مؤسسات تستطيع شراء "مارادونا" أو "باسريلا" أو "فيلول". يزعجني أن من المستحيل الاحتفاظ باللاعبين مثل أولئك. أحياناً يتكلم إلى الناس عن الأيام القديمة الحميلة لكرة القدم وأقول أنا حسناً، ربما كان هناك لاعبون عظماء في الماضي. ولكن الذين هم على قيد الحياة لقبين عالميان وأتمنى أن لا تغادر هذه الألقاب مطلقاً من البلد". ذلك ماقلته عام 1982م!.
لأكون صادقاً، بدأت أفكر أنهم أحبوني أكثر من بلدي نفسه، لأن المباريات التي لعبناها من أجل الأرجنتين ضد أمثال يوغوسلافيا، تشيكو سلوفاكيا، ألمانيا قبل كأس العالم في نادي (ريفر) تركتني وأنا أشعر بالغرابة والمرارة. كانت أول مرة أختلف فيها مع الجمهور. صفروا لي، وصرخوا علي مطالبين أن أتدرب وأتوقف عن إضاعة الوقت...لم أصدق ذلك! لم أكن قد حصلت على إجازة لفترة طويلة. ذهبت من (بوكا) إلى المنتخب. لم يكن هناك توقف على تلك الرحلة! لم أكن ألعب بشكل جيد، ذلك صحيح. ولكن ألم يكن "مارادونا" يملك الحق في لعب مباراة سيئة مرة بين الحين والآخر؟

-__________________________________________________ ___________________________-
الحلقة 10 - الفصل الرابع - الثأر 1


أحسست أن سكان ميلانو تخلوا للمرة الأولى عن عنصريتهم



كانت ستبقى منزلنا للشهر المقبل، وكما فعلت في المكسيك كنت أقول إنها ستكون كذلك حتى المباراة النهائية، حتى المباراة النهائية تماماً. كان لغرفتي شرفة مغطاة بالورود تطل على ملاعب التمرين وكنت دائماً أسمع الموسيقى. كانت تلك أيام موسيقى "اللامبادا" وكان صديقي "انتونيو كاريكا" قد أعطاني هذا الكاسيت الرائع.
كان هناك ما هو أهم من الحصول على سياراتي الفيراري أو ما شابه وهو إصابتي بنوبة انفلونزا كانت قد أجبرتني على تناول المضادات الحيوية. ذهبت كل جهود إزالة تلك السموم التي بذلتها أدراج الرياح ولكن أحداً لم يتكلم عن ذلك.
في الحقيقة إن الشيء الوحيد الذي منعني من الشعور بالسعادة التامة عن كل شيء كان سخيفاً. أصبع قدمي اليمني الكبير... حدثت لي أشياء في كرة القدم من قبل. ولكن أصبع قدم كبير متعب؟! أعني أن هذه المرة الأولى والوحيدة! في المباريات السابقة ضد إسرائيل وفالنسيا الإسباني داسوا على قدمي بصورة سيئة خاصة في نفس المنطقة في كل مرة، وأصبح ظفر أصبع قدمي الكبير في حالة يرثى لها.
كنت أقفز على قدم واحدة أثناء التمرين كرجل محكوم. حاولت علاجها بأخذ الحقن، بالصوف القطني، بارتداء حذاء رياضي كبير، كل ذلك، ولكن لم ينفع أي شيء.
لم يستطع "إل لوكو بيلاردو" النوم في الليل لأنه كان يفكر بإصبع قدمي الكبير.
في صباح يوم الأحد 3 يونيو ذهبت "دال مونتي إنستيتيوت" في روما مع "دوك راؤول ماديرو" ووضعوا الجبيرة الشهيرة على إصبع قدمي لحمايتها. كانت مثل محارة مصنوعة من ألياف كربون خفيفة وقاسية تستخدم في صناعة الطائرات. ولهذا كنت أقول إنه قد تم تحويلي إلى طائرة. بوم بوم...
كتب "فالدانو"، الذي كان يجب أن يكون بين صفوف اللاعبين في كأس العالم تلك "1990م" لا أن يعمل كمعلق، كتب في صحيفة "إل بايس الإسبانية" لا داعي أن يقلق أحد إن أعظم موهبة كرة قدم في العالم موضوعة بسلامة في المكان المناسب تماماً: جسد دييجو مارادونا. إن مستودع هذا الكنز "هذا الصندوق القوي من العظام والعضلات والأوتار الذي يحتوي هذه الخدع الكروية غير المعروفة" هو معجزة في حد ذاته.
كان الوقت قد حان تقريباً لدخول الملعب يوم الجمعة 8 يونيو "يوم افتتاح بطولة كأس العالم 1990م في قلب "ميتزا"، أحسست بهذا الجو الغريب. كنت أشعر بها على جلدي، في داخل روحي. مثل ما يشبه الصمت البارد الكبير.
عندما خرجنا وأنا في المقدمة، كان بإمكاني سماع ذلك الصفير. لم أسمع شيئاً مثل ذلك طوال حياتي المهنية. كان الصفير يكاد يصيبني بالصمم. ولكنني لم أدع ذلك يتغلب علي ولا بأي حال من الأحوال. جعلني فقط أحس بقوة أكبر.
خلال النشيد الوطني، الذي كنت بالكاد تستطيع سماعه بسبب أصوات الاستهجان والازدراء الصادرة عن الإيطاليين، حاولت أن أحتفظ بذقني مرفوعة عالياً بينما جالت عيناي بين الجمهور.
طبعاً تم استدعائي لعمل اختبار مخدرات، كان ذلك متوقعاً لي بعد ذلك مشيت إلى المؤتمر الصحفي. كنت ساخراً ولكن أعتقد أنني قلت شيئاً كان حقيقياً بالفعل. قلت يومها: "إن السعادة الوحيدة التي أحسست بها بعد ظهر هذا اليوم هو اكتشافي إن سكان ميلانو تخلوا عن عنصريتهم لأول مرة اليوم، بفضلي أنا، وذلك بتشجيعهم الأفارقة ضدي".
قلت للشباب أن في ملعب "سان باولو" كان هناك لافتة مكتوب عليها "حسناً، نحن في بلدنا".
"لو جاء جميع سكان نابولي غداً لتشجيعي وليهتفوا للأرجنتين، سيرون كم سأكون سعيداً... ولكن أريد أن أقول إنهم قد أعطوني كل شيء بالفعل. ليس لدي الحق في طلب أي شيء منهم".
كان أشبه بسباق للخيول منه إلى كأس العالم. والمطالبة باللعب جيداً في تلك الظروف كانت أكثر من المعقول. كان الحل أن نفوز مستخدمين أية وسيلة نملكها. لم يكن بإمكاننا أن نفعل الكثير في الشوط الأول.
يوم الاثنين 18 يوليو مشينا إلى غرفة الملابس وكأننا قد خسرنا بالفعل لم نستطع أن نحطم الدفاع الروماني.
في الشوط الثاني استطعت أن أمرر الكرة إلى "إل نيجرو مونزون "بيدرو داميان مونزون" الشاب الحبيب، الذي وضعها مباشرة في المرمى "1/صفر" وكنا نحافظ على النتيجة، وكأننا نحافظ على حياتنا الغالية. صحيح إنها صعدتنا، ولكن ذلك كان مثل التسلق إلى ربع النهائي من خلال شباك.
لم أكن أستطيع تصديق ولم أستطع قبول فكرة أن هناك بعض الناس الذين كانوا مسرورين بالنكسات التي أصابتني. إن هناك أناساً كانوا حقيقة يتمتعون بذلك ويتطلعون إليه.
إن مباراة ضد البرازيل ستكون دائماً مثل النهائي الحقيقي وإذا جاءت تلك المباراة في ربع النهائي فإن ذلك كان خطؤنا وليس خطأ أحد آخر. لأننا ارتكبنا أخطاء شنيعة ضد الكاميرون، ولأننا لم نتمكن من الضغط على رومانيا لنفوز، ولأننا لم نستطع التمسك بالأفضلية التي حصلنا عليها.
اكتشفت أنه كان هناك 26 مكانا محجوزا لنا على الطائرة اليوم الثاني بعد المباراة مع البرازيل، ولكنهم أقسموا أن ذلك لم يكن بسبب عدم ثقتهم.
أكثر من نصف المباراة التي لعبناها يوم السبت 23 يونيو لم تكن في الحقيقة مباراة كرة قدم. لمدة 55 دقيقة كانوا يهاجموننا بصورة خاطفة فعالة أرهقتنا. ارتطمت الكرة بعارضة المرمى كثيراً، وأخطأ "مولر" التسديد لمسافة قليلة بشكل غير معقول عدة مرات، وأنقذ الحارس "جويكو" المرمى من عدة أهداف... لقد استغرق منا تأمين الدفاع في الخلف كل ذلك الوقت، درس كنت قد تعلمته من الإيطاليين: تمسك بحياتك الغالية ولا تأخذ أسرى عندما تسنح لك الفرصة، وكانت تلك الحركة هدفاً مثالياً عندما سنحت الفرصة خدعت "ريكاردو روشا" و"أليماو" بركضي بشكل مائل إلى يمين الملعب بينما جاء "كانيجيا" من اليسار مررت له الكرة بقدمي اليمنى بينما كان "روشا" ملتصقاً بي قبل أن يحيط بي "ماورو سيلفا" و"برانكو".
حاور "كانيجيا" "تافاريل" وأعطاه درساً في كيفية إنهاء المحاورة بالالتفاف حوله بضربات خفيفة وتسديد الكرة بقدمه اليسرى داخل المرمى... هدفا رائعا! متعة خالصة!.
لقد استمتعت حقاً بإقصاء البرازيل من بطولة كأس العالم 1990م.
إن الفوز على البرازيل يمنح شعوراً جميلاً للغاية! أحب البرازيليين كشعب، بالفعل أحبهم... ولكن عندما يتعلق الأمر بكرة القدم أود أن أهزمهم. أبذل جهوداً مضاعفة لأهزمهم! إنهم منافسيَّ. نعم منافسيّ بكل ما في الكلمة من معنى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة 11

الفصل الرابع - الثأر 2



كان من الصعب أن أفهم ابنتي أن هناك مافيا في كرة القدمكانت هناك مافيا تعطي ضربة جزاء غير صحيحة وتتغاضى عن الصحيحة
ذلك الأسبوع كان كارثة من تاريخ حياتي المهنية بل وحياتي كلها


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لم يكن الأمر مجرد نصف نهائي مثل غيره، كنا قد تعادلنا مع إيطاليا في مدينة (نابولي) عندما وصلت إلى المؤتمر الصحفي وأنا أشعر بالسعادة، قلت شيئاً لم يسامحوني عليه مطلقاً، ولكنه كان حقيقة. قلت: "لا أحب كل هؤلاء الناس الذين يطلبون من أهالي (نابولي) أن يكونوا إيطاليين ويشجعوا إيطاليا.. لقد تم تهميش (ينبلس) من قبل باقي إيطاليا كان محكوماً عليهم بأسوأ أنواع العنصرية".
عندما دخلت الملعب في يوم المباراة 3 يوليو كان أول شيء قابلوني به هو جولة من التصفيق وكان بإمكاني قراءة جميع اللافتات مكتوب عليها أشياء مثل: "دييجو في قلوبنا وإيطاليا في أغانينا" أو "مارادونا مدينة نابولي تحبك ولكن إيطاليا وطننا" لأول مرة في كأس العالم صفق المتفرجون للنشيد الوطني الأرجنتيني من البداية إلى النهاية كان ذلك نوعا من الانتصار بالنسبة لي.. ابتسمت. لوحت لهم أثر ذلك بي لأنهم كانوا شعبي الشعب الذي كان يناديني باسم (دييكو) الشعب الذي ناداني "رإل دييجو" "دييجونا" شعبي بصراحة، لم ندخل ونحن نحس بنفس الهدوء طوال البطولة ولذلك لم أشعر بالقلق عندما أحرز (توتو شيلاسي) الهدف الأول لم أهتم على الإطلاق أقول ذلك جاداً.
استمررنا على كل حال ولكننا أحرزنا التعادل بينما كانوا يلعبون بأفضل حال، لا نستطيع أن تفعل أي شيء حيال ذلك، إنها الطريقة التي كنا نلعب بها.. جاءت التمريرة من "اولاريتكو إتشي" والتقطها "كانيجيا" ببراعة شيك آخر في البنك يا إلهي! أعتقد أنه في تلك المرحلة لم يكن شيئا يخيف خصومنا أكثر من الوصول إلى ضربات الجزاء، وحيث أننا نكن نملك الكثير من أساليب الضغط (وحتى يكتمل هذا تم طرد "خرينجو جيستي") ولعبنا بصعوبة باقي المباراة والوقت الإضافي حتى وصلنا إلى ضربات الجزاء، ضربات الجزاء ومعنا الورقة الرابحة، الحارس "فاسكو جويكوتشي".
هذه المرة لم أضيع ضربة الجزاء ضربتها برفق كالعادة وجاءت في المرمى ما رأيك بذلك هتاف وتشجيع ليس فقط من والدي و"كلوديا" كان بإمكاني سماع هتاف ذي لكنة. لكنة أهالي (نيبلس) ولكن ربما من الأفضل أن لا أتكلم أكثر عن ذلك.
كان ذلك الفريق "المصيبة" قد تمكن من فعل ما يستطيعه القليلون فقط وذلك بتقدمه بعد أن كان متأخراً كالعادة كان ذلك ليس غريباً علينا ولم يكن الفريق الخارج من السباق هذه المرة غير فريق إيطاليا العتيد.
بعد ذلك لم تعد (تريجوريا) تبدو مثل الجنة وتحولت إلى جحيم كنت قد وعدت ابنتي "دالما" بأنني سأعود ومعي كأس العالم ولكن كان لدي الآن شيء أكثر صعوبة، وأكثر بغضاً وأكثر إيلاماً لأشرحه لها، كان علي أن أشرح لها أنه في كرة القدم كان هناك مافيا.. ليس من النوع الذي يقتل الناس ولكن من النوع الذي بإمكانه إعطاء ضربة جزاء غير صحيحة وعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة.
..(عندما عدت إلى إيطاليا) مررت ببضعة أشهر سيئة للغاية والتي تضمنت فوق كل شيء الانفصال عن "جوليرمو كوبولا" عدت إلى (بوينس آيريس) في أكتوبر ووقعت جميع الأوراق كان ممثلي صديق آخر من المجموعة اسمه "خوان ماركوس فرانتشي" وهكذا بالإضافة إلى هذا الخبر كنت موضوع عدة عناوين صحف أخرى "نعم، هذا صحيح لن ألعب لفريق الأرجنتين مرة أخرى إنه قرار فكرت به طويلاً وبعمق. إنني أدير ظهري على إمكانيات فريق أحبه..".
هذا ما قلته يوم الخميس 1 أكتوبر 1990م وكان الكلام من القلب.
ولكن لأكون صادقاً سبب لي ذلك القرار حزناً عميقاً، كان ذلك يشكل بداية فترة ارتباك لي وللمعجبين بي على ما أظن، الكثير من الناس كانوا يقولون: "انظروا إلى هذا الأحمق المتضارب". هذا صحيح من الممكن أن أقول أشياء متضاربة ولكنني أقول ما أحس به لذلك قلت في نهاية يناير (أعياد الميلاد) تلك الأشياء عن عدم رغبتي خسارة إمكانية الفريق الوطني وبعد أقل من أسبوعين من ذلك قلت مرة أخرى إن اللعب للأرجنتين كان ذكرى جميلة فقط كذلك كان الأمر كنت أغير رأيي بين الحين والآخر إلى أن جاء أسبوع حاسم أسبوعا كارثة في تاريخ حياتي المهنية وحياتي عموماً.
بدأ كل شيء في 12 مارس من عام1991م كان "كوكو باسيل" المدرب الجديد لمنتخب الأرجنتين بعد "بيلاردو" قد تصرف بلباقة طوال تلك الفترة كان دائماً يقول علناً "القميص رقم عشرة هو له (مارادونا) إنه ينتظره ولكنني سأعطيه بعض الوقت.. إنه رجل تحت الكثير من الضغوط". اتصل مع وكيل أعمالي "ماركوس" ليرتب لقاء في (إيزيزا) وهناك في مقر المنتخب الجديد (وهو شيء كنا نقاتل من أجله منذ سنتين)، حصل الاجتماع أخبرني "ماركوس" ما كان "باسيل" قد قاله له وكان ذلك بمثابة الموسيقى لأذني إنه تماماً ما كنت أريد سماعه "أود أن التقي مع دييجو وأتحدث معه قليلاً.. ولكن قبل كل شيء أريد أن ألتقي معه فقط إنساناً مع إنسان فقط لأحاول مساعدته كي يتعدى هذه المرحلة". كنت أحاول أن لا أغرق في عدة قضايا قانونية وسيلا لا ينقطع من جلسات الاستماع القضائية من الإيطاليين وقد جاء ذلك الكلام بالنسبة لي مثل يد صديق على كتفي مثل عناق ووعدته أن أنظر في عينيه مباشرة عندما أعطيه جواباً، هذا إذا استطعت ذلك لأن "إل كوكو" كان طويلاً جداً (أكثر من ستة أقدام).. يوم الأحد 17 لعب فريق (نابولي) مباراة على أرضه ضد فريق (باري) في ملعب (سان باولو) كانت مباراة أخرى في بطولة كنا فيها نحن المتوقع خسارتنا لكن قزنا (1 - 0) بواسطة هدف سجله "زوليتا" (واسمه الكامل "جيان فرانكو زولاً) كان عادة ينزل بديلاً لي ولكننا لعبنا معاً يوم الأحد ذاك.. لم يتخيل أي منا أنها ستكون إحدى آخر الفرص لم يتخيل أحد ذلك تم فحصي من أجل المخدرات وكان الثأر كاملاً، كان الانتقام قد كتب على الحجر وكان لا بد من حدوثه أسمي ذلك "فحص المخدرات المرتب من أنتونيو ماتاريس".
بعد المباراة في مدينة (نيبلس) لم ينظر إلي "ماتاريس) المولود في (باري) وهو رئيس اتحاد كرة القدم ومدير (نابولي) أية نظرة غضب أو مرارة، ولكنه نظر إلي كما ينظر رجال المافيا.. وفكرت في نفسي: "سيكون من الصعب علي الاستمرار في العيش هنا". كان بإمكان الجهلاء فقط أن يقولوا إنني حصلت على فرصة تنافسية بما كنت آخذه.. إذا كنت أؤذي نفسي فإن ذلك كان على المستوى الشخصي لم يكن إحراز الأهداف يساعدني ولكن لحسن الحظ فإن الرب في الأعلى هناك يراقب كل شيء وجعل أحدهم يقول الحقيقة شخص كان يعمل في المختبر فقط حتى يعرف الناس أن هناك شيئاً مثيراً للشك خلف كل ذلك.. محامي في إيطاليا يرفع دعوى قضائية وسوف يعرف الجميع الحقيقة قريباً".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبعــــــــــ

مع حبي
القبس