لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    اسطورة القرن العشرين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحلقة رقم ـ 1 ـ

    * حكايتي بدأت في الأحياء الفقيرة لكني كنت محترفا منذ البداية
    * كان الخيار بين منتخب الأرجنتين ونادي نابولي لمصلحة الأول دائماً
    * مشاكلي مع إيطاليا بدأت جذورها في إسبانيا


    تختلف مواقف الكثيرين تجاه نجم كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا تعاطفاً وإعجاباً ونفوراً وكراهية، فيراه البعض أسطورة التوقف عندها طويلاً، فيما يراه آخرون تجسيداً لتراكم الأخطاء.
    لكنه يبقى مع ذلك نجماً شغل الكثيرين بالحديث عنه وترقب أخباره، ورغم أن الإعلام ساهم في رفع مارادونا إلى درجات مرتفعة في سلم النجومية، فإن هذا الإعلام ذاته أسقطه في المحصلة، وما بين المدارين لم يلتفت الكثيرون ليسمعوا صوت مارادونا، وكيف يبرر نجاحاته وإخفاقاته، وهو ما سترويه مذكراته التي حصلت "الوطن" على حق نشرها حصرياً باللغة العربية.. فتعالوا نستمع:

    مقدمة لا بد منها


    في كلمات موجزة نطوف بكم في بداية الحديث عن مذكرات مارادونا بأهم ما ستقرأونه في الفصول المتتالية لهذه المذكرات.

    الفصل الأول - البدايات
    يتطلع مارادونا، وهو يكتب من الهافانا "عاصمة كوبا" إلى بدايات حياته الكروية، منطلقا من جذوره الاجتماعية المتواضعة، حيث نشأ في أحياء الفقراء في مدينة فيلا فلوريتو الأرجنتينية، مستذكراً كيف مر إلى مباراته الأولى ضمن المنتخب الأرجنتيني.
    لقد كان محترفاً على الرغم من أن عائلته كانت فقيرة، وهو يقول إنه عاش من أجل كرة القدم، ويصف المنزل ذا الغرفتين الذي كان يعيش فيه مع أخوته السبعة، ويتحدث عن حبه لأمه وأبيه. ويتحدث مارادونا عن الألم الذي أحس به عندما جرح بسبب زجاجة، فلم يسمح له المدير باللعب، وكانت فكرة بقائه خارج المباراة قد سببت له ضيقاً جديداً ما زال في ذاكرته.
    في هذا الفصل يبدو واضحاً أن مارادونا بدأ صعود سلم الشهرة بسرعة فائقة.
    الفصل الثاني - المجسد
    ينتقل مارادونا في هذا الفصل ليتحدث عن بطولة كأس العالم التي استضافتها المكسيك عام 1986م منقبا فيها مباراة مباراة، مناقشا خلافه مع رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي الذي وجد أنه ليس من حق مارادونا واللاعبين الأرجنتينيين الآخرين الذين يلعبون في أوروبا الانسحاب لمشاركة منتخب بلادهم في كأس العالم.
    ويتطرق كذلك لوصف مقر إقامة المنتخب في فيلا مكسيكية أصبحت فيما بعد منزله، متطرقا للحديث وبإسهاب عن تلك الرحلات التي كان عليه أن يسافرها ليتمكن من التوفيق بين حضوره مباريات تأهل المنتخب الأرجنتيني للنهائيات العالمية، وبين التزامه مع ناديه الإيطالي نابولي.
    وتأخذ مباراة الأرجنتين وإنجلترا في المونديال المكسيكي حيزا مهما في هذا الفصل، فيصفها بأنها كانت شبيهة بحرب "مالغيناس" حيث "كان البريطانيون يقتلون الأطفال الأرجنتينيين مثل البط الساكن" ويؤكد مارادونا أن الهدف الثاني الذي أحرزه في تلك المباراة كان بناء على نصيحة من أخيه ذي السبع سنين، لكنه يعترف أن هدفه الأول كان بيده. وباختصار ووضوح كان مارادونا في تلك الأيام في قمة حياته المهنية، وهو ينهي هذا الفصل بفوز الأرجنتين بكأس العالم.
    الفصل الثالث- الشغف
    والد مارادونا كان قليل الكلام، لكنه أخبره ذات يوم أنه يحلم بأن مارادونا يلعب لفريق بوكا جونيورز، لكن الأخير كان مفلسا، ولا يستطيع تقديم النقود لمارادونا، الذي سرب قصة للصحافة بأنه في الطريق إلى ريفر بلايت الذي كان أكثر غنى، لكن تعاطفه مع بوكا دفعه ليلعب للأخير، وكانت تلك نقطة تحول مثيرة في حياته.
    كان مارادونا قد صار مشهورا جدا حينها، وبذلت جهود كبيرة للاحتفاظ به للعب في الأرجنتين، في ظل العروض الضخمة التي كانت تتهافت عليه من الخارج، ومن أوروبا "تحديدا"، لكنه شعر أنه سيتم تقديره أكثر في الخارج منه في الأرجنتين.
    وقبل أن ينهي هذا الفصل يتحدث مارادونا عن سعادته الكبيرة حينما كان في إحدى رحلاته إلى إفريقيا، حيث ناداه أحد المعجبين بلقبه الشخصي "بيلوسا".
    الفصل الرابع - الثأر
    يدعي مارادونا أن جميع مشكلاته في إيطاليا 1990م، بدأت جذورها في مونديال إسبانيا عام 1982م حينما خرجت إيطاليا من النهائيات أمام الأرجنتين.
    وقبيل مونديال 1990م في إيطاليا، أكدت صحيفة "إل بيس" اليومية الإسبانية أن مارادونا أعظم موهبة في كرة القدم على مستوى العالم، لكن إصابة في إصبع قدمه اليمنى أعاقته عن تقديم ما يريد.
    استقبل المشجعون الطليان مارادونا بصافرات الاستهجان في المباراة الافتتاحية لنهائيات مونديال 1990م، لكنه بحث عن أحبائه بين الجمهور وكرس المباراة لهم.
    يتجول مارادونا في هذا الفصل في كل مباراة من المباريات التي خاضها في المونديال، ويؤكد أنه استمتع بإخراج البرازيل على الرغم من الأداء المتواضع لفريقه، لكنه اكتشف أن حجوزات العودة إلى الأرجنتين كانت قد تمت قبيل المباراة مع البرازيل، حيث كان المسؤولون يتوقعون خسارة الأرجنتين، لكنها فعلتها وفازت.
    التقت الأرجنتين بعد ذلك مع إيطاليا، تغير كل شيء، هتف بعض الإيطاليين له، وأقصى إيطاليا، ولكن تدخلت المافيا بعد ذلك، لم تكن هذه المافيا من النوع الذي يقتل الناس، بل من ذاك الذي يحتسب ركلات جزاء غير صحيحة.
    وقرر مارادونا أنه لن يلعب للأرجنتين بعد ذلك، لكنه غير رأيه بعد ذلك عدة مرات. بعد ذلك جاء اختبار المخدرات، قضي على مارادونا، الذي ينهي هذا الفصل بالتذكير أن محاميه ما زال يتابع القضية في إيطاليا، وأن المختبر الذي تم اختبار المخدرات فيه قيد التحقيق الآن.
    الفصل الخامس - الرسالة
    يتحدث مارادونا عن مشاهير مثل مايكل جوردان، شاكيل أونيل، ارتون سينا، راي شوارزينجر وفيدل كاسترو، إضافة للكثيرين غيرهم، ويركز بشكل خاص على علاقته مع القائد كاسترو، ويحب الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم، وتشي جيفارا.
    ويختتم هذا الفصل بمناقشة كرة القدم، سياسة كرة القدم، والمستوى الحالي لكرة القدم في العالم الآن.
    الفصل السادس - نابولي
    ارغمت الظروف المالية القاسية مارادونا على الانتقال إلى نابولي، وهناك حضر (180) ألف متفرج لمشاهدة مباراته الأولى، شكل الفريق بنفسه، وطلب من المدرب بيع وشراء بعض من اللاعبين المعينين، وأحاط نفسه بلاعبين اعتقد أنهم سيحصلون على بطولة الدوري الإيطالي لنابولي، لم يحب مارادونا مدرب الفريق بياتشي من الناحية التقنية.
    كسب نابولي الدوري، لكنه لم يعرف كيف يستثمر نفوذه بشكل أفضل، وفي هذا الوقت رفض مارادونا أن يبيع حق استخدامه كرمز مقابل (100) مليون دولار، فقد كان أرجنتينيا، وكان عليه - لو قبل البيع - أن يأخذ جنسية ثنائية.
    وجاء الوقت الذي رغب مارادونا فيه بترك النادي، لكن الأخير لم يكن ليتركه يرحل، أجرى محاولات عدة في هذا الإطار، وقد وعد بنيل حريته إذا قاد الفريق للفوز ببطولة الدوري مرة جديدة، ونجح في ذلك، لكن نابولي لم يف بوعده.
    وفي تلك الأثناء بدأت المافيا تربط مارادونا بالمخدرات، وكانوا يغدقون عليه الهدايا، وحينما سأل عن المقابل، أكدوا له "فقط التقاط بعض الصور التذكارية معه" لكن مارادونا اضطر في نهاية الأمر للهروب من إيطاليا.
    قضايا ثانوية
    *مع كلوديا: يتحدث مارادونا عن لقائه بكلوديا التي أصبحت فيما بعد زوجته، وكيف كانت مضطرة لتحمل الكثير منه.
    * خارج المونديال: يتحدث مارادونا كيف استبعد من تشكيلة المنتخب التي لعبت مونديال الأرجنتين 1978م، لأنه كان هناك فقط 22 مكانا، ويتذكر الدموع التي تلت ذلك، وذرفتها عائلته حينها.
    * الممرضة: جاءت ممرضة لتأخذه إلى اختبار مخدرات تم الإعداد له، وبقدر ما كان سعيدا للطريقة التي لعب بها، بقدر ما شعر بالإحباط عندما أتت النتائج المدبرة.
    * التمزق "الكسر": يتحدث مارادونا عن عرقلة أنطونيو له والتي سببت له الكسر، مذكرا أن صبيا التقاه مسبقاً في مشفى، وأخبره أن ذلك سيحدث.
    * اليد الخارقة: يتحدث مارادونا عن الهدف المثير للجدل الذي سجله في مرمى إنجلترا في مونديال المكسيك عام 1986م، معترفا أنه جاء من لمسة يد، لكنه يتساءل "من أنا حتى أشكك في نزاهة حكم اعتبر الهدف صحيحا".
    * 100 لاعب: ويضع مارادونا قائمة لأفضل مئة لاعب في رأيه، لكنه لا يرتبها حسب الجدارة.
    * رحلات: ويصف رحلاته الماراثونية مع بوكا جونيورز في جميع أنحاء العالم، حيث كان يسافر 3 أو 4 مرات أسبوعيا.
    * ألقاب: ويضع قائمة بجميع الألقاب والامتيازات التي نالها طيلة حياته المهنية.

    __________________________________________________ ________

    الحلقة رقم ـ 2 ـ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قصة الكفاح الطويلة تبدأ من قاع كومة الزبالة
    الحلقة الثانية - الفصل الأول - البدايات 1


    أنا في هافانا حيث أبدأ هذا الكتاب. أخيراً قررت أن أتكلم عن كل شيء. لا أدري، ولكنني دائماً أعتقد أن هناك أشياء ما زال يجب قولها. إن هذا غريب! بعد كل ما قلته، لست متأكداً من أنني قلت الأشياء الهامة. الأشياء الهامة فعلاً.
    هنا في هافانا في الليل، بينما أتعلم كيف أدخن سيجار هافانا، أبدأ بالتفكير في الماضي. إن من الجميل أن تفعل ذلك عندما تشعر بالسعادة وعندما لا تحس بالندم على الإطلاق على الرغم من كل الأخطاء، من الرائع أن تنظر إلى الوراء عندما تأتي من قاع كومة الزبالة وتعرف أن كل شيء كنته أو أنت عليه أو ستكون عليه لا يتعدى كونه كفاحاً طويلاً.
    لقد أردت دائماً لعب كرة القدم، ولكنني لم أكن أعرف في أي موقع أردت أن ألعب. لم أكن أعرف فحسب، ولم يكن لدي أي فكرة.
    بدأت حياتي كمدافع. لطالما أحببت أن ألعب مهاجماً وما زلت أحب ذلك، مع أنهم في هذه الأيام لا يتركونني أقترب من الكرة لأنهم يخشون أن ينفجر قلبي. لقد أعطاني لعب كرة القدم راحة بال فريدة. ولقد تمتعت بذلك الإحساس دائماً (نفس الإحساس) حتى هذا اليوم. أعطني كرة فاستمتع وأحتج وأرغب بالفوز وألعب جيداً. أعطني كرة ودعني أفعل ما أعرف أفضل من أي شيء آخر، في أي مكان.
    سيدتي العجوز (لاتوتا) التي اعتنت بي وأحبتني دائماً، كانت تقول لي "بيلو، إذا كنت ستلعب كرة القدم، ألعب بعد الساعة الخامسة عندما تنخفض الشمس". (كانت تدعوني بالزغب). وكنت أجيب "نعم يا والدتي، حسناً يا والدتي، لا تقلقي". وكنا نغادر المنزل في الساعة الثانية مع صديقي "إل نيجرو"، وابن عمتي "بيتو" أو أي شخص آخر، وحوالي الثانية والربع كنا نلعب بأقصى طاقتنا تحت شمس الظهيرة! لم نكن نبالي فحسب وكنا نركض حتى نسقط على الأرض.
    كنت أتحمل الذهاب إلى المدرسة لأنه كان عليّ أن أفعل ذلك. لم أكن أريد أن أخذل عائلتي لأنهم اشتروا لي ملابس المدرسة ومشوا معي إلى المدرسة. ولكن لأنه كان يتملكني إحساس أيضاً أنني إذا ذهبت، سأتمكن من الذهاب إلى ناد أو سيسمح لي أن ألعب كرة القدم.
    كل شيء كنت أفعله، وكل خطوة كنت أخطوها كانت تتمحور حول الكرة. إذا أرسلتني (لا توتا) لأحضر شيئاً، كنت آخذ أي شيء يشبه الكرة معي (برتقال، وكرات من الورق، وثياب قديمة) حتى أتمكن من اللعب على الطريق.
    كنت أقفز على سلم الجسر على سكة الحديد على رجلي اليمنى وأتلاعب بأي شيء كان معي بقدمي اليسرى... هكذا كنت أمشي إلى المدرسة أو أركض لأؤدي مهمة ما لـ "لاتوتا".
    لدي ذكريات سعيدة لطفولتي، مع أنني إذا أردت أن أصف المكان الذي ولدت وترعرعت فيه، فيلا فيوريتي، بكلمة واحدة لكانت هذه الكلمة "الكفاح". في "فيوريتي" إذا كان لديك نقود لتأكل أكلت، وإلا فإنك لن تأكل.
    أتذكر أن الشتاء كان بارداً جداً وأن الصيف كان ملتهباً، كنا نعيش في منزل من ثلاث غرف، وكان مبنياً من شيء يشبه القرميد والملاط... رفاهية.
    كنت تعبر الباب المصنوع من الشبك المعدني فتقابلك ساحة القذارة، وبعد ذلك المنزل نفسه. غرفة طعام للطبخ والأكل وكتابة الواجبات، وأي شيء آخر يخطر ببالك ، وغرفتي نوم. والداي كانا يستخدمان غرفة النوم التي على اليمين ونحن الأولاد غرفة النوم التي على اليسار، طولها متران وعرضها متران من الخارج... وكنا ثمانية أفراد.
    كانت الحقيقة أننا لم نكن نملك الكثير لكي نمرح كثيراً ولكنني وصديقي "إل نيجرو" كنا نصنع الطائرات الورقية ونبيعها، ومع ذلك فقد كان لدينا دائماً كرة.
    أول كرة حصلت عليها، كانت أجمل هدية حصلت عليها في حياتي، أهداني إياها ابن عمتي "بيتوزاروتا" وهو ابن العمة "دوريتا". كانت من الجلد الممتاز. كنت يومها في الثالثة من عمري ونمت يومها وهي بين ذراعي.

    __________________________________

    الحلقة 3 ـ الفصل الأول ـ البدايات 2

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أقول دائماً إنني لطالما كنت محترفاً منذ أن كنت طفلاً, كنت ألعب لأي فريق يختارني أولاً, كان والداي يمنعاني أحياناً من الذهاب، وكنت أبكي وأبكي, وقبل خمس دقائق من بداية المباراة كانت والدتي "لاتوتا" تستسلم وتسمح لي بالذهاب, ولكن إقناع "الدون دييجون" كان أصعب.
    كنت أتفهم والدي, بالطبع كنت أفهمه, كيف لا وهو الذي كان يكسر ظهره لكي نأكل ونذهب إلى المدرسة؟ ذلك ما كان يريده حقاً, كان يريدنا أن نتعلم, طبعاً, كان قد حضر إلى فيوريتو من كورنيش في عام 1955م.
    أحياناً كان والدي يقبض راتبه ويشتري لي زوجاً من الأحذية التي كنت أمزقها في نفس اليوم. وأنا ألعب كرة القدم طوال اليوم. كان ذلك كافياً ليجعلك تبكي وهذا ما كنا نفعله بالفعل لأنني بعد أن أمزق الأحذية, كان والدي يضربني بقسوة... لا أقول هذا حتى تلوموه, لا تلوموه... كانت تلك الأيام مختلفة حينها, وكذلك كانت أساليب الناس... لم يكن لدى والدي الوقت ليتحدث إلي!
    ولكن كان لديه الوقت ليضربني بعنف فقط. كان عليه أن ينام حتى ولو لفترة وجيزة حتى يتمكن من الاستيقاظ للعمل في الساعة الرابعة صباحاً ويذهب إلى المصنع لأنه إذا لم يفعل ذلك لما وجدنا شيئاً نأكله في البيت.
    الآن فقط أستطيع تقييم الدون دييجو فعلاً: إنه فعلاً أفضل شخص قابلته في حياتي, وسأقولها مرة أخرى, لأجلهما, كليهما لأجل ولأجله "لاتوتا", كليهما, سأصنع المستحيل.
    ما أعنيه أن الأشخاص الذين نتخذهم قدوة يعيشون في بيوت الناس, يستطيع الناس أن يلمسوهم, ليس ذلك يشبه مشاهدة القدوة على اجهزة التلفاز أو القراءة عنهم في المجلات, إنهم هناك في البيوت.
    شكراً لوالدي لأنني بفضله لم أعرف الجوع, ولذلك كان لدي رجلان قويتان مع أن باقي أعضاء جسدي كانت هزيلة.
    كنا دائماً نلعب في مكان قريب من منزلنا, في مكان يدعوه سكان المنطقة "الملاعب السبعة الصغيرة". وكانت هذه المنطقة عبارة عن أراض واسعة للقمامة. بعض هذه الملاعب كانت تحوي مرمى وبعضها لم يكن فيها مرمى.
    "الملاعب السبعة الصغيرة"! يوحي الاسم أنها واحدة من المجمعات الرياضية هذه الأيام التي تحوي المروج الصناعية وما شابه ذلك! لم يكن في هذا المكان أي مروج, لم يكن فيه حتى أي عشب. كانت قمامة فقط. قمامة متماسكة ولكنها كانت الجنة بالنسبة لنا. عندما كنا نركض كان غبار كثيف يتصاعد حتى كان يبدو وكأنا نحن نلعب في الضباب في ملعب "ويمبلي".
    كان أحد هذه الملاعب لفريق "النجمة الحمراء" وهو فريق والدي, الذي كنت ألعب فيه مهما كانت العواقب, وكان ملعب آخر لفريق "الرايات الثلاثة" وهو فريق والد "جويو كاريزو". وعندما كان هذان الفريقان يلعبان, كان ذلك مثل لقاء "بوكا" ضد "ريفر" (فريقان متنافسان من الدرجة الممتازة) كان "جويو" يبدو هادئاً (عندما يلتقي الفريقان). كان هادئاً لدرجة أنه في أحد الأيام في المدرسة في منتصف عام 1969م قال لي: "دييجو, ذهبت لأتمرن مع فريق صغار الأرجنتين وقالوا لي أن أحضر معي بعض الأولاد لتجربتهم. هل تريد أن تأتي؟" قلت له "لا أدري. علي أن أسأل والدي...".
    والحقيقة أنني كنت أعرف أنني إذا طلبت من والدي أن يأخذني سيعني ذلك دفع أجور النقل وحرمانه من راحته. وقد أضفت تلك الفكرة كآبة على مسألة الذهاب.
    في "لوس سيبوليتاس" كنا نهزم أي فريق نلعب ضده. كسبنا 136 مباراة على التوالي. كتبتها كلها في دفتر صغير أعطاني إياه "فرانسيس" و"دون يايو". كلوديا تحتفظ به في مكان ما وكأنه كنز مدفون.
    أتذكر المباراة التي قطعت سلسلة انتصاراتنا في "نافارو", لأننا كنا نذهب ونلعب في كل مكان, كان فريقاً ممتازاً! في ذلك الوقت بدأت أصبح لاعب كرة قدم, لاعب كرة قدم حقيقي, لأن كل ما كنت أفعله في "فيوريتو" هو الركض خلف الكرة. كنا على وشك تناول العشاء في منزلي مع "جويو", وطلبت مني "لاتوتا" أن أذهب لإحضار صندوق مياه غازية لأنه لم يبقى منها في البيت. ركضنا أنا و"جويو" وفي طريق عودتنا, كنت أدور حول الزاوية عندما سقطت على وجهي. لقد طرت فعلاً. تحطم صندوق المياه الغازية وجرحت يدي جرحاً كبيراً. وكان ذلك لسوء حظي!
    ذهبت في اليوم التالي مع الشباب في شاحنة "دون يايو" القديمة. كنت قلقاً من أن لا يدعني "فرانسيس" ألعب, وكنت خائفاً من المحاضرة التي كان سيلقيها علي. لأننا في الحقيقة كنا نحترم "فرانسيس" لدرجة الخوف. وما حدث أن "فرانسيس" ناداني في غرفة الملابس وسأل "ماذا حدث ليدك يا مارادونا؟" قلت له: "سقطت وجرحت نفسي يا "دون فرانسيس". ولكنني سأتمكن من اللعب". قال لي: "ماذا؟ لن يحدث ذلك مطلقاً! لا تستطيع الاستمرار وأنت في مثل هذه الحالة" استدرت وعدت إلى المقعد حيث كنت أبدل ملابسي. كنت أعض على شفتي حتى أمنع نفسي من البكاء. رآني "إل جويو" وذهب إلى "فرانسيس" وقال له: "هيا يا فرانسيس, دعه يلعب ولو لفترة قليلة. قال (الدون دييجو) إنه يستطيع ذلك. فقطب فرانسيس حاجبيه ودمدم "حسناً. ولكن لفترة بسيطة فقط". عادت روحي إلى جسدي. ولم ألعب فترة بسيطة في النهاية, ولكن لعبت المباراة كاملة. ربحنا المباراة بنتيجة (7/1) وسجلت خمسة أهداف. يوم الثلاثاء 28/ سبتمبر قال "كالرين" إن ولداً "يملك رباطة جأش وإمكانات نجم من الطراز الممتاز" قد ظهر. وقد قالت الصحيفة يومها أن اسم ذلك الولد "كارادونا". رائع. أول مرة يظهر فيها اسمي مطبوعاً كان فيه خطأ إملائي.
    كان أفضل وقت في "فيليز" عام 1970م في مباراة بين فريقي (أرجنتينوس) وفريق (بوكا). عليك أن تحاول أن تتخيلنا نلعب بتلك الكرة الرثة القديمة طوال الأسبوع, كارثة. وعندما كان يوم الأحد, ورأينا أول كرة رسمية للفريق, اتقدت أعيننا من الفرح. بدأنا نلعب بالكرة في الاستراحة. وفي إحدى المرات ركلت من خارج المنطقة, ولكن الكرة ارتدت وأصابت "دون يايو" الذي كان واقفاً قرب المرمى في رأسه بقوة. لاحظ الجمهور ذلك وبدأ الضحك. أعاد إلي "دون يايو" الكرة وبدأت أتلاعب بالكرة بشكل فني جميل, ولم يتوقف الجمهور عن التصفيق. جاء الفريق الأول, وعاد الحكم, وارتفع الجمهور "دعوه يستمر! دعوه يستمر!" كان الجمهور بأجمعه يهتف, مشجعوا "ارجنتينوس" ومشجعو "بوكا" على حد سواء. ولكن مشجعي "بوكا" كانوا يهتفون بصوت أعلى... هذه إحدى أجمل ذكرياتي التي أحملها عن مشجعي فريق "بوكا". أعتقد أنني بدأت في ذلك الوقت أشعر ما أشعر به الآن تجاه "بوكا". عرفت يومها أن دروبنا سوف تتقاطع يوماً ما. ومن ناحية كرة القدم شعرت يومها أنني لامست الفضاء بيدي.


    _______________________________

    يتبع


    مع حبي
    القبس

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ديوانك وطني
    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    9,432
    رائع عبدالله ..

    بانتظار بقية الحلقات ..

    مارادونا بالنسبة لي أكثر من مجرد فنان عالمي مبدع ..

    انه مدرسة ثورية تم استهدافها وتدميرها ..


    شكرا لك عبدالله ..

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    ديوانك وطني


    سعدت بمرورك الرائع


    اسطورة مارادونا ليست من اجل القراءة والاستمتاع فحسب



    بل انني ارى فيها حكما تتعلق بنشاطات الحياة




    اخيرا تابعي هذه الصفحة وسأضع بقية الحلقات واعدك ستقرأين شيئا



    لن يدع لك مجالا لتركة ولو لحظة



    مع حبي
    القبس

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    الحلقة (4) - الفصل الأول- البدايات 3

    خطأ مطبعي في صحيفة يعلن ولادة النجم مارادونا


    بدأت الصحف تجري المقابلات معي وتكتب المقالات عني. أتذكر إحدى تلك المقالات لأن العنوان كان يلخص كل ما كان يحدث لي. كان العنوان يقول "صغير لدرجة تسمح له أن يشاهد القصص الخرافية ويحصل على وقوف تحية من الجمهور".
    في الواقع، حدث كل شيء بسرعة فائقة. كل الشباب من "لوس سيبو ليتاس" ربحوا البطولة مع الفريق التاسع. وبعد ذلك ذهبت إلى الثامن وعندما كنا متقدمين بفارق عشر نقاط وضعوني في السابع. لعبت مباراتين لهم ونقلوني إلى الفريق الخامس. وبعد أربع مباريات نقلوني إلى الثالث، حيث لعبت مباراتي الأولى ضد "لوس آندس" وسجلت هدفاً ونحن نلعب على أرض الخصم. وبعد مباراتين أخريتين تم نقلي إلى الفريق الأول. حدث كل شيء خلال عامين ونصف.
    كنت قد بدأت أتدرب مع الفريق الأول في نادي "كومنيكا سويني" الرياضي. وفي فترة التدريب العادية يوم الثلاثاء جاء المدرب، خوان كارلوس مونتيس، الذي قال لي "اسمع، ستكون غداً على مقاعد الفريق الأول، هل هذا مفهوم؟" ولم أجد الكلمات التي أرد بها من الفرحة ولذلك قلت فقط "ماذا؟ أنت ماذا؟".
    وهكذا قالها مرة أخرى. "أجل، ستكون في احتياطي الفريق وعليك أن تتأكد من استعدادك لذلك لأنك سوف تلعب".
    أخبرت "لاتوتا" بذلك وطبعاً خلال ثانيتين فقط كانت بلدة "فيلا فيوريتو" كاملة تعرف ذلك.
    في إحدى المرات أثناء التدريب يبدو أنني أبليت فعلاً بشكل جيد لأن "إل فلاكو" جاء خصيصاً ليتحدث إلىّ. كانت كل كلمة قالها "إل فلاكو" تسبب صمتاً عميقاً في داخلي... لأن "إل فلاكو" كان... حسناً كان بالنسبة لي شيئاً مقدساً! وهاهو ذا يقف أمامي يتحدث إلىّ فقط ويقول لي إنني سألعب في المباراة الودية ضد فريق "المجر". كنت سألعب لأول مرة في منتخب بلادي! بدأت المباراة ومباشرة حصلنا على ضربة جزاء. "حسناً، سنحطمهم. تمالك نفسك يا دييجو".
    كانت قد مضت عشرون دقيقة من الشوط الثاني عندما دعاني "إل فلاكو": "مارادونا! مارادونا" لأشترك في المباراة.
    حصلت على الكرة مباشرة. مررها "جاتي" إلى "جاليجو" ومررها "إل تولو" مباشرة إليّ. فعل ذلك عمداً وأذكر أنني فكرت حينها كم كان ذلك معبراً عن روح الفريق. أعطاني الكرة في ذلك الوقت المبكر لكي تتعود قدماي على الكرة. وعندما مررت الكرة بين اثنين من اللاعبين المجريين لأعطيها لـ "هاوسمان" الذي كان وحده. وهكذا تعودت على الكرة، حقيقة بسرعة.
    انطلقت الصافرة وحضر "جاليجو" إلي مباشرة وعانقني قائلاً "هذا ما أريد أن أراك تفعله في بكل مباراة يا دييجو! تلك هي الطريقة".
    ذهبت إلى المنزل مع والدي و"جورج سيترزبيلر"، وتناولنا العشاء وتفرجنا على المباراة في التلفاز. شاهدت لاعباً مجرياً يركلني وأنا لست مستحوذاً على الكرة، ولكن التلفاز لا يؤلم كثيراً، أليس كذلك؟.


    _________________________________

    الحلقة (5) - الفصل الثاني - المجد 1

    تتويجنا بكأس العالم 1986م أسعدني بجنون
    حتى الرئيس الإيطالي لا يستطيع منعي من السفر إلى بوينس آيرس

    الجزء الثالث "المجد"



    كنت أراقبه من زاوية عيني لأنني كنت أعرف أنه لم يتبق الكثير من الوقت، لم يتبق أي وقت تقريباً... كانت إحدى عيني على "آربي فيلهو"، الحكم البرازيلي صغير الحجم، وعندما رفع ذراعيه وأطلق الصفارة انطلقت كالمجانين! بدأت أركض في اتجاه ثم في اتجاه آخر. أردت أن أعانق الجميع. كل شيء في جسدي، وقلبي، وروحي قال لي إنني كنت أعيش أسمى مراحل حياتي المهنية في 29 يونيو 1986م، استاد (الأزتيك) في المكسيك.
    في يناير 1983م كنت في "لوريت دي مار" على شاطئ "كوستا براف". أتمتع بمباهج الحياة؟ لا مجال لذلك. كنت مصاباً بنوبة مؤلمة من التهاب الكبد. حضر "كارلوس بيلاردو"، مدرب منتخب الأرجنتين الجديد. قال لي:
    "أريد أن أعرف كيف تشعر الآن وأخبرك عن مخططاتي للمنتخب الوطني في حال أردت المشاركة.." واستطرد قائلاً:
    "أود أن أعرف إذا كانت لك مطالب مادية أو أي شيء من هذا القبيل".
    قلت له: "مطالب مادية كي ألعب في منتخب الأرجنتين؟ دعك من هذا يا كارلوس... لن أجعلك تشعر بالأسى في الدفاع عن قميص منتخب الأرجنتين".
    قال لي: "حسناً، عظيم، عظيم... أردت أيضاً أن أخبرك أنك، إذا وافقت، ستكون كابتن المنتخب".
    أول ما قلته لنفسي حينها هو أن أضع لنفسي هدفاً: إن اللعب في منتخب بلدي يجب أن يكون أهم شيء في الدنيا. لم يكن مهماً أن نقطع آلاف وآلاف الكيلومترات، سأفعل ذلك. إذا كان عليّ أن ألعب أربع مباريات في الأسبوع سأفعل ذلك، إذا كان علينا أن نسكن في فنادق متداعية تكاد تسقط على آذاننا، سأتحمل ذلك... سأفعل أي شيء من أجل الأرجنتين، من أجل القميص الأزرق الفاتح والأبيض. تلك هي الفلسفة التي أردت أن أعبر عنها.
    ولكن المشكلة أن "ماناريزي" ، رئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي، كان قد بدأ يضع العقبات في طريقنا في ذلك الوقت. حتى لو كنا سنسافر بموافقة نادينا، احتفظ الاتحاد الإيطالي بحق توقيف السفر.
    وهكذا قلت "ماذا؟ ولا حتى "بيرتيني" نفسه يستطيع أن يمنعني من السفر إلى "بوينس آيرس"، وكان "ساندرو بيرتيني" حينها رئيساً لإيطاليا.
    بدأت الرحلات الماراثونية يوم الأحد 5 مايو. حصلنا على تعادل دون أهداف ضد نادي يوفنتوس في نابولي. ومن الملعب نفسه انطلقنا بسرعة إلى روما في إحدى سياراتي، لا اذكر أي سيارة كانت المسافة 250 كلم إلى مطار ملوميسينو. كان قد تم التخطيط كي ترافقنا سيارات شرطة على الطريق، ولكن الشرطة لم تحضر. كنت أقود بصعوبة في زحمة يوم الأحد وتمكنت من قطع المسافة خلال ساعة ونصف.. صعدت الطائرة، وهبطت في "بوينس آيرس" ويوم الخميس دخلت الملعب في الـ "مونيو منيتال" لمواجهة الباراجواي، تعادلنا (1/1) وأحرزت أنا هدف الأرجنتين.
    عدت إلى مقر فريقنا مع باقي الفريق وفي الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم الثاني صعدت طائرة "فاريج" التي توقفت في "ريو دوجانيرو" وطارت إلى روما. يوم السبت 11 مايو عدت إلى "فلومنسي"، طائرة أخرى، هذه المرة إلى "ترياستي".. ومن "ترياستي" إلى "أودين" التي تبعد 70 كلم بالسيارة. وصلت هناك حوالي وقت العشاء، حيث تناولت شيئاً من الطعام وذهبت إلى النوم. في اليوم التالي، الأحد 12 مايو، ذهبت إلى ملعب "أودين" حيث تعادلنا (2/2) وأحرزت أنا الهدفين.
    هل ذهبت للاحتفال؟ لا وقت لذلك! انطلقنا مرة أخرى! سبعون كيلومتراً إلى مطار "ترياستي"، وبعدها على الرحلة الجوية من "ترياستي" عائدين إلى "فلومنسي" في الوقت المناسب لنعود في رحلة أخرى إلى "بوينس آيرس".
    يوم الثلاثاء 14 مايو كنت أقف في "المونيومنيتال" وكأنني لم أغادر قط، هذه المرة لنواجه :تشيلي". ربحنا (2/صفر). سجلت هدفاً وهتفت، وتنفست بعمق وعدت إلى إيطاليا.
    يوم الأحد 19 مايو في نابولي هزمنا فريق باساريلا "فيورينتينا" (1/صفر). كان مرتاحاً أكثر مني قليلاً لأنه كان قد جعل الحكم يعطيه بطاقة حمراء عندما اشتد حماس اللعب ووفر على نفسه رحلة.
    طبعاً كان الناس حينها قد بدأوا يختلقون القصص عني في جميع الأحوال. نشروا خبراً أنني حصلت على (80000) دولار لألعب هاتين المباراتين لمنتخب الأرجنتين، وهذا الضرب من النقود لم يكونوا يعطونه حتى لـ "فرانك سنياترا" إذا غنى عارياً في ملعب "مونيومنيتال"!.
    كانت أولى المباريات التأهيلية في فنزويلا. سهلة؟ لم تكن سهلة إطلاقاً. لم نحظ بأي مباراة سهلة. لم تكد أقدامنا تطأ "سان كريستوبال" حتى بدأت اضطرابات عنيفة حقاً. كانت الشرطة هناك ولكن كان هناك أيضاً "فنزويليون" عاديون أيضاً. وقد ركض أحد المجانين أمامي وركلني على ركبتي اليمنى في وقت صعب جداً.




    يتبع ......

    مع حبي
    القبس

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ابوغايه
    تاريخ التسجيل
    10 2004
    المشاركات
    260

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    مارادونا



    الله على هذا اللاعب



    ما اقدر اقول فيه الا لاعب لن ولن ولن يتكرر ابد لاعب خيالي


    وشوفوه هنا


    http://videos.sportec.es/sportec/goles/manodios.mpg


    http://videos.sportec.es/sportec/goles/maradona.mpg


    http://www.worldcup.fr/video/df1986.MOV


    http://www.virtuasport.it/pubblic/vi...t/MARADONA.AVI

    هذا قليل من انجاز مارادونا

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سفير الجرح
    تاريخ التسجيل
    11 2004
    المشاركات
    336

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    الله يعطيك الف عافيه

    اضفت لي بعض من المعلومات عن ذلك الاسطوره


    وياليت تعجل علينا بسرد ماتبقى

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,222

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ماشاء الله عليك يا عبدالله

    ومن الذي لم يستمتع بفن هذا الأسطورة العملاق
    الذي لن تنجب الملاعب مثله

    رائعة تلك المعلومات
    التي أوردتها عنه

    ألف شكر يا عبدالله



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    مازال لدي الكثير والكثير جدا جدا


    عن هذه الاسطورة والمعلومات التي اوردها هنا



    سوف طبع في كاب خاص عن النجم ولكن هي هنا قبل اي منتدى اخر وسأوافيكم بشئ جديد



    شكرا على المرور


    مع حبي
    القبس

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    الحلقة "6" - الفصل الثاني - المجد 2
    عندما تأهلنا لمونديال المكسيك قلت لكاريكا سنفوز باللقب
    تعمد الكولومبيون ضربي على ركبتي المصابة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قضيت طوال الليلة التي سبقت المباراة مستلقياً على السرير وكيس من الثلج على ركبتي. لم أذهب إلى النوم حتى الساعة الخامسة صباحاً. اعتقدت أنها إصابة بسيطة في البداية ولكنها بدأت تسوء أكثر فأكثر. وفوق هذا كله، في تلك المباراة اللعينة والمباريات التي تلتها، بدأ اللاعبون في فريق الخصم يتقصدون ضربي في تلك المنطقة على ركبتي اليمنى. أقول مباراة لعينة وصعبة لأنها كلفتنا الكثير كي نفوز بها. عرض متميز ربحنا في نهايته "3/2" وكنا نرجو الحكم حتى يطلق صافرة النهاية.
    وبعد ذلك جاءت مباراتنا مع كولومبيا في "بوجوتا" في الثاني من يونيو. الضغط! لم أتعرض في حياتي لضغط مماثل، أخيراً فزنا "3/1".
    وبعد أسبوع في ملعب "المونيومينتال" فزنا على فنزويلا ولكننا سجلنا آخر هدفين في الدقائق الأربع الأخيرة.
    المباراتان الحاسمتان مع "البيرو" كانتا سيئتين جداً! أولى تلك المباراتين كانت في "ليما" في 23 يونيو وأسميها حدث "رينا".. أقول هذا ويعرف الجميع ما أتحدث عنه إنه ذلك الشخص الذي لحق بي إلى الحمام وكان فاقداً صوابه يا صديقي! وبحركة واحدة ألقاني أرضاً وكانت رمية مؤلمة مما اضطرني إلى ترك الملعب كي يتمكن الطبيب من فحصي. وقد لحق بي هذا الشخص إلى طرف الملعب! عندما كنت عائداً إلى اللعب، جاء ووقف بجانبي تماماً.
    كم كان "رينا" هذا عبقرياً. وصلتني كرة موقعة من جميع لاعبي "بيرو" وأنا في كوبا، وهم يتمنون لي شفاءً سريعاً، وأحرزوا اسم من كان على الكرة أيضا.. إنه اسم "رينا"! عمره 40 سنة ويعيش في هافانا وقد تبعني إلى هناك!.
    وبعد ذلك جاءت مباراة التصفيات في 30 يونيو في "بونيس آيريس". وكم عانينا هناك أيضاً! ولحسن الحظ فزنا في تلك المباراة وتأهلنا لكأس العالم في المكسيك. وهناك أقسم إنني قلت: لـ"سكيني كاريكا"، "هكذا سننهي كأس العالم... سوف نعاني ولكننا سوف نفوز به".
    وحوالي ذلك الوقت في نابولي فزنا على يوفتنوس بهدف سجلته أنا، وكان ذلك حلم كل مشجع في نابولي. ولكي أوضح كل شيء كان ما قلته.. في النهاية إذا كان علي أن أختار بين اللعب في فريق نابولي واللعب في منتخب بلدي، سأختار الأرجنتين". هذا ما قلته "ولكن ذلك لم يمنعني من بذل أقصى جهدي من أجل نابولي عندما كان علي أن ألعب معه.
    عندما استقرينا أخيراً في مقر فريق أمريكا في مدينة المكسيك خطر في بالي أن ما في مخيلتي لم يكن مجرد حلم. كنا سنفوز ببطولة العالم.
    عندها لاحظنا أن المسألة هي أننا نحن ضد باقي العالم، وأن علينا أن نتضافر مع بعضنا البعض... وقد وحدنا قوانا بشكل جيد. وحدنا قوانا فعلاً! شخصياً، كنت دائماً أشعر بالاختناق في الأجواء التي كنا تسبق المباريات، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً، لأننا كان صريحين مع بعضنا البعض وكنا نقول ما نفكر به. وقد نما كل شيء بسبب ذلك.
    أحرزت ذلك الهدف الجميل حقاً ضد إيطاليا، أحد أجمل أهدافي.
    وبعد ذلك ضد البلغار ارتكبنا بعض الأخطاء القديمة ولكننا كنا منظمين بشكل جيد جداً حينها. كنا نحطم الجميع الواحد تلو الآخر. لقد وصلنا ربع النهائيات!.
    كانت "لاتوتا" تقول أشياء مثل "ماذا تأكل يا بني؟ أنت تركض أكثر من أي وقت مضى! "كنت أتوق إلى التمدد في الشمس ولكنني لم أكن أريد أن أغادر غرفة الطعام، مقر الفريق، غرفة النوم... غرفتي! كنت أشارك "بيدريتو باسكولي" نفس الغرفة، وكنا نضيف كل يوم شيئاً جديداً مثل صورة، رسالة، رسم، أداة زينة... أردنا الغرفة أن تكون منزلنا لمدة شهر، بيتنا حتى المباراة النهائية!.
    إن المثير للاهتمام أننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولم يكن أحد يأخذنا على محمل الجد، وكان بعض الناس يسألونني إذا كنا سعداء لأننا وصلنا إلى دور الثمانية الأفضل... ماذا تظن!؟ كنت أُذكر من يسألني بعبارة "أوبدوليو فاريلا" الشهيرة قبل نهائي 1950م عندما فازت الأوروجواي على البرازيل، لأنني كنت دائماً أذكر ما قاله: "سأكون سعيداً فقط عندما نصبح أبطالاً".
    ومع ذلك فقد كانت مباراتنا مع إنجلترا مقبلة يوم 22 يونيو 1986م تاريخ آخر لن أنساه بسرعة لن أنساه طوال حياتي.
    وبسبب كل ما كانت تمثله تلك المباراة، فقد كانت مباراتنا مع إنجلترا هي النهائي الحقيقي بالنسبة لنا، مع أننا رسمياً كنا نقول إن ليس لها علاقة بحرب "مالفيناس"، كنا نعرف كم من شباب الأرجنتين ماتوا هناك. كانوا قد أطلقوا النار عليهم وكأنهم طيور صغيرة.
    أنهيت الهدف الثاني بالطريقة التي كان شقيقي قد قال لي عليها. في 13 مايو 1981م كنت قد قمت بحركة مشابهة تماماً، وأعني أنها كانت مشابهة تماماً وانتهت بتسديد الكرة إلى جانب عندما خرج حارس المرمى ليسد الطريق علي، انتهت حينها خارج المرمى بمسافة قليلة جداً، عندما كنت قد بدأت أحتفل بالهدف.
    ناداني "إل توركو" وقال لي: "أيها الغبي! ألم يكن عليك أن تسددها بجانب الحارس... كان عليك أن توهمه أنك ستسدد. كان قد ارتمى على الأرض" وهكذا قلت: "أيها اللعين! فقط لأنك كنت تشاهدها على التلفاز". ولكنه كان محقاً.. لا يا "بيلو"، لو كنت أوهمته، ومررت بجانبه وأنهيت الكرة بقدمك اليمنى. هل تفهم؟.
    وكان اللعين حينها لم يكن قد تجاوز السابعة من عمره! وقد جربت أن أوهم حارس إنجلترا "شيلتون" كما قال أخي وقد انطلت عليه الحيلة... وهكذا مررت بجانبه وركلتها بشكل خفيف داخل المرمى... لقد أحرزت هدف حياتي الأجمل.
    وكانت المباراة النهائية مع ألمانيا تقترب، ألمانيا الفريق الذي راهن عليه أبي منذ البداية

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    الحلقة ـ7ـ الفصل الثالث - المجد 3

    كان الالماني بريجل يمتلك قدمين مثل مرب البيسبول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أحرزنا هدفين رائعين. أولاً، هدف "تاتا براون" بالرأس الذي استحقه أكثر من أي شخص آخر لأنه كان قد نزل بدلاً عن "باساريلا" ولعب أفضل منا مجتمعين. وبعد ذلك هدف "فالدانو" لأنه لخص كيف كان "كارلوس" يحاول أن يجعلنا نلعب وبيّن شجاعة "جورج" الكروية والبدنية.
    لم أقلق عندما حققوا التعادل، على الإطلاق... صحيح أنهم سجلوا هدفين بالرأس في منطقتنا. كان ذلك خطأ لا يغتفر لأي فريق جاد ولكن... كنت أراقب الطريقة التي كان يركض بها "بريجل" وكانت قدماه مثل مضرب "بيسبول". كنا نعلم أننا سنفوز. كنا نعلم أن النصر حليفنا.
    "هدف بورو!" هكذا احتفلت بالهدف الذي أحرزه "بوروتشاجا"
    السعادة المطلقة! أذكر أننا تكومنا الواحد فوق الآخر، هذا الجبل من اللاعبين. كان بإمكاننا الإحساس حينها أننا كنا أبطال العالم. كان هناك ست دقائق حتى نهاية المباراة. انطلقت الصافرة و...
    ذهبنا إلى غرفة الملابس والكأس في يدنا وبدأنا نهاجم كل الناس. عانقنا بعضنا البعض بقوة وفعلنا شيئاً كنا وعدنا أننا سنفعله جميعاً. درنا دورة شرف حول ملعب التدريب الصغير وحدنا ! كنا قد أقسمنا على ذلك الملعب نفسه بعد وصولنا إلى المكسيك مباشرة. "نحن أول الواصلين هنا وسوف نكون آخر المغادرين".
    عشت النصر بكل معنى الكلمة كما أفعل في أي شيء في حياتي. كان علينا أن نفهم معنى ذلك وكان ذلك انتصاراً متميزاً لكرة القدم الأرجنتينية، انتصاراً لم يتكرر بعد تلك المرة. ولكن ذلك كان كل شيء... ربحنا نحن كأس العالم ولكن ذلك لم يتسبب في انخفاض سعر الخبز في الأرجنتين.. أتمنى لو كان بإمكاننا نحن لاعبي كرة القدم أن نحل مشاكل الناس بلعب كرة القدم. لو كان ذلك ممكناً لكنا جميعاً في حال أفضل!
    عندما وصلت أخيراً إلى المنزل كان هناك ذلك الجمع الغفير من الناس يملؤون حديقة "لاتوتا" وكانت تكاد تجن. كانوا يغنون ويطلقون أبواق سياراتهم ويحضرون الهدايا لي..
    في إحدى تلك الليالي دعوت صبيين صغيرين إلى المنزل لأنني شعرت فعلاً بالضيق من أجلهما. تلاعبت بالكرة في غرفة الجلوس معهما لفترة وجيزة. كانت أمهما تراقبنا وهي لا تصدق عينيها. أعتقد أنهما لم يلاحظا أنهما حظيا باللعب معي ولكنني شعرت بالحزن من أجلهما، الحزن العميق. وشعرت في أعماق نفسي أن كل ذلك كان كثيراً... لقد فزت فقط بكأس العالم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

    الحلقة ـ 8 ـ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    خدعة صحفية دفعتني إلى بوكا جونيوز على الرغم من إفلاسه
    بعد ظهر أحد الأيام، بينما كنا نمشي أنا ووالدي في "لابتيرنال" استجمع شجاعته ليخبرني عن حلم رواده.. لم يكن ذلك من عادته ولذلك فقد فاجأني الأمر. لم يكن يقول لي الكثير ولذلك استمعت إليه، قال لي "ديجو" هل تعرف بم كنت أفكر الليلة الماضية؟ كنت أفكر بأنه سيكون من الجميل أن تلعب في فريق "بوكا" يوما ما، أنت على أرض فريق "بوكا في (بومبونيرا) ونحن العائلة من "إسكوينا" نشجعك. كانت فكرة اللعب مع "بوكا" مغرية.. ولكنهم كانوا مفلسين يفتقرون إلى النقود حقا!.
    اتصل بي "فرانكونيري" وهو مراسل من صحيفة "كرونيكا" قال لي: مرحبا ديجو، إذا الاتفاق مع نادي "ديفر" أصبح في الحقيبة، أليس كذلك؟ فهمت ما كان يلمح إليه في الحال، أرادني أن أبوح بكل شيء، أن أختلق القصص ولذلك تركته يتكلم قليلا وبعد ذلك قلت له متدخلا "لا"، لن أوقع عقدا مع نادي "ريفر" لأن نادي "بوكا" للشباب كان على الهاتف. خطرت الفكرة في حينها، أعتقد أنه كان إلهاما مفاجئا، كما تعرف، إحدى تلك الأفكار التي تظهر بشكل مفاجئ أحيانا.
    لقد كان موقفا متناقضا، كان نادي "ريفر" يملك النقود ولكنني لم أكن متحمسا له، وكان نادي "بوكا" مفلسا ولكنني كنت متعاطفا معه إلى أقصى حد.
    ما حدث هو أنني انتقلت من أسلوب حياة معين إلى أسلوب آخر، كنت مشهورا حينها ولكنني لم أكن أعرف أن ارتداء قميص فريق "بوكا" سيتسبب في جميع تلك التغييرات في حياتي.
    لعبت مباراتي الأولى الرسمية بعد يومين مباشرة على ملعب "بومبونيرا" يوم الأحد 22 ضد فريق "ت ليريس" من "قرطبة". يا إلهي كيف كان (البومبونيرا) ذلك الأحد!.
    كان الناس يغنون نادي برشلونة أراده/ وكذلك نادي ريفر بليت/ يلعب مارادونا لفريق بوكا لأنه ليس دجاجة لفريق ريفر في إشارة لرمز فريق "ريفر" وهي الدجاجات.
    لقد فعلتها أخيرا مع أن رؤية كل أولئك الشباب يذهبون فقط لأنني وصلت أزعجني حتى إنني أحسست بالخجل عندما ظهرت للمرة الأولى في نادي "لا كانديلا" الرياضي، حيث كان الفريق يجتمع في "سان جوستو". تملكني شعور غريب حول الدخول، حتى إنني تركت السيارة على بعد أميال من النادي.
    عدت ضد فريق "نيويل" في 29 مارس وحصلت على ضربة جزاء، تعادلنا 2-2 يوم الأحد التالي كان عندنا مباراة محلية جميلة ضد فريق (إنديفيون) كانت مهمة بالفعل بالنسبة لي كان عليّ أن أتجادل بقوة مع المدرب "مارزوليني" حتى أعطى "روجيري" مكانا في الفريق، وبما أنه لم يعر الموضوع أي اهتمام تحولت إلى الإعلاميين القدامى مثل "برنيديسي" و"موزو" وبيرنيا" (كن صريحا، ألا تشعر بأنك مدعوم بشكل أفضل عندما يلعب ذلك الشاب؟) كان "إل روجيري" ذو شخصية قوية في ذلك الوقت وكنا نناديه "المدير" كان دائما يهاجم.. وقالوا لي: نعم حقا، أنت على حق ياديجو، لدى الشاب شجاعة متميزة. وهكذا ذهبنا لنرى "مارزوليني" ولنضغط عليه لعب "روجيري" ضد فريق (independinte) في "أفيلانيدا" وربحنا 2-صفر حيث حققت هدفا بالطريقة الساقطة من خارج المنطقة وحقق "روجيري" الهدف الآخر.
    كنا نتقدم ونتراجع، نربح ونتعادل ونخسر لم نكن نلعب بشكل رتيب تماما، مباشرة بعد المباراة المحلية تعادلنا مع فريق "فيليز" في "ليتبرز" مساء الأربعاء، اعتقدت أن التعادل كان جيدا لنا، لأنه كان سيوقظنا ولكن ذلك لم يحدث استمررنا في الخسارة، تعادلنا صفر - صفر في "كاباليتو" ضد فريق "فيرو" الذي كان يدربه "تيموتيو جريجول" العجوز والذين كنا نعرف أنهم سيكونون منافسينا الأساسيين في سباق البطولة، وكان أكثر الفرق تماسكا من جميع الفرق الباقية، يوم 3 مايو تعبت بشكل لم أتعب مثله من قبل. هناك تلك الصورة التي لا تصدق (أحيانا أشعر أنني قضيت حياتي كلهما وهم يأخذون لي الصور). أنا أطير في الهواء مثل مايكل جوردان حوالي مترين فوق الأرض بعد عرقلة صادرة من "كارلوس أريجوي" على أية حال، لم يكونوا يحتاجون لينزلوك إلى الأرض كان لديهم فريق منتظم مثل عمل الساعة على عكسنا تماما، كان هناك "كوبر" و"جاري" و"ساكاردي" و"كانني" من الباراجواي، وذلك اللاعب من الأوروجواي جيمينز الذي كان يلعب بجدارة حقا.
    كنت دائما أحرز أهدافا ضد فريق "سان لورينزو" أيضا، لم يكن بإمكان الشوكة الأبدية في خاصرة فريق "كوبا" أن يفوز عليّ مطلقا. لا أدري، ربما لذلك السبب يحبني (الغربان) بتلك الصورة إنهم أفضل مشجعين في الأرجنتين في رأيي، كان لديهم تلك الأغاني في القصيرة الرائعة إنهم فنانون حقيقيون.. أحبهم حقا، كنت أود لو أنني لعبت في ذلك الفريق وهكذا على أي حال، استمرت الملحمة: انتصار آخر على فريق "نيويل" وبعدها أربع مرات تعادلنا فيها على التوالي بما في ذلك تعادل مع فريق "ريفر" في ملعب الـ"مونيوميثال" حيث أحرزت هدفا آخر ترك "داك فيس فيلول "باجس تارانتني" جالسين على مؤخراتهم ولكن بحق أربع نتائج تعادل! بالنسبة لفريق "بوكا" كان ذلك يعني دفع الأمور أكثر من اللازم.
    وبعد ذلك جاء دور "كولون" وكانت مباراة لا تصدق كان ذلك في 26 يوليو، لقد أتعبونا وركلونا كثيرا وانتهى بهم الأمر إلى الانسحاب لأنهم اعتقدوا أن الحكم كان متحيزا ضدهم، تم إنزال مرتبتهم وكنا في طريقنا إلى سباق البطولة، كان ما زال علينا أن نلعب مع "فيرو" الذين كان علينا أن نتغلب عليهم نعم، كانوا يبدون أفضل تنظيما منا، ولكن طبعا كانت قوة المساندة التي يتلقاها "فيرو" أقل بكثير من المساندة التي كان يتلقاها "بوكا". فريق بوكا هو الناس، لقد حاصرنا فريق "فيرو" في ملعب "بومبونيرا" كانوا متميزين ولكن الذين يجوا نقطتين في النهاية هم فريق "بوكا" الحبيب!.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ


    يتبع

    مع حبي
    القبس

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سفير الجرح
    تاريخ التسجيل
    11 2004
    المشاركات
    336

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    يتبع
    يتبع
    يتبع



    ونحن نتبعك لك مني كل الشكر والتقدير ونحن في انتضارك

    فجد علينا بما لانعلم

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ابوغايه
    تاريخ التسجيل
    10 2004
    المشاركات
    260

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    عبدالله لا تنسانا منتظرينك





    اعجل علينا




    هذا ماردونا مو سامي الجابر

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : مذكرات \اسطورة القرن العشرين \ دييقو ارماندو مارادونا

    الحلقة 9 - الفصل الثالث - العاطفة 2

    فيرو أجبرنا على اللعب أمام مرمانا

    أضعت ضربة جزاء لا أستطيع أن أسامح نفسي عليها حتى اليوم


    في أغسطس 1981م، أجبرنا فريق (فيرو) أن نلعب على باب مرمانا، كان عدد الأهداف التي أنقذها حارسنا "إل لوكو جاتي" لا يصدق. كان رجل المباراة. انتصرنا على فريق "تيموتيو جريجول" العجوز وحصلنا على التقدم الذي كنا نحتاج إليه. كنا على وشك الدوران حول الملعب دورة الشرف. لا شيء ولا أحد كان بإمكانه أن يوقفنا.
    على الأقل ذلك ما أحسست به عندما سافرنا إلى (روساريو) مقتنعين أننا سنحصل على اللقب تحت أحزمتنا قبل نهاية البطولة. كنا سنلعب مع فريق (سنترال) في ملعب (جيجانتي دي أرويتو) وكنا نحتاج إلى التعادل لنحصل على اللقب. كان ذلك يوم الأحد 9 أغسطس المقيت (المثير للاشمئزاز)، كان اللقب على قدمي ولكني تركته يفلت مني، أضعت ضربة الجزاء التي كانت ستجعلنا أبطالاً ولا أستطيع أن أسامح نفسي حتى اليوم... كان الحزن بادياً على وجوه مشجعي (بوكا) في طريق العودة إلى (بونيس آيريس).
    خسرنا (صفر/1) ولكن كنا لا نزال في القمة وكانت لا تزال لدينا الفرصة لندور دورة الشرف ضد فريق (ويسينج) في ملعب (بومبونيرا).
    بعد أسبوع تعادلنا (1/1) وانتقمت لنفسي لضربة الجزاء المخجلة تلك. كان العنوان الرئيسي في صحيفة (إل جرافيكو) بقلم العجوز (فيوليتا بارا) يقول: "شكراً أيتها الحياة لأنك أعطيتني كل هذا"

    البطولة مع فريق (بوكا)
    تنهدنا الصعداء مرتاحين. هل تعرفون بمن كنت أفكر عندما فزنا؟ قبل شهر من ذلك كانت جدتي في منتجع (جيميس) للاستشفاء لعدة أيام. ذهبنا أنا وكلوديا لزيارتها وعندما لاحظ مراقب موقف السيارات العجوز أن "ماردونا" كان في السيارة بدأ يهتز... كان يبكي... شكرني على السعادة التي جلبناها له نحن لاعبي فريق (بوكا) وقال لي إنه لم يفوت مباراة واحدة على الراديو... كان عاطفياً ومنفعلاً وجعلني أفكر في عدة أشياء. ذلك هو الوجه الذي تذكرته عندما فزنا. وجه "أنتونيو لابات". لم أره بعدها مطلقاً... كان وجهه يلخص مشجعي (بوكا) بالنسبة لي.
    كنت مديناً لهم بواحدة حتى ولو قالوا لي إن إضاعة ضربة جزاء قد تحدث لأي شخص... أشكر الرب أنني تمكنت من رد ديني لهم.
    في تلك الأثناء كان نادي (ريفر)، الذين كانوا متضايقين قليلاً بسبب مسألة انتقالي، يبحثون عن لاعب يشترونه ليحافظوا على الجمهور سعيداً. كان اختيارهم جيداً واشتروا صديقي القديم "ماريو كيمبيس" وأعادوه إلى الأرجنتين. في الحقيقة، كان ذلك سبباً آخر لأحس بالفخر. كنت دائماً معجباً بـ"كيمبيس" وجعلني سعيهم الحثيث لشرائه وإحضاره إلى الأرجنتين لمنافستي أحس بأنني شخص مهم.
    كم كان "كيمبيس" عبقرياً. كنت دائماً آخذه مثلاً كلما كان مدرب الأرجنتين "باسريلا" يقول لي إنني لا أستطيع اللعب وشعري طويل.. فكر بذلك. كان ذلك سيجعلنا نلعب في بطولة كأس العالم 1978م بدون "كيمبيس".
    وعلى أية حال، لم يكن بإمكان تلك البطولة القومية أن تكون أسوأ بالنسبة لي. أعتقد أن الأمر كان مسألة إرهاق بحتة. كنا نلعب ألف مباراة في الأسبوع! منذ نهاية بطولة الـ(ميتروبوليتان) لم يكن الناس يتحدثون عن أي شيء سوى عن بيعي لنادي (برشلونة) وصراع فريق (بوكا) للاحتفاظ بي في الأرجنتين.
    كان لدى النادي طريقة واحدة ليجمع المال اللازم لذلك، وكان ذلك يقضي تنظيم مباريات ودية ألعب فيها أنا. وهكذا، وبعد أقل من أسبوعين على فوزنا بالبطولة كنا في طريقنا إلى المكسيك لنلعب مع فريق (نيتزا). (إجازات؟ لا تجعلني أضحك)، من المكسيك ذهبنا إلى إسبانيا لنلعب مع فريق (رزاجوزا) ومن هناك مباشرة طرنا إلى باريس... وعلى الرغم من ذلك تعرفت إلى مدينة باريس. كانت أول مرة أذهب فيها إلى المدينة التي طالما سمعت عنها الكثير. عشقت المكان! خاصة إحدى الليالي التي قضيناها في نادي "الليدو" الليلي. أعطوني طاولة على طرف المسرح مباشرة. حتى إنهم سمحوا لي بالدخول دون ارتداء ربطة عنق... لم أكن أعلم أنه كان من غير المسموح به الدخول إلى نادي ليلي دون ربطة عنق! في باريس فزنا على فريق (باريس سان جيرمان) (3-1) في ملعب (بارك دي برينيس). ولكن لم يكن أحد يناقش كرة القدم. كان موضوع الحديث الوحيد هو موضوع انتقالي.
    بعد خسارة (1- 0) أمام فريق (إنستيتوتو) في ملعب (بومبونيرا) بسبب الهدف الذي أحرزه "توكو ميتزا"، حضر "بابلو أباتانجيلو" بنفسه إلى غرفة الملابس. كان مديراً من الوزن الثقيل حقاً وأعتقد أنه سيعطي بعض الملاحظات حول كون اللاعبين لم يلعبوا بشكل جيد وجدي... وقد أثار ذلك غضبي فعلاً! لم أكن لأتحملها، وخلال برنامج (60 دقيقة) للمذيعة "مونيكا كاهين دانفيرز" قلت إن ذلك لا يصدر إلا عن غبي... وتلا ذلك صمت عميق. في تلك الأثناء كنت أسافر رحلة بعد الأخرى، تعرفت إلى العالم في تلك الأيام. ولاحظت أن العالم كان عليه أن يتعرف إلي أيضاً.
    في منتصف تشرين الأول عام 1981م هبطت طائرتنا في (أبيدجان) عاصمة ساحل العاج بعد توقف في (داكار). لم أر شيئاً يماثل ما شاهدته من قبل، ولا أعتقد أنني شاهدت مثله طوال حياتي المهنية بعد ذلك. كل أولئك الأشخاص السود الصغار يندفعون من بين الشرطة وأسلحتهم ويمسكون بي قائلين: "ديغو! ديغو!". لقد أثروا بي فعلاً.. وبعدها عندما ذهبنا لتناول طعام الغداء في الفندق جاء حوالي عشرون منهم إلي وقال واحد منهم "مرحباً" وخاطبني باسم "بيلوسا.." .. هل قال "بيلوسا!." ! شاب أسود صغير من ساحل العاج يعرف هذا اللقب الشخصي لي!.
    هنا كان النقاش قد وصل إلى نقطة هل سأبقى في نادي (بوكا) أم لا. كان الوضع الاقتصادي في الأرجنتين كارثة وكانت العروض التي تأتي من الخارج تشكل ضغطا حقيقيا. أكوام من العروض، أكوام منها، ولكن ليس بالقدر الذي كانت عليه في التسعينيات. فكر بذلك: كانوا يدفعون ستة ملايين من أجلي، والذي كان يشكل ثروة حقيقية أيامها، ذلك النوع من المال الذي لا تستطيع أن ترفضة ... في عام 2000م أصبحت تلك الأرقام تدفع لشراء مدافعين عاديين! النقود التي أضعتها كانت كثيرة! حسناً، أعترف بذلك. في مؤتمر صحفي خلال الرحلة قال "دمينغو كوريجليانو" في رده على سؤال عما كان سيحدث لي: "سنفعل ما باستطاعتنا لكي نبقيه في الأرجنتين." وهكذا وقفت على كرسيي وبدأت أصيح "كوريجليانو" ولكنني عرفت أن الأمر سيكون شاقاً، شاقاً بالفعل، وكان ذلك يزعجني فعلاً. كنت أريد أن ألعب في بطولة "كأس ليبرتادوريس" ديني الأكبر في كرة القدم في بلدي. أردت أن أفوز بلقب لا يكون من النوع الذي تلبسه في البيت فقط.... لذلك قلت شيئاً حينها ما أزال أؤمن به حتى اليوم. فقط اختلفت الأسماء التي لها علاقة بالموضوع. قلت "إن ما يدور حول كرة القدم يضايقني. يغضبني أن الأمور ليست أكثر بساطة. إن هناك مديرين يعيرون فرصة التقاط الصور أهمية أكبر من اهتمامهم بناديهم. يزعجني عدم وجود مؤسسات تستطيع شراء "مارادونا" أو "باسريلا" أو "فيلول". يزعجني أن من المستحيل الاحتفاظ باللاعبين مثل أولئك. أحياناً يتكلم إلى الناس عن الأيام القديمة الحميلة لكرة القدم وأقول أنا حسناً، ربما كان هناك لاعبون عظماء في الماضي. ولكن الذين هم على قيد الحياة لقبين عالميان وأتمنى أن لا تغادر هذه الألقاب مطلقاً من البلد". ذلك ماقلته عام 1982م!.
    لأكون صادقاً، بدأت أفكر أنهم أحبوني أكثر من بلدي نفسه، لأن المباريات التي لعبناها من أجل الأرجنتين ضد أمثال يوغوسلافيا، تشيكو سلوفاكيا، ألمانيا قبل كأس العالم في نادي (ريفر) تركتني وأنا أشعر بالغرابة والمرارة. كانت أول مرة أختلف فيها مع الجمهور. صفروا لي، وصرخوا علي مطالبين أن أتدرب وأتوقف عن إضاعة الوقت...لم أصدق ذلك! لم أكن قد حصلت على إجازة لفترة طويلة. ذهبت من (بوكا) إلى المنتخب. لم يكن هناك توقف على تلك الرحلة! لم أكن ألعب بشكل جيد، ذلك صحيح. ولكن ألم يكن "مارادونا" يملك الحق في لعب مباراة سيئة مرة بين الحين والآخر؟

    -__________________________________________________ ___________________________-
    الحلقة 10 - الفصل الرابع - الثأر 1


    أحسست أن سكان ميلانو تخلوا للمرة الأولى عن عنصريتهم



    كانت ستبقى منزلنا للشهر المقبل، وكما فعلت في المكسيك كنت أقول إنها ستكون كذلك حتى المباراة النهائية، حتى المباراة النهائية تماماً. كان لغرفتي شرفة مغطاة بالورود تطل على ملاعب التمرين وكنت دائماً أسمع الموسيقى. كانت تلك أيام موسيقى "اللامبادا" وكان صديقي "انتونيو كاريكا" قد أعطاني هذا الكاسيت الرائع.
    كان هناك ما هو أهم من الحصول على سياراتي الفيراري أو ما شابه وهو إصابتي بنوبة انفلونزا كانت قد أجبرتني على تناول المضادات الحيوية. ذهبت كل جهود إزالة تلك السموم التي بذلتها أدراج الرياح ولكن أحداً لم يتكلم عن ذلك.
    في الحقيقة إن الشيء الوحيد الذي منعني من الشعور بالسعادة التامة عن كل شيء كان سخيفاً. أصبع قدمي اليمني الكبير... حدثت لي أشياء في كرة القدم من قبل. ولكن أصبع قدم كبير متعب؟! أعني أن هذه المرة الأولى والوحيدة! في المباريات السابقة ضد إسرائيل وفالنسيا الإسباني داسوا على قدمي بصورة سيئة خاصة في نفس المنطقة في كل مرة، وأصبح ظفر أصبع قدمي الكبير في حالة يرثى لها.
    كنت أقفز على قدم واحدة أثناء التمرين كرجل محكوم. حاولت علاجها بأخذ الحقن، بالصوف القطني، بارتداء حذاء رياضي كبير، كل ذلك، ولكن لم ينفع أي شيء.
    لم يستطع "إل لوكو بيلاردو" النوم في الليل لأنه كان يفكر بإصبع قدمي الكبير.
    في صباح يوم الأحد 3 يونيو ذهبت "دال مونتي إنستيتيوت" في روما مع "دوك راؤول ماديرو" ووضعوا الجبيرة الشهيرة على إصبع قدمي لحمايتها. كانت مثل محارة مصنوعة من ألياف كربون خفيفة وقاسية تستخدم في صناعة الطائرات. ولهذا كنت أقول إنه قد تم تحويلي إلى طائرة. بوم بوم...
    كتب "فالدانو"، الذي كان يجب أن يكون بين صفوف اللاعبين في كأس العالم تلك "1990م" لا أن يعمل كمعلق، كتب في صحيفة "إل بايس الإسبانية" لا داعي أن يقلق أحد إن أعظم موهبة كرة قدم في العالم موضوعة بسلامة في المكان المناسب تماماً: جسد دييجو مارادونا. إن مستودع هذا الكنز "هذا الصندوق القوي من العظام والعضلات والأوتار الذي يحتوي هذه الخدع الكروية غير المعروفة" هو معجزة في حد ذاته.
    كان الوقت قد حان تقريباً لدخول الملعب يوم الجمعة 8 يونيو "يوم افتتاح بطولة كأس العالم 1990م في قلب "ميتزا"، أحسست بهذا الجو الغريب. كنت أشعر بها على جلدي، في داخل روحي. مثل ما يشبه الصمت البارد الكبير.
    عندما خرجنا وأنا في المقدمة، كان بإمكاني سماع ذلك الصفير. لم أسمع شيئاً مثل ذلك طوال حياتي المهنية. كان الصفير يكاد يصيبني بالصمم. ولكنني لم أدع ذلك يتغلب علي ولا بأي حال من الأحوال. جعلني فقط أحس بقوة أكبر.
    خلال النشيد الوطني، الذي كنت بالكاد تستطيع سماعه بسبب أصوات الاستهجان والازدراء الصادرة عن الإيطاليين، حاولت أن أحتفظ بذقني مرفوعة عالياً بينما جالت عيناي بين الجمهور.
    طبعاً تم استدعائي لعمل اختبار مخدرات، كان ذلك متوقعاً لي بعد ذلك مشيت إلى المؤتمر الصحفي. كنت ساخراً ولكن أعتقد أنني قلت شيئاً كان حقيقياً بالفعل. قلت يومها: "إن السعادة الوحيدة التي أحسست بها بعد ظهر هذا اليوم هو اكتشافي إن سكان ميلانو تخلوا عن عنصريتهم لأول مرة اليوم، بفضلي أنا، وذلك بتشجيعهم الأفارقة ضدي".
    قلت للشباب أن في ملعب "سان باولو" كان هناك لافتة مكتوب عليها "حسناً، نحن في بلدنا".
    "لو جاء جميع سكان نابولي غداً لتشجيعي وليهتفوا للأرجنتين، سيرون كم سأكون سعيداً... ولكن أريد أن أقول إنهم قد أعطوني كل شيء بالفعل. ليس لدي الحق في طلب أي شيء منهم".
    كان أشبه بسباق للخيول منه إلى كأس العالم. والمطالبة باللعب جيداً في تلك الظروف كانت أكثر من المعقول. كان الحل أن نفوز مستخدمين أية وسيلة نملكها. لم يكن بإمكاننا أن نفعل الكثير في الشوط الأول.
    يوم الاثنين 18 يوليو مشينا إلى غرفة الملابس وكأننا قد خسرنا بالفعل لم نستطع أن نحطم الدفاع الروماني.
    في الشوط الثاني استطعت أن أمرر الكرة إلى "إل نيجرو مونزون "بيدرو داميان مونزون" الشاب الحبيب، الذي وضعها مباشرة في المرمى "1/صفر" وكنا نحافظ على النتيجة، وكأننا نحافظ على حياتنا الغالية. صحيح إنها صعدتنا، ولكن ذلك كان مثل التسلق إلى ربع النهائي من خلال شباك.
    لم أكن أستطيع تصديق ولم أستطع قبول فكرة أن هناك بعض الناس الذين كانوا مسرورين بالنكسات التي أصابتني. إن هناك أناساً كانوا حقيقة يتمتعون بذلك ويتطلعون إليه.
    إن مباراة ضد البرازيل ستكون دائماً مثل النهائي الحقيقي وإذا جاءت تلك المباراة في ربع النهائي فإن ذلك كان خطؤنا وليس خطأ أحد آخر. لأننا ارتكبنا أخطاء شنيعة ضد الكاميرون، ولأننا لم نتمكن من الضغط على رومانيا لنفوز، ولأننا لم نستطع التمسك بالأفضلية التي حصلنا عليها.
    اكتشفت أنه كان هناك 26 مكانا محجوزا لنا على الطائرة اليوم الثاني بعد المباراة مع البرازيل، ولكنهم أقسموا أن ذلك لم يكن بسبب عدم ثقتهم.
    أكثر من نصف المباراة التي لعبناها يوم السبت 23 يونيو لم تكن في الحقيقة مباراة كرة قدم. لمدة 55 دقيقة كانوا يهاجموننا بصورة خاطفة فعالة أرهقتنا. ارتطمت الكرة بعارضة المرمى كثيراً، وأخطأ "مولر" التسديد لمسافة قليلة بشكل غير معقول عدة مرات، وأنقذ الحارس "جويكو" المرمى من عدة أهداف... لقد استغرق منا تأمين الدفاع في الخلف كل ذلك الوقت، درس كنت قد تعلمته من الإيطاليين: تمسك بحياتك الغالية ولا تأخذ أسرى عندما تسنح لك الفرصة، وكانت تلك الحركة هدفاً مثالياً عندما سنحت الفرصة خدعت "ريكاردو روشا" و"أليماو" بركضي بشكل مائل إلى يمين الملعب بينما جاء "كانيجيا" من اليسار مررت له الكرة بقدمي اليمنى بينما كان "روشا" ملتصقاً بي قبل أن يحيط بي "ماورو سيلفا" و"برانكو".
    حاور "كانيجيا" "تافاريل" وأعطاه درساً في كيفية إنهاء المحاورة بالالتفاف حوله بضربات خفيفة وتسديد الكرة بقدمه اليسرى داخل المرمى... هدفا رائعا! متعة خالصة!.
    لقد استمتعت حقاً بإقصاء البرازيل من بطولة كأس العالم 1990م.
    إن الفوز على البرازيل يمنح شعوراً جميلاً للغاية! أحب البرازيليين كشعب، بالفعل أحبهم... ولكن عندما يتعلق الأمر بكرة القدم أود أن أهزمهم. أبذل جهوداً مضاعفة لأهزمهم! إنهم منافسيَّ. نعم منافسيّ بكل ما في الكلمة من معنى.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    الحلقة 11

    الفصل الرابع - الثأر 2



    كان من الصعب أن أفهم ابنتي أن هناك مافيا في كرة القدمكانت هناك مافيا تعطي ضربة جزاء غير صحيحة وتتغاضى عن الصحيحة
    ذلك الأسبوع كان كارثة من تاريخ حياتي المهنية بل وحياتي كلها


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لم يكن الأمر مجرد نصف نهائي مثل غيره، كنا قد تعادلنا مع إيطاليا في مدينة (نابولي) عندما وصلت إلى المؤتمر الصحفي وأنا أشعر بالسعادة، قلت شيئاً لم يسامحوني عليه مطلقاً، ولكنه كان حقيقة. قلت: "لا أحب كل هؤلاء الناس الذين يطلبون من أهالي (نابولي) أن يكونوا إيطاليين ويشجعوا إيطاليا.. لقد تم تهميش (ينبلس) من قبل باقي إيطاليا كان محكوماً عليهم بأسوأ أنواع العنصرية".
    عندما دخلت الملعب في يوم المباراة 3 يوليو كان أول شيء قابلوني به هو جولة من التصفيق وكان بإمكاني قراءة جميع اللافتات مكتوب عليها أشياء مثل: "دييجو في قلوبنا وإيطاليا في أغانينا" أو "مارادونا مدينة نابولي تحبك ولكن إيطاليا وطننا" لأول مرة في كأس العالم صفق المتفرجون للنشيد الوطني الأرجنتيني من البداية إلى النهاية كان ذلك نوعا من الانتصار بالنسبة لي.. ابتسمت. لوحت لهم أثر ذلك بي لأنهم كانوا شعبي الشعب الذي كان يناديني باسم (دييكو) الشعب الذي ناداني "رإل دييجو" "دييجونا" شعبي بصراحة، لم ندخل ونحن نحس بنفس الهدوء طوال البطولة ولذلك لم أشعر بالقلق عندما أحرز (توتو شيلاسي) الهدف الأول لم أهتم على الإطلاق أقول ذلك جاداً.
    استمررنا على كل حال ولكننا أحرزنا التعادل بينما كانوا يلعبون بأفضل حال، لا نستطيع أن تفعل أي شيء حيال ذلك، إنها الطريقة التي كنا نلعب بها.. جاءت التمريرة من "اولاريتكو إتشي" والتقطها "كانيجيا" ببراعة شيك آخر في البنك يا إلهي! أعتقد أنه في تلك المرحلة لم يكن شيئا يخيف خصومنا أكثر من الوصول إلى ضربات الجزاء، وحيث أننا نكن نملك الكثير من أساليب الضغط (وحتى يكتمل هذا تم طرد "خرينجو جيستي") ولعبنا بصعوبة باقي المباراة والوقت الإضافي حتى وصلنا إلى ضربات الجزاء، ضربات الجزاء ومعنا الورقة الرابحة، الحارس "فاسكو جويكوتشي".
    هذه المرة لم أضيع ضربة الجزاء ضربتها برفق كالعادة وجاءت في المرمى ما رأيك بذلك هتاف وتشجيع ليس فقط من والدي و"كلوديا" كان بإمكاني سماع هتاف ذي لكنة. لكنة أهالي (نيبلس) ولكن ربما من الأفضل أن لا أتكلم أكثر عن ذلك.
    كان ذلك الفريق "المصيبة" قد تمكن من فعل ما يستطيعه القليلون فقط وذلك بتقدمه بعد أن كان متأخراً كالعادة كان ذلك ليس غريباً علينا ولم يكن الفريق الخارج من السباق هذه المرة غير فريق إيطاليا العتيد.
    بعد ذلك لم تعد (تريجوريا) تبدو مثل الجنة وتحولت إلى جحيم كنت قد وعدت ابنتي "دالما" بأنني سأعود ومعي كأس العالم ولكن كان لدي الآن شيء أكثر صعوبة، وأكثر بغضاً وأكثر إيلاماً لأشرحه لها، كان علي أن أشرح لها أنه في كرة القدم كان هناك مافيا.. ليس من النوع الذي يقتل الناس ولكن من النوع الذي بإمكانه إعطاء ضربة جزاء غير صحيحة وعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة.
    ..(عندما عدت إلى إيطاليا) مررت ببضعة أشهر سيئة للغاية والتي تضمنت فوق كل شيء الانفصال عن "جوليرمو كوبولا" عدت إلى (بوينس آيريس) في أكتوبر ووقعت جميع الأوراق كان ممثلي صديق آخر من المجموعة اسمه "خوان ماركوس فرانتشي" وهكذا بالإضافة إلى هذا الخبر كنت موضوع عدة عناوين صحف أخرى "نعم، هذا صحيح لن ألعب لفريق الأرجنتين مرة أخرى إنه قرار فكرت به طويلاً وبعمق. إنني أدير ظهري على إمكانيات فريق أحبه..".
    هذا ما قلته يوم الخميس 1 أكتوبر 1990م وكان الكلام من القلب.
    ولكن لأكون صادقاً سبب لي ذلك القرار حزناً عميقاً، كان ذلك يشكل بداية فترة ارتباك لي وللمعجبين بي على ما أظن، الكثير من الناس كانوا يقولون: "انظروا إلى هذا الأحمق المتضارب". هذا صحيح من الممكن أن أقول أشياء متضاربة ولكنني أقول ما أحس به لذلك قلت في نهاية يناير (أعياد الميلاد) تلك الأشياء عن عدم رغبتي خسارة إمكانية الفريق الوطني وبعد أقل من أسبوعين من ذلك قلت مرة أخرى إن اللعب للأرجنتين كان ذكرى جميلة فقط كذلك كان الأمر كنت أغير رأيي بين الحين والآخر إلى أن جاء أسبوع حاسم أسبوعا كارثة في تاريخ حياتي المهنية وحياتي عموماً.
    بدأ كل شيء في 12 مارس من عام1991م كان "كوكو باسيل" المدرب الجديد لمنتخب الأرجنتين بعد "بيلاردو" قد تصرف بلباقة طوال تلك الفترة كان دائماً يقول علناً "القميص رقم عشرة هو له (مارادونا) إنه ينتظره ولكنني سأعطيه بعض الوقت.. إنه رجل تحت الكثير من الضغوط". اتصل مع وكيل أعمالي "ماركوس" ليرتب لقاء في (إيزيزا) وهناك في مقر المنتخب الجديد (وهو شيء كنا نقاتل من أجله منذ سنتين)، حصل الاجتماع أخبرني "ماركوس" ما كان "باسيل" قد قاله له وكان ذلك بمثابة الموسيقى لأذني إنه تماماً ما كنت أريد سماعه "أود أن التقي مع دييجو وأتحدث معه قليلاً.. ولكن قبل كل شيء أريد أن ألتقي معه فقط إنساناً مع إنسان فقط لأحاول مساعدته كي يتعدى هذه المرحلة". كنت أحاول أن لا أغرق في عدة قضايا قانونية وسيلا لا ينقطع من جلسات الاستماع القضائية من الإيطاليين وقد جاء ذلك الكلام بالنسبة لي مثل يد صديق على كتفي مثل عناق ووعدته أن أنظر في عينيه مباشرة عندما أعطيه جواباً، هذا إذا استطعت ذلك لأن "إل كوكو" كان طويلاً جداً (أكثر من ستة أقدام).. يوم الأحد 17 لعب فريق (نابولي) مباراة على أرضه ضد فريق (باري) في ملعب (سان باولو) كانت مباراة أخرى في بطولة كنا فيها نحن المتوقع خسارتنا لكن قزنا (1 - 0) بواسطة هدف سجله "زوليتا" (واسمه الكامل "جيان فرانكو زولاً) كان عادة ينزل بديلاً لي ولكننا لعبنا معاً يوم الأحد ذاك.. لم يتخيل أي منا أنها ستكون إحدى آخر الفرص لم يتخيل أحد ذلك تم فحصي من أجل المخدرات وكان الثأر كاملاً، كان الانتقام قد كتب على الحجر وكان لا بد من حدوثه أسمي ذلك "فحص المخدرات المرتب من أنتونيو ماتاريس".
    بعد المباراة في مدينة (نيبلس) لم ينظر إلي "ماتاريس) المولود في (باري) وهو رئيس اتحاد كرة القدم ومدير (نابولي) أية نظرة غضب أو مرارة، ولكنه نظر إلي كما ينظر رجال المافيا.. وفكرت في نفسي: "سيكون من الصعب علي الاستمرار في العيش هنا". كان بإمكان الجهلاء فقط أن يقولوا إنني حصلت على فرصة تنافسية بما كنت آخذه.. إذا كنت أؤذي نفسي فإن ذلك كان على المستوى الشخصي لم يكن إحراز الأهداف يساعدني ولكن لحسن الحظ فإن الرب في الأعلى هناك يراقب كل شيء وجعل أحدهم يقول الحقيقة شخص كان يعمل في المختبر فقط حتى يعرف الناس أن هناك شيئاً مثيراً للشك خلف كل ذلك.. محامي في إيطاليا يرفع دعوى قضائية وسوف يعرف الجميع الحقيقة قريباً".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ


    يتبعــــــــــ

    مع حبي
    القبس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •