قد كنتُ أحسبُ أن قلبي تابا
وبأنه ترك الهوى .. و أنابا
وبأنه ما عاد يحفلُ .. بالهوى
و بكلِّ من وصل الحبيب وغابا
*******************
الزمته الطاعات حتى أنّه
كره الغرام..وعانق المحرابا
وصرفته عن كلِّ طرفٍ ناعسٍ
وحملتُ عنه الجرح حتى طابا
*********************
علمته فن القناعة .. والرضا
وبذلت في نصحي له الأسبابا
حذرته ذلَّ الهوى .. و جنونه
وسددت من دون الهوى الأبوابا
**********************
وغدا يُعاهدني ويُقسمُ أنه
ما عاد يذكر "زينباً" و "ربابا"
صدقته فيما يقولُ حكايةً
و اليوم حرّكه الهوى فتصابى
و انقاد خلف الغانيات ولم يزل
في حُبهنَّ يُصارعُ الأوصابا
و كأن ما بيني وبين القلبِ من
عهدٍ تولى .. واستحال سرابا
نسي الذي قد كان فيما بيننا
وأرتدّ في أيمانه كذّابا
إن الفؤاد بطبعه .. متقلبُ ُ
والطبع قالو قد غدا غلابا
ثبت الغرام به.. فعاش مدلهاً
ثملاً .. وفي سكر الصبابةِ غابا
يقوى على حملِ الشدائد كلها
فأذا دعا داعي الغرام .. اجابا
ويصدّ عني كلما حدثتُه
وإذا راى حُسن المليحةِ ذابا
******************
في عالم الأَحزان يحيا ليلة
ونهاره متململاً .. مُرتابا
ويكاد من فرط الصبابة والهوى
يفضي جنوناً.. أو يموت سِغابا
ويظلُّ يرجف في الضلوع ويغتلي
مثل السجين يُصارعُ الأبوابا
يا قلب مالك و للهموم وللأسى
ألقيت منه مغنماً .. وثوابا
أو لم أُحذرك العيون وسحرها
فلأ ي شئٍ تعشق الأهدابا
ولكم دعوتك صادقاً فجفوتني !!
فلآن ذقها لعنةَ .. وسباباَ
*********************
أَتريدني أحيّا الزمان بذلّةٍ
كيما يقول الناس ظلّ وخابا
ما عاد في نفسي هوىً لمليحةٍ
جف الغدير .. وروض عمري ذابا
وجنون أيام الصبا .. وُفتُونه
قد زال عن طيفه وانجابا
*******************
ما كان يَحْملُ بالفتى من بعدما
ذهبت به السنوات أن يتصابى
أنت الذي و . أقولها.. وأقولها
أغريت بي العُذّال والأصحابا
الزمتني مال أُطيق من العنا
الله حسبي أن أظلَّ صوابا
*******************
أأعود ثانية لأسكب أدمعي
فوق الطلول .. وأندب الأصبابا
أأعودُ ثانية .. وأي مليحةٍ
تشتاق لي من بعد راسي شابا
أأعود مثل العاشقين مولهاً
أستنطق الأحجار.. والأخشابا
أو بعد هذا العمر أرجعُ . تارة
أجني الرحيق .. وأرْشُفُ الأكوابا
قد بات يمنعني الوقارُ عن الصبا
حاشا لمثلي أن يظّل صوابا
أنا ما صحبتك للهموم وللشقا
لكن لأن تحيا الزمان طلابا
فأجابني وهو الشقي بنبرةٍ
تكوي العيون . وتجرح الأعصابا
يا صاح لا تنكر علي صبابتي
ودع الكلام شكاية وعتابا
بالغت في زجري .. وكثر ملامتي
فأرفق علي و لا تكن .. صخابا
************************
أتلومني بالله كيف كيف تلومني
من ذا يلومُ الطائر .. الوثابا!!
دعني أغني للجمال وأهله
وأبثُ أسرار الهوى .. إطرابا
دعني أجل دعني فليس يهمني
من لامني في الحب .. أو من عابا
أنا لست أول عاشقٍ متلهفٍ
فسواى كم من عاشقٍ قد ذابا
رحُبت لي الدنيا وأنت تريدها
باباً يصدُّ نواظري .. وحجابا
تلك العيون الناعسات رمينني
بلواحظٍ دعجٍ فصرتُ مصابا
******************
أهوى "البديع" و "أثلها" و رمالها
والفل ، و الريحان .. " والوزابا"
وأهيمُ "بالقرفي" وأعشقُ ظلها
والقلب مني في هواها ذابا
هي قريتي الأولى وكنز خواطري
من أرضعتني الفنَّ و الأدابا
وعلى يديها قد زكت وتبرعمت
أَغصان أيام الشباب وطابا
قد خصها الرحمن منه بخلقةٍ
تُغري القلوب وتُسحرُ الألبابا
ماعاد لي في العشق أيّة حيلةٍ
خُلِق الهوى عذباً فصار عذابا..،
شعر الأستاذ/ محمد بن جبريل العكّام (( بديع الأثل))