مرحبًا نايف..
لوهلة وأنا أقرأ الموضوع كرهتُ الحُروف لإحساسك بالكاتب وشعورك المحروق على زمن ضاع فيه الحرف..
عزيزي..
أنا لن أكن محامي الدفاع عن الكاتب ولكن..
لن أُجف حقّه أيضًا..
قبل أن أشرع في الحديث لا بد أن نتّفق بأن الجيل قد تغيّر كثيرًا ..
خصوصًا في البعد عن القراءة و أيضًا الكتابة..
ربما لتوفّر وسائل وتقنيات لم تكن موجودة من قبل..
وهذا من أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور الكتابة فكرةً ومضمونًا..
ولأجل ذلك التغيّر ..
وجد بعض الكتّاب طبقة ساذجة يملؤن عقولهم بتُّرهات حرفهم..
وكذلك اتخلفت إتجاهاتهم والقضايا التي يُعالجونها لتتدحرج من قمة الدرج إلى أسفل دركةٍ في السفور والتّخلي عن الحياء..
وربما هذا النوع من الكتّاب هم الأكثر حالياً في هذا العصر..
وهناك كتّاب أُصيبوا بخيبة أمل من القارئ..
فعندما يحرق نفسه ويبذل جهده ويُسخّر وقته لإخراج شيء يلق به ويعكس تلك المكانة التي وضعها هذا الكاتب للقارئ..
لا يجد من يهتم به..
ولا يجد من يتفاعل معه..
لأنه لا يُناسب أذواقهم التي أصبحت مِلك لأُلئك الكتّاب المُزيفون..
لذلك..
ما أدو أن أقوله ..
القارئ هو من جعل ألئك الكتّاب السذّج يتمادون في نشر سخافتهم لما وجده من تفاعل منهم وهذا يدل على إرتقاء ثقافاتنا إلى أسفل الترتيب..
القارئ هو المعيار الحقيقي للكاتب فعندما يكون المعيار أخرق حتماً لن نُعطي الكاتب حقه ..
ومن هذه المساحة..
نستطيع أن نُحدث شيء من التغير ..
عندما يهتم كل شخص بقلمه..بحرفه.. بما يكتب..
وأن يقول رأيه في كتابات الآخرين بكل صدق وبدون زيف أو مجاملات حتى لا نظلم أحد..
ولربما هناك شخص لديه قلم رائع ولكن يحتاج إلى تطوير ويحتاج إلى الأراء الصادقة حتى يظهر بروعة..
فعندما نمدحه خوفًا على مشاعره نقمع تلك الموهبة ونُصيب العالم بوخزةٍ آخرى من الكتّاب..
وليكون في الحُسبان بأن كل شخص يُعبّر بقلمه عن نفسه ونفسه فقط..
نايف..
أشكر لك حرصك وغيرتك على الحرف والقِرطاس والقلم..
دمت بود