كان من أهلها.. القس السابق أبراهام مورس:مساعدات الگنـائس..تنصير في تنصـير
من النصرانية إلى الإسلام ومن التنصير إلى الدعوة طريقان مختلفان وهدف واحد.. ولأنه بحث عن الحقيقة هداه الله إلى الإسلام وهدى به العشرات بل المئات.
إنه القس أبراهام الذي تحول إلى الداعية إبراهيم ولكن ما قصة إسلامه وما هي حكايته مع سورة الفاتحة وما الدولة التي عرضت عليه تغيير مذهبه.. هذه الأسئلة وغيرها طرحتها "الدعوة" على ضيفنا لتقدم لقرائها هذا الحوار..
* بداية عرف القراء على نفسك؟
- اسمي ابراهيم روماس، عمري 48 عاماً، فلبيني الجنسية، أحد الدعاة إلى الله تعالى بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشرق جدة منذ 15 عاماً.
* حدثنا عن بداية نشأتك؟ وعن بداية انضمامك للعمل التنصيري؟
- نشأت في أسرة متدينة تعتنق المذهب البروتستانتي النصراني وانضممت إلى الكنيسة في بداية شبابي وكنت أحد القساوسة النشيطين فيها، فنلت رضا رئيس الكنيسة وبدوره أرسلني إلى جنوب الفلبين حيث يقطن المسلمون وذلك لأدعوهم إلى النصرانية وذلك ما نسميه في الكنيسة "التبشير" وهو في الظاهر تقديم المساعدات والدواء والكساء والطعام والشراب ولكن باطن ما نقوم به وهو الهدف الرئيسي الدعوة إلى النصرانية.
* كم عدد الذي اعتنقوا النصرانية على يديك وما هي أكثر الدول استجابة للتنصير؟
- ولله الحمد لم يعتنق أحد النصرانية فمسلمو الفلبين بالرغم من جهل بعضهم بالدين الإسلامي إلا أنهم يصعب تحويلهم إلى أي ديانة أخرى.
* كنت من القساوسة الكبار ومن أشهر منصري الفلبين..ما سبب بحثك عن دين آخر؟
- هو البحث عن الحقيقة، ففي الكنيسة كنّا نرى الكثير من المغالطات التي لا يتقبلها العقل، كما أن هناك تهكماً كبيراً على الأنبياء عليهم السلام، فيتهمون بعض الأنبياء ومن أشهرهم لوط وداوود عليهما السلام بأقبح التهم.. كما أنهم كانوا يخبروننا عن المسلمين ما يخالف الحقيقة ويدّعون بأنهم لا يعرفون الأنبياء وليس لهم دستور وبأنهم جهلة ورعاع.
* من هنا بدأت قصة إسلامك؟
- من هذه المحطة تقريباً ولكني في الوقت الذي كنت فيه أدعو المسلمين إلى النصرانية جنوب الفلبين التقيت بقس آخر اعتنق الإسلام يسمى نجيب فرنانديز وهذا الرجل دعاني إلى الإسلام وكنت شبه مهيأ لذلك لما رأيته في الدين الإسلامي من سماحة، فهو دين يدعو إلى مكارم الأخلاق ودين يحفظ للناس حقوقهم ويحترم الأنبياء ويجلهم وغير ذلك الكثير مما يثلج الصدر لذلك كان فرنانديز يطرح عليّ العديد من التساؤلات ويطلب مني أن أطرحها على رئيس الكنيسة ليجيب عليها فإن لم يجب عليها فعليّ أن أعرف بأن الإسلام هو الدين الكامل وهو الحق.
* وماذا حدث بعد ذلك؟
- بعد ذلك عدت إلى الكنيسة وبدأت أطرح الأسئلة على الرئيس ولكنه كان لا يجيب على أسئلتي، بل إنه أمرني بالتوقف عن طرح الأسئلة ومنعني من الذهاب مرة أخرى إلى جنوب الفلبين لأنه يخشى أن أصاب بالجنون كما يدّعي.. ولكني أصررت على أن يجيب على تساؤلاتي فغضب كثيراً وقال لي: إن لم تكف يا ابراهام عن طرح الأسئلة فلن تعود نصرانياً ومن هنا تركت الكنيسة بعد ثلاثة أشهر من البحث والتفكير واعتنقت الإسلام.
* ما هي ردة فعل الكنيسة بعد اعتناقك الإسلام؟
- اتهموني بالجنون وذلك بعد أن فشلت محاولاتهم في إرجاعي إلى النصرانية، فقد حاولوا معي عن طريق أخي الذي كان قساً أيضاً وأخبرني بأنني إذا عدت إلى الكنيسة فسيضاعفون مكافأتي وسوف يمنحوني منزلاً وسيارة وسأحصل على امتيازات كبيرة ولكنني رفضت هذا كله، بل تنازلت عن مستحقاتي المالية، كل ذلك نظير مناظرة في الكنيسة مع رئيسها ولكنهم رفضوا ذلك.
* وأسرتك كيف تعاملت مع اعتناقك للإسلام؟
- لوالديّ قصة جميلة مع الإسلام، فوالدي رجل يحب القراءة، فهو مثقف جداً وبعد سنوات من قراءته في عدد من الكتب الإسلامية دخل الإسلام ولله الحمد والمنّة أما والدتي فكانت رافضة اعتناق الإسلام ولكن أحد القساوسة قال لها: إن كان ابنك باراً بك فهو على دين الحق ظنّا منه بأنني عاق لها.. فعندما سمعت والدتي بهذا الكلام تذكرت برّي لها وإرسال المعونات لها ولوالدي فدخلت في الإسلام وانشرح صدرها له..
* ما سر اختيارك لاسم إبراهيم؟
- لأن اسمي قبل الإسلام كان أبراهام وكلاهما اسم لنبي واحد للخليل عليه السلام.
* ماذا عن القرآن في حياة روماس بعد الإسلام؟
- القرآن دخل حياتي قبل الإسلام فعندما كنت ادعو للنصرانية في جنوب الفلبين تعلق قلبي بسورة الفاتحة فكنت أستمتع بالاستماع لها رغم عدم علمي بمعنى آياتها، فقد كنت حينها لا أتحدث العربية ولكنها معجزة القرآن وأذكر حينها أنه عندما طلبت من إمام المسجد أن يعلمني معناها قال لي: أنت نجس ويجب أن تتطهر لكي تمسك بالمصحف وهذا لا يكون إلا بعد دخولك في الإسلام.. وهذا كان من أسباب هدايتي أيضاً.
أما القرآن في حياتي الآن فهو الدنيا وما فيها وأنا أسعد بقراءته كثيراً وأجد فيه راحة لم أجدها طوال حياتي، فأسأل الله لي الثبات.
* ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك بعد دخولك الإسلام؟
- الصعوبات هي من المسلمين وليس من غيرهم، فبعد إسلامي أردت أن أكون داعية إلى الله فقرعت أبواب عدد من السفارات الإسلامية في مانيلا ولكن دون جدوى، فقد كانوا يخبرونني بأن هذه سفارات دول وليست مكاتب دعوية وهذه مشكلتنا أهل السنّة والجماعة ولكن تخيل أنه جاءني مندوب من السفارة الإيرانية إلى قريتي وقال لي: نحن مستعدون لإعطائك العدد الذي تريده من الكتيب الدعوية وبالأطنان وحينها لم أكن أعرف الفرق الكبير بين المذهبين فقلت في أسوأ الظروف خبز قديم خير من الجوع، فقمت بتوزيع تلك الكتب على عدد من المسلمين.. وعندما علمت السفارة بذلك سعدت كثيراً، بل أرسلتني إلى مدينة قم إحدى المدن المقدسة عند المبتدعة وتسمى بمدينة العلم والعلماء.
* عندما ذهبت إلى (قم) هل وجدت اهتماماً كبيراً؟
- بالطبع ولكن لم أكن أعرف حقيقة مذهبهم حينها فالتقيت بأحد أبناء السنّة هناك وبدأت أطرح عليه الأسئلة فأخبرني بأنه علي ترك إيران وإلا سوف اقتل وهنا أدعيت الجنون والغباء، حينها تركوني أعود إلى الفلبين لأنهم تأكدوا بأنني لن أكون مفيداً لهم.
* ما أبرز الوسائل التي تستخدمها للدعوة إلى الله.. وهل هناك صعوبات تواجهونها في العمل الدعوي؟
- وسائل الدعوة إلى الله عديدة منها المحاضرات التي نقيمها في المستشفيات والمصانع والأسواق وأي مكان فيه تجمّع للجاليات من غير المسلمين، كذلك من وسائل الدعوة الأشرطة والكتب ولكن من أفضل الوسائل الدعوية برأيي هي الشبكة العنكبوتيه فالإنترنت يمكن أن تحقق من خلاله في يوم واحد أضعاف ما تحققه بالوسائل الأخرى، ففي أحد المواقع المشهورة وضعت محاضرة لي وفي أقل من ساعة اطلع على الملف أربعون شخصاً تخيل هذا العدد الرهيب في ساعة واحدة وهناك الكثير من يحدثني عبر البالتوك وقد اهتدى الكثير بتوفيق الله وهنا أحث الدعاة على أن يستغلوا هذه الوسيلة خير استغلال، فنحن في عصر التقنية ويجب أن نحصد من ثمارها لخدمة ديننا الحنيف.
ولكن كل هذه الوسائل يعادلها وسيلة واحدة وهي الأهم، إنها الأخلاق، فكم من رجل اعتنق الإسلام فقط لما رآه من أخلاق بعض المسلمين العالية.
أما عن الصعوبات فنحن في المكتب ولله الحمد تحت إشراف الشيخ علي مقبول العمري المدير العام والشيخ مهدي مبجر الرئيس التنفيذي ننعم بالراحة في عملنا، فقد ساعدونا على تخطي العقبات وذللوا لنا الصعاب كما أن لنا إخوة أفاضل في المكتب نتوجه لهم بالشكر الجزيل وعلى رأسهم الأستاذ عبداللطيف صالح باحمران..
* ما أكثر حجة تستخدمها ليعتنق الناس الإسلام؟ وكم عدد الذين دخلوا الإسلام على يديك؟
- هناك العديد من الحجج أبرزها أن المسيح عليه السلام بشر ولا يمكن أن يكون إلهاً فكيف الإله يأكل ويشرب وينام وفي آخر المطاف يقتل وغير ذلك من الشبهات بل والطوام التي لا تليق بإله ولله الحمد فالنصارى أكثر الناس إقبالاً على الإسلام وذلك لقربهم من المسلمين لقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82.
* هلا ذكرت لنا بعضاً منها؟
- أحد المواطنين وجد نصرانياً فلبينياً ينتظر من يقله لأن دراجته الهوائية تعطلت فأخذه معه وأصلح دراجته فاعتنق الفلبيني الإسلام.. وآخر وجد خمسة من العمال تحت الشمس في الظهيرة وقد بدا عليهم الإرهاق ينتظرون من يستأجرهم ليعملوا عنده فحزن لما رآه من تعب على وجهوهم فاستضافهم في بيته وقدّم لهم الطعام وهم ينظرون إليه في تعجب وفور انتهائهم من الطعام أعطاهم مبلغاً من المال وأعادهم إلى المكان الذي وجدهم عنده فسألوه عن سبب ما فعله فقال لهم: ديني يأمرني برحمة الناس وبمساعدتهم فأعلنوا إسلامهم.
ومثل هذه القصص الكثير ولكن للأسف غالبيتها في رمضان ففيه يزداد عدد المسلمين وذلك لعطاء الناس فيه ولكن ما أن يرحل حتى تقل أعداد المسلمين لإهمال الناس لهذا الجانب.
* ما الذي يحزن إبراهيم مورس؟
- ما يحزنني عدم اهتمام كثير من المسلمين بالدعوة إلى الله والتي هي خير من الدنيا وما فيها ويقول عليه الصلاة وال"لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" فالدعوة إلى الله يجب أن تكون همّ كل مسلم ومسلمة وليست حكراً على أحد، فمن ليس لديه علم شرعي قوي فليتعاون في نشر الخير من أشرطة وكتب ونحوها وليدل من أراد الإسلام على الدعاة فإن أخلص المسلم لربه وفقه لما يحب ويرضى.
* كيف تجد حال الأمة اليوم؟
- حال الأمة اليوم محزن كثيراً ولكن هذا بشير خير فما بعد المخاض إلا الولادة والمسلمون اليوم مشتتون والحل في التكاتف والتعاون والوحدة، فنسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يعيد للأمة مجدها وعزها.