الفصل السادس..
...........................
انطلق ( ماجد ) يمشي بما يشبه العدو , و ( سلمان ) يجاهد في لحاقه وهو يقول :
ـ من ( أرشد شيخ ) هذا ؟ ولماذا كل هذا الاهتمام منك ومن القائد به ؟
أمام المصعد توقفا و ( ماجد ) ينظر إليه ويقول :
ـ ( أرشد شيخ بحران ) ... الرجل الثاني في تنظيم عصابة البنقال كله , وتسليمه لنفسه معناه قلب لكل الأوراق والخطط , أرجوك عندما انتهي من الجلوس معه أريدك أن تجمع الفريق مرة أخرى , لا يهمني كم هم متعبون ومرهقون ... فهناك الكثير لنراجعه , لدي شعور بأن نهاية كل هذه الأحداث قريبة ... قريبة جدا .
في الطابق الأرضي وأمام غرفة بنافذة واحدة تسمح لك بالرؤية من جهة واحدة توقف ( ماجد ) يلتقط أنفاسه , ومد يده وأمسك مقبض الباب ورسم على شفتيه ابتسامة واثقة , بعد أن أفرغ كل توتره بنفس طويل , وفتح الباب ودخل حيث كان يجلس ( أرشد ) بكل هدوء في طاولة يتيمة وأمامه صورة مكبرة .. لماجد .
ـ يبدوا أننا التقينا أخيرا يا سيد ( ماجد ) ؟
قالها ( أرشد ) وهو ينهض من كرسيه ويمد نحو ( ماجد ) الذي التقطها بهدوء وصافحه , ودعاه إلى الجلوس وعلى ذات الطاولة جلس ( ماجد ) أمامه وقال له :
ـ ما الذي رمى بك إلينا يا ( أرشد ) أهي الصدفة ؟
ـ أنت تعرف يا عزيزي .. أنه لا مجال للصدف في مجال عملنا .
اعتدل ( أرشد ) في جلوسه بعد أن كان مسترخيا , وقال :
ـ لقد شك رجالي بزيارتك صباح الأمس لحينا المتواضع , وبالرغم من تخفيك المثير للإعجاب إلا أنه تمت مراقبتك بدقة , إلى أن استطعت أن تختفي عن أعيننا لفترة كافية لتحقيق الهدف الذي أتيت لأجله , وعلى الفور وزعت رجالي على مداخل البطحاء , وأعطيتهم الأوامر لملاحقتك بدون مضايقة , إلى أن استطعت الهروب مرة أخرى بامتياز , المهم يا عزيزي .. مجيئي هذه الليلة ليس للتغني بقدراتك التي لا نختلف عليها , أو التغزل بمهاراتك الرائعة , أنا هنا لأني أريد التعاون معكم , وبصفة رسمية .
ـ تتعاون بصفة رسمية ؟! ما الذي ترمي إليه يا ( أرشد ) ؟
ـ أنا مطلوب في بلدي لعدد من الأحكام الغيابية التي صدرت في حقي , ما بين سجن مدى الحياة إلى حكمين بالإعدام .
ـ وما دخلنا في هذا ...؟
ـ ما أريده يتلخص ببساطة في التالي , وساطتكم في إلغاء كل الأحكام الصادرة ضدي في بنغلادش , وسأعمل على تسليمكم ( دون ) ... وكل ما يملك .