الطائر الحر
شكرا لحريتك التي لم تبعدك عن منابع الألم التي كان بإمكانك أن تنأى عنها ما شاء لك البعد
أما بعد
فلعل الواقع المؤلم لشبابنا يعتدل إذا اعتدلت النوايا الجمعية باعتدال النوايا الفردية
البداية من الفرد مني ومنك ومنها ومنه ثم منا معا
يجب ألا ننتظر حلا من السماء فلن يغير الله حتى نغير واحدا واحدا بمعادلة ((عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم))
وبصلاح الفرد الذي يجاهد نفسه الميالة بطبعها إلى الراحة والتخلي عن أية مسؤولية يصلح المجتمع الصغير ثم تتسع الدائرة
أما الاكتفاء بنقد الحال وإلقاء المسؤولية على هذا وذاك وأولئك - وإن كان حقا - فلا يكفي
فعلى الأب قبل أن يكون أبا أن يعرف كل ما يتعلق بمهام منصبه الجديد الذي سيحاسب فيه على كل شيء
وعلى الأم كذلك
لا أن يعتقدا أنهما في رحلة شهر عسل سياحي يفعلان ما يلذ ويحلو دون حسيب
وأن ما يلدان ملك خاص لهما ليس له معهما إلا السمع والطاعة
هذه واحدة
وصعب تحقيقها بالتمني والكسل
و ربما أعود من قريب
أشكرك أخرى وأخرى
أيها الطائر الحر