بسم الله الرحمن الرحيم ...وبه نستعين..
هذه المرة قررت أن أقود السيارة على غير ما اعتدت عليه ..لقد قررت أن أتجول في قريتي وفي القرى المجاورة ولكن بنظرة مختلفة هذه المرة ..إنها نظرة المدقق المتفحص ..نظرة لأحوال الناس الظاهرة ...كلامهم...أفعالهم...
على يساري الآن ثلة من الشباب ..استظلوا بإنارة عمود الكهرباء في هذه الليلة ...خالجني شعور غريب مفاده أن هذه الجلسة هي نسخ مكررة أراها كل ليلة ولم أنتبه لشيء مهم فيها ..ألا وهو ...لا جديد ..ثم استدركت وفكرت وقلت " بل بالأحرى لا شيء " لأنه لم يكن هناك هناك شيء أصلا ليكون له جديد ...
تقدمت الآن ...ونظرت في المرآة الأمامية ..فارتسمت لي وجوههم موسومة باليأس المكبوت ...يتجاهلونه بضحكاتهم الفارغة ...!!
دخلت إلى قرية مجاورة ..اضطررت إلى أن آخذ منعطفا لليمين ..ونظرت لليسار أيضا ...كان هناك مجموعة من الصغار ..فتحت نافذتي لعلي أسمع أحاديثهم البريئة ...وقد هزني ما سمعت ...واعذروني لأني لن أستطيع ذكره .. لكن باختصار : إن كان ينقصك بعض الثقافة الجنسية فاستمع لأحاديث الصغار في الشارع ...!!
مررت على دار زميلي ...وحينما ركب معي ..أخبرته بما حصل ...فضحك ...ثم قال : أتعلم أنهم الآن ينادون بعضهم بأحقر الكلمات التي تخدش الحياء وتنتهك العرض .. والأدهى ..أن المنادى يجيب على من ناداه بكل أريحية وكأنه ناداه بأحب الأسماء إليه ...
ثم بدأ يذكر لي مأساة الانحلال الأخلاقي الحاصل ...ودلف بعدها في حكاية عالم الإجرام الموازي ...قاصا لي مدى انتشار المخدرات(الحبوب)...
زميل آخر أخبرته ..بأن قريتهم يقال بأنها من أشهر القرى الموردة للحبوب ...فقال : لا ...قرية "......" هي المشهورة بذلك ...أما نحن فللأسف مشتهرون بتوريد الخمر ثم الحبوب في المركز الثاني....
أما في المدارس...فيحكي لي أحد المعلمين باختصار حال الطلاب والمعلمين في المدرسة فيقول "..نسأل الله السلامة .."
ويعلق آخر : "ستتعلم في المدرسة ما لن تتعلمه إلا في أسوأ شارع في أسوأ المجتمعات خلقا ..."
أما في مدارس و كليات البنات (وإحداها مجاورة!!)...فهل يجب يجب أن أخبركم "ما معنى الشذوذ؟؟؟!!!"
أم أنه ليس هناك داع لاقتحام أسوار مدارس البنات لنكتشف ذلك ..؟؟فما رأيكم إذن أن نكتفي بالعلاقات الغرامية الجديدة بين الشباب في شوارعنا ؟؟!!!
------------------------------------------------------------------------------------------------
أيها الإخوة :
تلك كانت مقدمة لي لهذا الملف الحساس ...إنه ملف يتعلق بظهور مؤشرات انهيار مجتمعنا ..إنه ملف يتعلق بنا نحن ..بأسرنا ...بإخواننا ...بأطفالنا ...بالتربية الصحيحية الغائبة...بعماد أمتنا .. بديننا ..بأساس حضارتنا...
لقد انهارت في قرانا منظومة القيم الإسلامية وأصبحت غريبة في مجتمع يفترض أنه مسلم ....إلا من رحم ربي..
لذلك فهي دعوة لتقييم حال مجتمعنا ...هل هذه هي الحال حقيقة ؟؟ ..أما أن تلك لم تكن سوى أحداث فردية قمت بتعميمها وتهويلها ...؟؟
وإن كانت حقيقية ... فما هي الأسباب التي أدت إلى هذه الحال ؟؟ وما هو دورنا تجاه حلها ؟؟
إنها بداية...نفتح فيها كل الملفات الساخنة .. والتي يجب علينا الوقوف عندها من باب الأمانة الملقاة على عاتقنا ..حتى ننهض بمجتمعنا من هذه الحالة..
وفي الأخير :
أليس من حقي أن أتمنى أن يكون شبابنا غير ملتحين وليسوا مقصرين لثيابهم لكنهم – على الأقل – شباب يعرفون أساس دينهم ومتمسكين بقيم الإسلام وفاعلين في خدمة مجتمعهم ؟؟
أليس ذلك أفضل من هذا المستوى من الانحلال الخلقي وبعدهم عن ديننا والذي من الممكن أن تكون صورته مشوهة عندهم؟؟
ثم من السبب في عدم استغلال هذه الطاقات الشبابية الهائلة..؟؟؟
إنه عمل يحدوه الأمل ....فلا عمل بدون أمل...
بانتظاركم لنعيد الحياة في شرايين مجتمعنا من جديد...
وبانتظار آرائكم ....وإجاباتكم ...وملاحظاتكم...وحلولكم....
------------------------------------------------------
ملاحظة :الأحداث الماضية لا تلغي وجود صورومواقف شبابية ناصعة ومشرفة ..ولكنها ..نظرة بالعموم..أو على الأقل نظرة ناقدة للنادر المحدود حتى نقمعه قبل أن يستشري داؤه ...