الصراع بين الحق والباطل
12/1/1430هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله رافع السبع الشداد ، ليس له في ملكه شركاء ولا أنداد ، الحكم العدل في الدنيا ويوم المعاد ، القائل { ألم تر كيف فعل ربك بعاد ، إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ، وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ، إن ربك لبا لمرصاد }
أحمده سبحانه وأشكره وكلما شكر زاد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة من هول يوم التناد ، يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وزوجته والأولاد .
واشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله خير من دعا إلى التوحيد وإليه قاد ، حذر أمته من الشرك والشر والمنكرات وأنواع الفساد ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهديه وسار على طريق الرشاد . وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد :
فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه، فإنها الأمن عند الخوف والنجاة عند الهلاك، بها يشرف المرء وينبل، وبالنأي عنها يذل العبد ويسفل، هي وصية الله للأولين والآخرين،، وهي الركن الأقوى، والذّخر الأبقى، والطريق الأنقى، وهي نعْم المطية إلى جنّة المأوى. فاتقوا الله وأنيبوا إليه، فقد فاز من اتقاه، وأخذ من دنياه لأخراه.
عبادَ الله، إنَّ لله في هذا الكون سننًا لا تتبدّل ولا تتغيَّر، )سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً( [الأحزاب:62].
فمِن سننه جلّ وعلا أن جعل هذه الدنيا دُوَلاً، يومٌ لك ويومٌ عليك، وهذه الدنيا تُضحِك وتُبكي، تضحِك أقوامًا وتبكي آخرين، فُتبكي من أضحكته، وتضحِك من أبكَته، ولا ينجو من خداعها وغرورها إلا المؤمنون حقًا الثابتون على إيمانِهم، لا تزيدهم السّرّاء إلا شكرًا لله، ولا الضرّاءُ إلا صبرًا ورضاءً بقضاء الله، يقول تعالى )وَتِلْكَ ٱلأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ( [آل عمران:140]، ويقول عز وجل )مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً( [النحل:97].
ومِن سننِه جلّ وعلا أنَّ الحقّ والباطلَ في هذه الدنيا في صراعٍ دائم مستمِرّ، ليستبينَ مَن هو صادقُ الإيمان قويّ اليقين، مِمّن يعبُد اللهَ على حرف، فإن أصابه خيرٌ اطمئنَّ به، وإن أصابته فتنةٌ انقلبَ على وجهِه
خسر الدنيا والآخرة .
مِن تلك السنن أن ابتلى عبادَه المؤمنين ؛ بأعدائِهم ليظهرَ مَن كان صادقًا ثابتًا على الحقّ، حيث يقول تعالى )وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ( [محمد:31]، ويقول عز وجل )وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ( [محمد:4]،ويقول عز من قائل )أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ( [العنكبوت:2]، وقال تعالى: )مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيّبِ( [آل عمران:179].
ومِن سننِه تعالى أنّ هذا الدينَ الإسلاميّ دينٌ سيظلّ إلى أن يرِث الله الأرضَ ومن عليها وهو خير الوارثين، فهو خاتمة الأديانِ كلِّها، فعنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ولا تزال طائفةٌ من أمّتي ظاهرين على الحقّ، لا يضرّهم من خذلهم ولا مَن خالفهم حتى يأتيَ أمر الله وهم على ذلك ))]. فأيّ قوةٍ مهما عظُمت على وجه الأرض لن تستطيعَ زحزحةَ هذا الدّين ولا القضاءَ عليه، قال تعالى: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ( [الحجر:9]، وقال جلّ جلاله: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ( [الصف:8]. كم تعرَّضت الأمّة لحملاتٍ من أعدائها على اختلاف القرون، ولكن لا يزال هذا الدينُ ظاهرًا قويًّا، مَن تمسَّك به ودعا إليه ورفع رايتَه فالعزُّ والتوفيق من الله له، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ) [غافر:51]، وقال: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ) [الصافات:171-173]، ولكن على المؤمنِ أن يأخذَ بأسباب النّصر والتمكين، حيث يقول تعالى (وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ * ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأمُورِ [الحج:40، 41]،
ويقول (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7]، وقال: (فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) [محمد:21].
أيها المسلمون، إن معركة المصير التي قضى الله أن لا تَخْبُوَ نارُها ولا تخمد جذوتها ولا يسكن لهيبها، بل تظلُّ مستعرةً حتى يرث الله الأرض ومن عليها، هي معركة الحق مع الباطل والهدى مع الضلال والكفر مع الإيمان. وإن هذه المعركة في واقعها ـ يا عباد الله ـ انتفاضةُ الخير أمام صولةِ الشر في كل صوره وألوانه، في كل زمان ومكان مهما اختلفت راياته وكثر جنده وعظم كيده وأحدق خطره، وهي لذلك ليست وليدةَ اليوم بل هي فصولٌ متعاقبة موغلةٌ في القدم يرويها الذكر الحكيم، ويتلو علينا الربُّ الكريم من أنبائها تبصرةً وذكرى للذاكرين، وهدى وموعظة للمتقين.
فهذه انتفاضة الخليل إبراهيم عليه السلام لتقويض عبادة الأصنام التي عكف عليها قومه ؛ واستنقاذِهم من وهدة هذا الضلال المبين، حتى يكون الدين كلُّه لله، وحتى لا يُعبد في الأرض سواه، ثم ما كان من مقابلة الباطل وأهله لهذا الحقَّ بأعنف ما في جعبتهم من سهام الكيد والأذى، حتى انتهى بهم الأمر إلى إلقائه حياً في النار، لكن هذه الحملة باءت بالفشل فيما قصدت إليه، وسجَّل سبحانه على المبطلين ذلك في قرآن يتلى، ليُذكِّر به على الدوام أن الغلبة للحق، وأن الهزيمة للباطل كما قال سبحانه: (قَالُواْ حَرّقُوهُ وَٱنصُرُواْ ءالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ * قُلْنَا يٰنَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلَـٰمَا عَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ *وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ *وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ *وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَـٰلِحِينَ* [الأنبياء:68-72].
وتلك معركة الحق الذي رفع لواءه موسى عليه السلام مع الباطل الذي رفع لواءه فرعون، وتمادى به الشر والنُّكر حتى قال لقومه: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى) [القصص:38]، وحتى قال لهم: (أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ) [النازعات:24]،
وقال متوعِّداً الحقَّ وأهله بالنكال وأليم العذاب: (سَنُقَتّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـى نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَـٰهِرُونَ) [الأعراف:127]،
ولكن إرادة الله للحق أن ينتصر وللباطل أن يندحر أعقبت هلاك فرعونَ وجنودِه ونجاةَ موسى ومن معه، كما قال سبحانه: (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى أَنِ ٱضْرِب بّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ *وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ *ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ *إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ *وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ* [الشعراء:63-68].
وتلك معركة الحق مع الباطل التي استعرت نيرانها بين خاتم النبيين وإمام المتقين عليه أفضل الصلاة والتسليم وبين أبي جهل والملأ من قومه صناديدِ قريش وأشياعهم الذين ظنوا أنهم قادرون على إطفاء نور الله بأفواههم وإيقاف مد الحق الذي دهمهم في عُقر دورهم، فلم تكن العاقبة إلا ما قضى الله به من ظهورٍ لدينه وغلبةٍ لجنده وهزيمةٍ لعدوه وقطعٍ لدابرهم، تجلّت صورته في نهاية الأمر بوقوف رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه أمام هذا البيت المشرَّف، يكسر الأصنام من حوله تالياً قول ربه سبحانه: (وَقُلْ جَاء ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ إِنَّ ٱلْبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء:81].
وحين تضافرت قوى الباطل إلى هزيمة الحق في الحروب الصليبية الظالمة، وأجلبت على أهله بخيلها ورجلها وأموالها وكيدها، فاجتاحت ديار الإسلام حتى رفعت ألويتَها على أسوار بيت المقدس، لكنها لم تفلح في استدامة هذه السيادة الظالمة، واستبقاء هذه السيطرة على الأرض المباركة فلسطين، مع بقائها في حوزتها تسعين عاماً، فقيَّض الرحمن لجنده الصادقين الصابرين عبدَه الصالح المجاهد صلاحَ الدين، فاستعادها في حطين بإخلاصه لله رب العالمين، وجهاده الصادق الذي لا يستكين.
وإن ما يحصل اليوم في فلسطين المسلمة هي حلقة من حلقات معركة المصير؛ لأنها صورة حية من صور المواجهة بين الحق المدافع عن دينه ومقدساته الذابِّ عن حريته وعزته وكرامته، وبين الباطل الغاصب المعتدي المنتهك للحرمات المدنِّس للمقدسات الذي لا يرقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، وهم اليهود وقد فضح الله عداوتهم ، وبين حقدهم بقوله: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لّلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ) [المائدة:82]. فهاهم اليوم يعيثون في الأرض فسادا ويقتلون نساء وشيوخا وأولادا ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد )
لكن معركة المصير ـ يا عباد الله ـ وإن تكن طويلة الأمد متصلة الحلقات، غير أنها كما كانت في الماضي ـ بتقدير من العزيز الحكيم ـ ستكون نصراً للحق، ودحراً للباطل، ورِفعةً للمؤمنين، وذلاً وصغاراً للمبطلين الكافرين، فسوف تكون كذلك ـ إن شاء الله ـ عزاً وظفراً وغلبةً للإسلام، ورفعاً للواء الحق على رُبوع فلسطين، وذلاً وهزيمة لليهود المجرمين الطاغين، وعِظةً وذكرى للذاكرين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قَدْ كَانَ لَكُمْ ءايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَـٰتِلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مّثْلَيْهِمْ رَأْىَ ٱلْعَيْنِ وَٱللَّهُ يُؤَيّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِى ٱلأَبْصَـٰرِ ) [آل عمران:13].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وارجوه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أحمده سبحانه الحَكَمُ العدل اللطيف الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، والسير على ما رسمه لنا محمد رسول الله ‘ فإن في تقواه سعادة الإنسان في دنياه وأخراه.
عباد الله : إن ما نشاهده ويشاهده العالم بأسره أن إسرائيل قد عاثت في فلسطين فسادا فقتلت أبناءها ودمرت ممتلكاتهم وأهلكت الأخضر واليابس ولم تحتكم إلى ضمير ولم ترقب في الفلسطينين إلا ولا ذمة .
لكنها مهما تجبرت ومهما عتت فإن في العبر التي لا تُحصى الماثلة في انتصار الحق على الباطل في كل معركةٍ فيما مضى ما يجب أن يشُدَّ عزائمَ المؤمنين للثبات على ما هم عليه من الحق، والحذر من التردي في كل ما يضادُّه، أو يصرفه عن وجهه، أو يحوِّله عن طريقه، حتى يحقِّق الله سبحانه وعدَه بالنصر كما حققه لسلف هذه الأمة؛ إذ هو وعدٌ حقٌّ لا يتخلف ولا يتبدل، ( ومن أوفى بعهده من الله ) :حيث يقول تعالى (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ [الروم:47].
وإننا لنشد على أيدي إخواننا الفلسطينين ونذكرهم بقول الله تعالى ({وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104) سورة النساء
وبقوله تعالى {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (139) {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (140) {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} (141) سورة آل عمران
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى واسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، يا منشئ السحاب يا منزل الكتاب يا هازم الأحزاب ..نسألك اللهم أن تهزم اليهود وتنصر المسلمين والمجاهدين في فلسطين عليهم..
اللهم لا ترفع لليهود راية واجعلهم لمن خلفهم آية..اللهم إن زرعهم قد دنا حصاده فهيئ لهم يدا من الحق حاصدة تحصد جذوره وتستأصل شروره.. اللهم أهلكهم كما أهلكت إرم وعاد ... اللهم صب عليهم سوط عذاب فإنهم أفسدوا في البلاد وقتلوا العباد..
اللهم ارحم المسلمين من المستضعفين في فلسطين.. اللهم آمن روعاتهم واستر عوراتهم واحفظ ذرياتهم وارحم ثكلاهم واجعل أطفالهم شفعاء وقتلاهم شهداء،.. اللهم أقم على الحق دولتهم واجمع على التوحيد كلمتهم.. اللهم انصرهم..اللهم انصرهم..اللهم انصرهم..اللهم سدد رميهم ..اللهم سدد رصاصهم...اللهم اجعل سلاح اليهود غنيمة في أيديهم . يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، آمين آمين آمين .
ألا واعلموا -رحمكم الله- أن من أفضل أعمالكم، وأرفعها في درجاتكم، كثرة صلاتكم وسلامكم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله، كما قال ربكم جل في علاه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، وأيد بالحق والتأييد إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحبه وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له على الحق مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر اله أكبر والله يعلم ما تصنعون
هادي محسن مدخلي ( أبو حذيفة )
إمام وخطيب جامع الشيخ حافظ الحكمي بصامطة