قد منَّ الله علينا مما فقده غيرنا من اجتماع الكلمة تحت راية شرعية معتبرة يقودها ولاة لهم في أعناق المسلمين عندنا بيعة، ويسوسها العلماء بحكم الديانة والملة، فله سبحانه الحمد في الأولى والآخرة، ولله الحكم وإليه ترجعون.
ومن جهة ما نراه ونلحظه من تنوع التحليلات والشائعات والاتهامات، وكثير منها مبالغ فيه جداً أو خارج عن معنى الحق والمصداقية فهو من أظهر وسائل الإرجاف بالمؤمنين وتخويفه من وتخذيلهم وبث الرعب والفتن والشر فيهم، وتفريق اجتماعهم وكلمتهم، هذا كله شأن من ضعف إيمانه أو قلت حكمته وبصيرته، وهو شأن المنافقين المرجفين قديماً وحديثاً كما حذّرنا الله منهم في كلامه القرآن آمراً لنا بضد حالهم، كما في آية سورة النساء: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } [النساء: 83]. وكان من قول المنافقين المخذلين والمرجفين بالمؤمنين في غزوة تبوك "أتحسبون قتال بني الأصفر - أي الروم - كقتال العرب بعضهم بعضاً؟) تخويفاً وإرجافاً بالمسلمين.
====================
حفظ الله الشيخ الشبل
وبارك الله فيك أخي عبد ربه
وجعل ذلك في ميزان حسناتك