وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته وعرف موجب حمده وحكمته فمن قنط من رحمته وأيس من روحه فقد ظن به ظن السوء، فأكثر الخلق، بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء.. وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامناً كمون النار في الزناد، ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعتباً على القدر وملامة له واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر. والسعيد من طهَّر نفسه من ظن السوء بربه. وإن التاريخ مليء بالعبر وأولى الناس بالاستفادة منه هم المسلمون، فسنّة الله ماضية في الأفراد والأمم، وفي قصص القرآن والسُّنَّة وتاريخ الإسلام من الدروس والعِبر التي ينبغي أن يُستفاد منها. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
******
جزاك الله خيرا وبارك فيك