نعم اخي الفاروق
الثقافة هي مقياس الأمم
ولكن كم من معوقات في طريق الثقافة
ففي واقعنا المعاصر ثمة انفصام بين هويتنا وثقافتنا
يحكم مسبقاً على مشاريعنا بالعقم
فالوطن العربي بأسره تمتلك شعوبه هوية تختلف عن هوية الشعوب الأخرى
ولا يمكن بحال أن تتفاعل مع ثقافتها
بل تنبهت مؤخراً إلى الغزو الثقافي
الذي رافق الغزو الإعلامي وأصبح موضوع بحث ونقاش
يطرح هذا في أوساط المؤسسات الثقافية
التي تقف حيرى أمام فشلها في الرقي بثقافة الشعوب وتنميتها
إن الجدلية بين ثقافة المجتمع وقيمه لا يمكن أن تنفصم
وكل تنمية للثقافة لا تنطلق من قيم المجتمع الذي تطرح فيه هي عقيمة
ومن ثم فإن الشعب العربي لا يمكن أن يتفاعل مع ثقافات تتنافى مع قيمه وإن سميت ثقافة عربية
ولا تعني أصالة الثقافة إهمال ثقافة الآخر
وعدم الاطلاع عليها والإفادة منها
كما لا تعني ثقافة دينية بالمعنى الكهنوتي
وأيضاً ليست نشر العلوم الشرعية التخصصية التي تدرس في المعاهد كما هي عليه
بل تعني العودة إلى الأصالة منهجاً وقيماً
ومصدراً في تنمية ثقافة المجتمع أيا كان اتجاهها أدباً أو فكراً أو فناً
والثقافة العربية ليست ثقافة مستوردة
ولا مترجمة ، ولا ملفقة ، ولا منغلقة
بل هي ثقافة تعتمد على الإبداع الذي ينبع من التأمل والنظر في الكون
ولا حدود لهذا الإبداع فأفقه مفتوح.
تعد ثقافتنا العربية من أغنى الثقافات العالمية وأهمها
فبعد أن ترسخت جذورها قبل الإسلام لغة مشرقة وحكماً وخطباً وأمثالاً وشعراً
تجلت فيه العبقرية العربية
وكان صورة لحياة العرب ومرآة تفكيرهم ومشاعرهم
ومسرح خيالهم ، تنزل القرآن الكريم بالعربية فأغناها معاني سامية وبياناً رائعاً
وفتح لها سبل الانتشار في مشارق الأرض ومغاربها
كما قال ذلك ذات يوم أستاذنا د. فرحان السليم
ولله الحمد تعد الثقافة لدينا في تطور وازدهار
ولكن ما زلنا نصبوا إلى الرقي والرفعة بها
إلى أسمى المعاني
وأجل قدر يمكن الوصول إليه
وفي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله علية وسلم
ثقافتنا وإبداعنا
أخي الفاروق
دمت للإبداع أستاذا
وتقبل مني فائق الود