جرائم العمالة المنزلية..دوافع ذاتية أم روح انتقامية؟!
لا تزال الآثار السلبية المترتبة على استقدام الخدم في المجتمع السعودي تثير جدلاً مستمراً لدى المختصين من اجتماعيين وتربويين .
وحرصاً على تناول تلك النوعية من القضايا التي تمس مجتمعنا بشكل مباشر وعميق.. ونحو محاولة إيجاد الحلول المناسبة لها كان التفكير في تسليطنا الضوء من خلال هذا التحقيق على قضية العمالة والجريمة الوافدة وكان هذا التحقيق كشفاً متعمداً مدروساً عن الوجه الكالح لبعض العمالة المنزلية.. من سائقين.. وخدم.. وغيرهم وجرائم الخادمات التي يقمن بارتكابها داخل المنازل إما بدافع السرقة أو على سبيل الانتقام من أفراد الأسرة احتجاجاً على سوء المعاملة التي يلقينها في معظم الأحوال أو القيام ببعض الممارسات والسلوكيات غير السوية في غياب أهل المنزل. وتتنوع جرائم الخادمات من السرقة والسحر والاعتداء على الأطفال حتى القتل في بعض الحالات والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى.
بكل الألم نورد هنا قصصاً مغمسة بالذل والعار نضعها حية نابضة أمام أعين آباء وأمهات مازالوا يضعون ثقتهم في سائق يغتال دون علمهم براءة أطفالهم.. أو خادمة تسخر في غيابهم من كل قيمة إنسانية في التعامل مع أولادهم..
حقد وترف
في البداية حدد إلينا الشيخ حسن القرني من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أسباب وقوع الجرائم من بعض العمالة المنزلية قائلاً: أبرزها الترف الزائد والتقليد الأعمى الذي ابتلي به كثير من الناس، والمتمثل في استقدام هؤلاء من غير حاجة لهم خاصة ممن يحملون في قلوبهم الحقد والبغضاء للمسلمين، كما أن فقدان الرقابة السلوكية على أولئك الخدم والسائقين أحد الأسباب، ومنها كذلك المبالغة في حسن الظن بهم وإعطائهم الثقة كاملة نظير ما يبدونه أو يتصنعونه من طاعة وامتثال ومن الأسباب كذلك المبالغة في إظهار النعم أمامهم على ما هم فيه من فقر وحاجة، والاسترسال بالحديث معهم بدون حاجة، وكذلك من التعسف لدى بعض الأسر مع مستخدميهم والتعدي عليهم باللسان مما يجعلهم يحقدون عليهم ويتعاظم الأمر عندما تمتد الأيدي عليهم بالضرب والإهانة، كما أن عدم أخذهم لرواتبهم ومستحقاتهم المالية في حينها أحد الأسباب حيث يدفعهم ذلك للسرقة وغير ذلك.
وشدد الشيخ القرني على أهمية تنبه الأسر لما يحصل من الخادمات والسائقين من مشاكل متشعبة كما يقول والتي تضرر منها المجتمع. ويرى أن ربة البيت مسئولة بالدرجة الأولى عما يقع من أخطار من الخادمات قد يتضرر منها المجتمع بأكمله ومنها السحر الذي قد تضعه الخادمة في الطعام أو الشراب أو في داخل "ديكور الستائر" وكذلك داخل صناديق طرد المياه بداخل دورات المياه في أكياس بلاستيك حتى لا يصله الماء فيبطله لأن بعض أنواعه يبطله الماء.
الأمن الاجتماعي
الاخصائية الاجتماعية نورة السبعان من خلال دراسة توصلت إلى أن "العاملة المنزلية" باتت تهدد الأمن الاجتماعي، ودعت إلى إصدار تشريعات ونظم لرعاية المرأة والأسرة، مثل إعطاء الأم العاملة إجازة لرعاية الأطفال، وإنشاء دور حضانة للتخفيف من الاعتماد على العاملات المنزليات.
وأضافت قائلة: إن الأسرة تعرّضت في الآونة الأخيرة لتغيرات عدة نتيجة للاختيار والتوظيف غير العقلاني للعمالة المنزلية وما ترتب عليه من خلل في أداء الأسرة لوظائفها، فضلاً عن الخلل البنائي بدخول شخصية غريبة وسط الأسرة وقيامها بوظيفة الأم في بعض الأحيان وما نتج من ذلك من انحسار دور الأسرة عموماً والأم على وجه الخصوص في عملية التنشئة الاجتماعية.
وأكدت أن هذه التغيرات أدت إلى ضعف الضبط الاجتماعي لدى الأطفال أو النشء، فتعرّض بعضهم للإفساد والتدليل، مع اكتساب عادات وتقاليد وسلوكيات سلبية من العمالة المنزلية الوافدة بثقافات مختلفة عن ثقافة المجتمع مما أدى في النهاية إلى زيادة الانحرافات السلوكية داخل المجتمع وزيادة الجرائم.
الثقافة والخبرة
وأضافت السبعان قائلة: إن سلبيات العمالة المنزلية تضخمت وأصبحت واضحة داخل المجتمع إذ نشأ أطفال مدللون متواكلون سلبيون بقيم وعادات منحرفة.
ووضعت شروطاً للاستفادة من إيجابيات العمالة المنزلية وهي، الاختيار العقلاني للعمالة المنزلية، إذ شددت على ضرورة وجود حاجة ملحة لها، وأن يخصص مكان مناسب لها يراعي عادات وتقاليد وثقافة المجتمع. ودعت إلى احترام التخصص، معتبرة أنه لا يمكن استقدام عاملة منزلية للقيام بدور المربية التي تتميز بالعلم والثقافة والخبرة، مؤكدة أهمية عدم اعتماد الزوجة على العاملة أو حتى المربية في معظم شؤون الأولاد. ما يستلزم تعاون وتكامل الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة جذور أسباب المشكلة وليس ظاهرها.
واقترحت إستراتيجية للتعامل مع ظاهرة العمالة المنزلية، من أبرز نقاطها: توفير عمال للنظافة سواء بالساعة أم الشهر أم السنة، توفير مربيات وفقاً لشروط تتناسب مع طبيعة هذا العمل سواء بشكل دائم أم بالساعة، إصدار تشريعات ونظم لرعاية المرأة والأسرة مثل إعطاء الأم العاملة إجازة لرعاية الأطفال على الأقل في السنوات الأولى، درس إصدار قرارات ملزمة لكل جهة حكومية يعمل فيها عدد لا يقل عن 100 موظفة بتوفير دور حضانة وتوفير وسيلة نقل جماعي بأسعار رمزية والتوسّع في إنشاء دور للحضانة. وطالبت كل الجهات المسئولة عن الإعلام والتعليم بالتأكيد على عدد من النقاط الأساسية وإبرازها، مثل الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية للنشء وأن هذه المهمة وظيفة أساسية للأسرة، وأهمية احترام التخصص في العمل وأن دور العاملة لا يتعدى تنظيف المنزل، والنظر في إدخال موضوع وظيفة الأسرة ودورها ضمن المقررات الدراسية.
ظاهرة إنسانية قديمة
الدكتور محمد الفهيد أستاذ علم الاجتماع دعى إلى التوازن عند تقييم أداء العمالة المنزلية واستحضار الجوانب الايجابية والسلبية قائلاً: لا يمكن النظر إلى ظاهرة الخدم باعتبارها ظاهرة سلبية على وجه العموم ولا يمكن تقييمها على أساس أنها مصدر خطر محقق في كل المجتمعات. وإنما هي ظاهرة عامة يترتب عليها مشكلات ذات طبيعة نسبية، تتعلق بظروف كل مجتمع وما يعتنقه من قيم ومبادئ ومعتقدات. إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها كثير من المجتمعات الإسلامية من جهة والظروف الاقتصادية المواتية وحالة الانتعاش التي تعيشها مجتمعات أخرى، مثل دول الخليج وغيرها من الدول النامية الصاعدة من جهة أخرى، هي التي أدت إلى نزوح الكثير من أبناء المجتمعات أو الدول الفقيرة للعمل في خدمة أبناء الدول الغنية، مثل دول الخليج، وبخاصة في عصر الطفرة الاقتصادية وما ترتب عليها من تغير اجتماعي سريع وعميق. فظاهرة الخدم إذن ظاهرة اقتصادية بقدر ما هي ظاهرة اجتماعية فرضتها ظروف أو متغيرات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وليست من صنع أفراد أو تلبية لمصالح فئات محدودة في مرحلة معينة.. بل هي ظاهرة إنسانية مرتبطة بالتركيب الطبقي للكيان الاجتماعي من جهة، ومرتبطة بظروف سوق العمل وقانون العرض والطلب من جهة أخرى.
إيجابيات للطرفين
ويضيف الدكتور الفهيد قائلاً: إن لكل ظاهرة اجتماعية إيجابيات مهما كان حجم السلبيات التي تعتريها.. وبنظرة موضوعية حيادية لظاهرة الخدم نقر بأن هناك إيجابيات متعلقة بها وإلا فما مبررات وجودها في حياتنا؟ وتتمثل النقاط الإيجابية في التخفيف من أعباء ومعاناة أرباب الأسر ومساعدتهم على التفرغ للأعمال المهمة ورعاية الأبناء في غياب الأم العاملة أو الطالبة وقضاء لوازم الأسرة من الأسواق ورعاية كبار السن والمرضى وذوي العاهات وتقديم خدمات نوعية خاصة لهم. وتأثر الخدم من غير المسلمين في كثير من الأحيان بقيم وأخلاق الدين الإسلامي وعادات المجتمع السعودي ودخول الكثير منهم في الإسلام. ونقل بعض الخبرات للمجتمع وخاصة في مجالات النظافة وتنسيق البيت والتمريض. وتوفير وقت الزوجة للعناية بمظهرها وزوجها ويتحقق للأسرة الاستقرار العائلي. والتكافل الاجتماعي مع فقراء العالم الإسلامي بتوفير فرص عمل شريف لهم. والقيام بالأعمال التي لا يرضى المواطن القيام بها مثل حراسة وتنظيف المزرعة وغسيل السيارات وتنظيف المجاري وغيرها.
سلبيات الظاهرة
وتتمثل سلبيات ظاهرة الخدم من خلال تأثير الخدم تأثيراً سيئاً وضاراً على لغة وعادات وسلوك الأبناء الصغار، الذين هم في سن التقليد والتعلم. فقد وجد أطفال يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر. كما تفعل الخادمة. ويعتاد الأطفال مشاركة الخادمة في سلوكها والمشاركة في أعيادها.. التستر على الأخطاء والسلوكيات المعيبة للأطفال، مما يحولها لعادات سلوكية راسخة ما لم ينتبه لها الآباء والأمهات.. وجود الخادمة يجعل الزوجة اتكالية كسولة.. وتخليها عن واجباتها الأصلية.. ونسيانها لمهامها.. إن الاعتماد الكامل على الخادمة جعل البنات ينشأن بدون خبرة في أعمال البيت وبالتالي يفقدن القدرة على الاستقلال بشئون المنزل مهما كان صغيراً. وتقييد حرية الرجال، الذين يخافون ربهم، داخل البيت وكذلك الدعاة الذين يحاولون إصلاح ما فسد من أوضاع أهليهم. وحرمان الطفل من حنان أمه اللازم في تربيته واستقرار نفسيته ولا يمكن للخادمة تعويض من ليس بولدها هذا الحنان، خاصة في حالات ترك المسئولية كاملة للخادمة. بالإضافة إلى الإرهاق المالي الذي يحصل لبعض أرباب الأسر والنزاعات العائلية التي تحصل في شأن من يدفع تلك النفقات. وما يحصل من تفسخ الأسرة بسبب علاقة صاحب البيت بالخادمة، فحوادث الطلاق كبيرة بسبب الخادمة وقيام العلاقات غير الشرعية بين الخدم وأفراد الأسرة وبين رب الأسرة والخادمة، ويقوم السائق بدور الوسيط بين فتيات الأسرة والشباب العابث وتسهيل أعمال الانحراف الخلقي والتستر عليها، لاستغلالها فيما بعد لابتزاز مرتكبيها ماليا تحت التهديد. والتصور الخاطئ الذي يأخذه هؤلاء الخادمات والسائقون عن الدين الإسلامي، فأي عائق وضعناه أمامهم وأي صد عن سبيل الله قد فعلناه بهم بهذه التصرفات الطائشة. ونقل العدوى بكثير من الأمراض السرية نتيجة المخالط والاستعمال المشترك لبعض المرافق والأدوات بالإضافة للعلاقات غير المشروعة. وظهور جرائم السرقة والاغتصاب والقتل أحياناً، وانتشار علاقات الزنا بين فئات الخدم عند ضعف الرقابة عليهم ووجود سوق سرية للبغاء، خاصة في وجود أعداد كبيرة من الوافدين الذين يعيشون بيننا بعيداً عن أسرهم.
سياسات واضحة
أما الدكتور محمد العنقري أستاذ علم الاجتماع فقد حذر من أن نسبة العمالة قد ارتفعت في الخليج وأن لها أبعادها المختلفة في القضايا المقلقة على المجتمع كالعصابات المنظمة وجرائم الأخلاق والجريمة وغيرها من القضايا الضارة بالمجتمع. وأضاف: يجب وضع سياسة واضحة تجاه عدد العمالة التي يحتاج إليها المجتمع فعلياً، والتنوع في نسبة الجنسية لكل عمالة حتى لا يتكون عندنا تجمعات من بلدان معينة تسبب مشكلات أمنية وأخلاقية.
كما يجب التركيز على نوعية العمالة الوافدة من حيث إعطاء الأولوية للعمالة الماهرة وصاحبة التخصصات المهنية التي يحتاجها السوق والتي عادة ما تكون على مستوى عالٍ من الأخلاق المهنية والإنسانية.
وحول الأسباب التي تدفع العمالة لممارسة بعض أنواع الجريمة قال: إن المجتمع كريم الطباع، ومن النادر أن تجد فيه من يتعمد إذلال أو ظلم العمالة الوافدة، لكنني أعتقد أن هناك نسبة قليلة من المواطنين قد تسيء إلى هذه العمالة، إلا أنه في النهاية يظل الإنسان أيا كانت جنسيته وعمله بشراً يصيب ويخطئ، وإذا ما توافرت سبل العيش الكريم له فإن ذلك قد يتسبب في زيادة الجوانب الايجابية فيه، مقابل الجوانب السلبية.
تفعيل القوانين
كما يجب على الجهات المعنية بالدولة بتفعيل القوانين المنظمة لوجود العمالة حتى لا نقع فريسة لسوء تقييم المنظمات المدنية المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان. كما أن ظاهرة العمالة الوافدة وتزايد جرائمها لم تظهر فقط في السنوات الأخيرة بل هذه الظاهرة وجدت منذ بداية استقبال العمالة، والسبب في تزايد هذه الجرائم هو اختلاف طبيعة الثقافات والنظم الاقتصادية بين هذه الدول التي يأتي منها الوافدون وبين الوضع الذي نعيشه وكذلك بسبب الاحتكاك المباشر مع الناس وعدم الرضا والقنوع بأوضاعهم.
وأضاف أنه عندما نأتي بعمالة جديدة يجب أن نعي أن هناك مشكلات واختلافات في التربية والثقافة، مشيراً إلى أن هناك مشكلة سياسية تمنع غربلة الأجناس التي تأتي إلينا وأشار إلى أن المواطن العادي لا يمتلك ثقافة التعامل مع هذه النوعية من الوافدين، وشدد على أنه يجب التدقيق على الوافد الذي سيدخل البلاد ومعرفة سجله القضائي في بلده، ويجب أن يحسن الناس طريقة تعاملهم مع الوافد، وقال: إن تزايد الجريمة من قبل العمالة الوافدة في الآونة الأخيرة يرجع إلى ضعف الدخل الشهري لفئة كبيرة من هذه العمالة.
وأكد أنه يجب التأكد من عدد الوافدين، وهل نحن بالفعل بحاجة لهذا العدد الكبير منهم، مشير إلى انه يجب أن تكون هناك متابعة مستمرة للوافدين، وهل هم على رأس العمل الذي يكون مسجلا بالإقامة وطبيعة هذا العمل وهل يتقاضون رواتبهم.
تجار الإقامات
الدكتور وليد اليحيى أستاذ علم النفس يقول: إن سبب هذه الجرائم وتزايدها يعود إلى أصول بعض الوافدين وطبيعة البيئة التي يعيشون فيها قبل أن يأتوا ومستوى المهارة والمهنية وهل هي عمالة مدربة أم لا، مشيرا إلى أن سبب تزايد الجريمة يعود أساسا إلى تجار الإقامات وبسبب منع بعض الشركات المعاش عن هذه العمالة التي دائما ما تكون في مستوى خطير من الفقر والعلم. مشيراً إلى ظاهرة سوء معاملة الخدم في المنازل التي تولد الحقد والضغينة في نفوس هؤلاء الخدم، ما يؤدي بهم إلى القيام بأعمال إجرامية في أغلب الحالات.
وأضاف أن هذه العمالة تجلب قيمها وثقافاتها كما هي فتصطدم بواقع مغاير تماماً، ما يؤدي إلى وقوع الصدامات، ويجب أن تكون هناك ادور فعالة في حل هذه القضية من خلال حصر أعداد العمالة الهامشية وترحيل من يكون عالة على المجتمع وليس له وظيفة يشغلها. ومن الأسباب التي يعزى إليها تزايد جرائم العمالة الوافدة يمكن تلخيصها في وجود سمات شخصية عدوانية للوافدين والميل إلى القيام بسلوكيات مضادة للمجتمع كجزء متأصل في شخصيات البعض، أو أن يكون السلوك الإجرامي نابعا من تعرض الشخص إلى ظلم وقهر، إما بسبب سوء المعاملة أو عدم استلامه لأجرته أو عدم إنصافه أو عدم توافر ظروف السكن والمعيشة الملائمة له ولأسرته، أو حتى الغلاء الفاحش في الأسعار الذي نشهده حاليا. كل ما سبق من شأنه أن يجعل الفرد يتمرد على نظم المجتمع ويسلك سلوكا معاديا ليطالب بحقه أو كردة فعل لما تعرض له من أذى نفسي ومادي أو ظروف معيشية يعاني منها وللأسف هناك الكثير ممن ينظر للوافدين نظرة دونية سواء بسبب جنسيته أو نوع العمل الذي يمتهنه، ويعتبر أنه كمواطن لا يتنازل للتعامل أو الحديث مع هذا العامل ويستطيع الإفلات من العقاب إذا أساء الأدب، ولاشك أن مثل هذا الشعور يولد تفرقة عنصرية تجعل المجتمع غير متماسك حيث تسود الفوقية في البعض بسبب نوع جنسيته أو لانتماءات قبلية أو عائلية معينة. وعندما يسود مثل هذا المفهوم والذي يخالف ما ورد في معنى الآية القرآنية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. هنا تتولد ردة الفعل العدوانية.