حقائق واضحة للعيان .. ومآسي جلية تشعل بداخلنا حمم ثائرة كـ البركان ..
لا أدري والله إن كان قد بقي في النفوس حمم لتُثار!
إن وضعنا الحالي ما هو إلا ذلك الرماد الذي خلفته نيران أبطالنا وعلمائنا ونهضتنا في ما مضى !
فكيف يمكن للرماد أن يشتعل وهو بنسمة ريح يتطاير و يتلاشى فلا يبقى له أثر !
لا أعتقد بان لأحدكم أدنى شك بأن صورة الإسلام وبلاد المسلمين كالقمر ليله البدر يطل في سماء الغرب
ليجلي ظلماتهم ويكون عنوان لوحة فنية يتباهون فيها بكل برنامج ومقال ::سخرية::
؛
يقول لي ولبر في مقال كتبه بتاريخ 16 فبراير 2007
بعنوان : سعادة في بلاد مسلمة
أنا قلق. عندما أشاهد تلفزيوني الأميركي وأرى المسلمين أشعر بالخوف.
أرى أعمال عنف، وأسمع موجات من الغضب والكره. أشاهد حربا وأخطارا ماحقة وغليانا في المزاج.
ليس للمسلمين وجه مسالم في تلفازي الأميركي ولا يبدو أنهم سعداء. هكذا أشعر في كل مرة أطالع فيها الشاشة.
هذه الصور، والتي لا أشك في أنها حقيقية، تصدمني.
فالعديد من البلدان الإسلامية تعاني من ويلات الحرب والموت والفقر وقلة الاعتناء بحقوق الإنسان والخوف من انعدام الأمن الاجتماعي.
لكن ما أعرفه هو أن هذه الصور البائسة ليست تنطبق على كل العالم الإسلامي.
بل وأجزم أنها لا تعبر عن حقيقة ما يجري في هذه البلدان. كلي ثقة فيما أقول فقد عدت توا من رحلة طويلة في مناطق مختلفة في العالم الإسلامي.
تجولت في الباكستان، وعشت في الأردن، وعملت في المغرب. في هذه البلاد عشت سعيدا وشهد قلبي فرحا ما عهده قبل. ضحكت مع أصدقاء جدد وغرباء تعرفت عليهم للتو بعد أن شملوني برعاية وكرم وحب إنساني نبيل.
لم أشعر بالغربة قط. دعاني الناس إلى بيوتهم وشاركوني-طواعية- لقمة عيشهم وماء شربهم وفراش نومهم والأهم: دفء قلوبهم.
وخلال سنتي إقامتي هناك، عشقت الناس والأرض وكان لي أصدقاء حقيقيون تجدهم حينما تحتاجهم.
ما عكر صفوي إلا مشاهدة التلفزيون الأميركي الذي جعلني أشعر بأنني كأميركي محاصر وعلى موعد دائم مع الخطر إن كنت في بلد إسلامي.
لقد اقتنعت من خلال هؤلاء الناس في المغرب بأن الناس لا تكرهنا ولا تكره أنفسها كما يحلو للبعض هنا في أميركا أن يزعم.
ما أشد تناقض تجربتي الشخصية مع الصور التي أراها عن المسلمين في أجهزة إعلامنا.
أعرف بأن السعادة لا تجد طريقها عادة إلى الأخبار، لكن الموت والخراب يجدان الحيز الأكبر في الإعلام. ربما ليس دور الإعلام أن يحدثنا عن الأشياء العادية،
فأنا لا أتوقع منه أن ينقل لي صور الحياة في نيوزيلندا أو برمودا أو الواق واق.
لكنه –الاعلام- بات لا يترك لمشاهديه مجالا حتى لتخيل أن أخبار حسنة تحدث في العالم الإسلامي.