الإخوة المتحاورون جميعا

اسمحوا لي بمداخلة بسيطة هنا تتكون من شقين:

الأول لحكيم ورفاقه الكثر وهي بعنوان الإسلام بين الفكرة والواقع


لا اعتقد أن أحدا ممن أدلى بدلوه هنا أو حتى في كل ربوع مملكتنا يطالب بمرجعية للبلد غير الإسلام
وإن وجد أحد فهم أقل من القلة وربما يسهل عدهم على أصابع اليد

الإسلام كمرجعية وكمبدأ سامي هو أساس السعادة والنجاح والتفوق في الحياة وهذه قضية غير قابلة للنقاش على الأقل في مجتمعنا من حيث حتميتها

لكن الإشكالية تقع في التطبيق في ارض الواقع الآن في المجتمعات المسلمة، فمثلا حين نعرف جميعا أن القضاء الإسلامي هو أعدل نظام على الإطلاق لكن واقع القضاء مؤلم فنعرف الكثير من القضايا التي تتحدث عن سرقة مخططات من قبل القضاة وعن رشاوى وصفقات فهل هذا يمنحنا الضوء بالتهجم على القضاء الاسلامي

لا طبعا
ولكن تضع علامة استفهام عن من المسؤول عن غياب الاسلام هنا

وحين نعلم أن الإسلام أقعد الامام علي كرم الله وجهه أمام يهودي كما ذكر الاسامة، لكننا في عصرنا نعجز عن إقعاد أصغر لاعب أو شاعر تربطه علاقة بذوي الوجاهة في وجه العدالة فهل يحق لنا مهاجمة الإسلام

لا طبعا ولكن هناك حلقة مفقودة

وحين نعلم أن الإسلام حرم الرشوة وتعطيل مصالح البشر، ولكننا نرى جل معاملات الناس لا تمشي الا بالواسطة والرشوة فهنا أيضا مطب آخر

إذا الإسلام كمنهج هو أعدل وأزكى المناهج
ولكنه كواقع هو أحرج واقع يعيشه الناس حاليا

السؤال لحكيم ورفاقه
برأيكم من المسؤول عن تخلف المجتمعات الإسلامية عن تطبيق الإسلام
ومن الذي يمنع بقوة السير بعزيمة في ركاب التقدم والنظام؟؟؟؟


أما الشق الثاني للقاضي وزمرته :


سأتكلم هنا عن الديموقراطية لأنها أشمل
الديموقراطية كمنهج أساسي لاتنفع ولا تصلح على إطلاقها وحتى دعاتها لم يزالوا يحاولون تطبيقها بحذافيرها ولم ولن يستطيعوا لأن بعض أجزائها تتصادم مع كثير من فطر البشر والشعوب

ولكن هذا لا يمنع من الإشادة بأنها نجحت الى حد كبير في بعض الجوانب الحياتية

فمثلا نجحت في الفصل بين السلطات الثلاث والغاء سلطة الفرد والمؤسسة الواحدة
فيما لم تزل المجتمعات الاسلامية عاجزة رغم تقرير هذا في الاسلام

نجحت مثلا في مسائلة المسؤولين مهما علا مكانهم
وأخفقت المجتمعات الاسلامية

نجحت وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأخفقت المجتمعات الاسلامية بتكريس مبدأ الواسطة والمجاملات والمعرفة

وأيضا أخفقت في جوانب روحانية وأخلاقية كثيرة

لكن هذا لا يمنح الضوء الأخضر للمطالبة باستيراد التجربة برمتها لبلاد مسلمة
إذا الدعوة لإصلاح الفساد المستشري خير من المطالبة باستيراد فكرة مغايرة تماما للبلاد الاسلامية

ويبقى السؤال:
كيف تتم عملية اصلاح الفساد المستشري


عذرا للإطالة ولكن آمل أن اكون قد وفقت في تقريب وجهات النظر

وشكرا للجميع

ملحوظة:
ما أجمل الحوار الراقي بعيدا عن اشياء لاتليق بأحد هنا




نايف