أما قبل ..


ذاك علماني .. وهذا ليبرالي وثالث أصولي وأنت سنّي وأنا شيعيّ , ربما العكس صحيح ! فأنا سنّي وأنت شيعيّ وهذا المارّ من هنا ربما يكون متصوّف , وجدتها ! أنت جنوبيّ وهو شماليّ وذاك حجازي وأنا قصيميّ !
هذا التحيز للذات والتعنصر له وعدم تقبل الآخر والاعتقاد الجازم أن كل من ليس على شاكلة عنصره , يكون على خطأ ويسير على دربٍ نهايته السعير وبأنه أفضل من الآخرين فهو يطبق قاعدة من ليس معي فهو ضدي ! فتدب المشادات الكلامية وثم تشب الخلافات والنزاعات والحروب والفتن فلا يخفى عليكم تاريخ الأمة الإسلامية من حروب مذهبية أو قبلية أو طائفية من الأندلس حتى الهند مروراً بالصومال والعراق وغيرها في الوقت الحاضر , فما هي النتيجة ؟ لا شيء سوى الدمار والخراب وتفرق وضعف الأمة وتكالب الأمم عليها .

فالأمر خطيرإلى متى سنظل نغرد خارج السرب , تحت وطأة التخلف عن الركب بسبب خلافاتنا المذهبية وحتى القبلية منها وليس اختلافاتنا , تحت الأسى والحزن و الخوف والتربص من ذلك الآخر الغامض متى سيتسامح ابن هذه الطائفة مع الأخرى متى سيتقابل الماء مع النار؟ متى سنحنّ للثكالى واليتامى ونرحم ضعفهم وآهاتهم ؟ متى ؟


أما بعد ..


البداية.